احتفال مركزي في اللاذقية بمناسبة عيد المعلم الهلال: سورية تخوض معركة الحضارة والعلم
اللاذقية-مروان حويجة:
بمناسبة عيد المعلم العربي، وتقديراً لجهود المعلمين ودورهم في مواجهة الفكر الظلامي وبناء الأجيال والإنسان، أقامت نقابة المعلمين، أمس، احتفالاً مركزياً، تحت عنوان “للوطن الولاء وللأسد الوفاء ولجيشنا المجد والإباء”، على مدرج دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية، تخللته فقرات فنية متنوّعة لأطفال من طلائع البعث وفرقة الرواد والكورال، جسّدت الوفاء للمعلم، ومجدت تضحيات أبطال الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب بعناوين “بانوراما عيد المعلم”، و”شموخ السنديان”، و”بشرة خير”.
وألقى الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب كلمة نقل في مستهلها تحيات السيد الرئيس بشار الأسد إلى جماهير المعلمين في أرجاء الوطن، وتوجّه بتحية الإجلال والإكبار والتقدير إلى أرواح شهداء الوطن، رمز التضحية والفداء وعنوان تقاليد الشعب العربي السوري النضالية في أبهى صورها وأنقى مظاهرها، وأكد عظمة المسؤولية التي تقع على عاتق المعلمين، فهم في مهنتهم المقدّسة يغوصون في بحر عميق كي يتعدّوا بناء الحجر إلى بناء البشر، بالرغم من المصاعب العديدة التي تعترضهم في حياتهم من حيث صعوبات المعيشة ومستلزمات التعليم، ومن سعي أصحاب الفكر الظلامي لإيقاف العملية التنموية، مشدداً على أن المعلمين بهذه المهمة يحيون رمز الأم العظيمة سورية التي أبدعت أولى الحضارات، وغرست في تربتها أول حبة قمح، فاتحة بذلك عصر الزراعة، ومن بحرها انطلقت أول سفينة، وكانت أول من صدّر السلام للعالم، وفي حضنها عزفت أول نوتة موسيقية، فكانت على مر التاريخ الأم التي تبدّد الظلمات لتنشر النور، وتقود البشرية باتجاه الارتقاء والتقدّم.
كما نوّه الرفيق الهلال إلى أن المعركة التي تواجهها سورية ليست مجرد حرب عابرة، إنما هي قوية لتحقيق جوهر سورية التاريخي، ومعركة الحضارة والعلم، مشيراً الى أن أبناء سورية يعلّمون البشرية مرة أخرى كيف تنتصر الكرامة والعزة في مواجهة الهيمنة، فالكرامة هي جوهر الحضارة وجوهر العلم الحقيقي، وليس ذلك العلم الذي برع به قتلة البشر، الاستعماريون في الغرب ومن معهم من بعض الأنظمة التي تدّعي العروبة، والتي كانت سورية تصدّر لها العلم والنور، وترسل معلميها وأبناءها، بينما هم ردوا المعروف بإرسال الحثالات من كل بقاع الأرض وصدروا القتل والإرهاب، متناسين ما تؤمن به شعوبهم العربية بأن العروبة ليست مشاعر وأحاسيس، بل هي وقبل كل شيء مسؤولية.
وأكد الرفيق الهلال أهمية الوعي الحقيقي بجوهر ما يقدّمه شعبنا الأبي من صمود أدهش العالم، مشدداً على أهمية أن يركّز المعلمون في تربيتهم للأجيال على مفهوم المسؤولية الوطنية، مبيّناً أن التزام العلم بخير الوطن يحرّره من مصطلح “العلم للعلم” الأجوف، ويكسبه قيمة نوعية وإنسانية.
من جانبه هشام مكحل الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب اعتبر أن من يحارب الأمة التي تنجب أبناء كأبناء سورية لا بد أن يهزم، فهذه الأمة صدّرت العلم والسلام والثقافة للعالم بأسره، مؤكداً على دعم المعلمين العرب كافة للوطن الأم سورية، التي لم تبخل يوماً بتقديم دماء أبنائها وشبابها فداء لهذه الأمة العربية، التي يتزعم بعض حكامها الآن الحرب على القلعة السورية، لكنهم لن يتمكنوا من إسقاطها.
وأكد الدكتور هزوان الوز، وزير التربية، أن المعلمين خلال السنوات السبع الماضية كانوا عند حسن ظن سورية، وأثبتوا أنهم أحفاد أول من أبدع الأبجدية للإنسان، وكانوا يقاومون كل محاولات إيقاف العملية التعليمية، ويتحدّون قوى الشر التي أرادت أن تنشر ثقافة الظلام، فكان المعلمون خير حماة للضوء وصنّاع حضارة، وقدّموا لأبنائهم المعرفة والتربية، وبنوا الأجيال الجديرة بالهوية الوطنية والإبداع والتطوّر.
من جهته أشار نقيب المعلمين نايف الحريري إلى الدور المعوّل على المعلمين في مرحلة إعادة الإعمار، واستكمال الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب والفكر التكفيري عبر بناء الإنسان ليكون منتصراً لوطنه وجيشه ورسم مستقبل مشرق للجيل القادم.
وفي كلمة المعلمين المتقاعدين، أشار عبد الكريم حليم إلى عطاء المعلمين غير المحدود في إعلاء قيمة الوطن، وتنمية الحس الوطني والقومي لدى الأجيال، الأمر الذي كان سبباً في مواجهة أعتى الحروب الإرهابية التي تستهدف سورية.
وعلى هامش الاحتفال تم افتتاح معرض فني بمركز الفنون التشكيلية بدار الأسد للثقافة لأطفال من مدارس اللاذقية ورواد الطلائع ضم نحو 150 عملاً فنياً من رسومات ومجسمات، وأعمال يدوية من مخلفات البيئة وأخرى صناعية، إلى جانب معرض تشكيلي لعدد من المعلمين المنتسبين لاتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية.
ولفت الرفيق الهلال إلى أن أطفال سورية، وبهذه الإبداعات اليدوية، انتصروا على الإرهاب، واستولدوا الأمل، وأثبتوا بأن الشعب السوري لا يمكن أن يهزم، وأشار إلى دور الفن التشكيلي في إغناء الحياة الثقافية وفي تكريس القيم الإنسانية والوطنية والحضارية المتجذّرة في المجتمع السوري عبر التاريخ.
وبعد ذلك قام الرفيق الهلال بزيارة اطلاعيه إلى فرع جامعة الشام في اللاذقية، حيث جال في أقسامها وقاعاتها ومختبراتها، وأعقب الجولة لقاء مع إدارة فرع الجامعة وكادرها الإداري والعلمي والتعليمي.
وأكد الرفيق الهلال ضرورة الارتقاء المستمر بكل الخطط والإجراءات التي تسهم في التطوير المستمر للعملية التعليمية.
ومن ثم زار مقر المبنى الجديد لفرع الحزب في اللاذقية، واطلع على واقعه ومراحل إنجازه، واستمع إلى شروحات من مديري الشركة المنفّذة حول تجهيز المبنى وواقعه الإنشائي والتصميمي والفنّي.
وأشار الرفيق الهلال إلى التوجّه نحو تخصيص المبنى ليكون مقراً لفرع جامعة الشام في إطار التوسع المستمر بالكليات والاختصاصات العلمية وإحداث اختصاصات وفروع تعليمية جديدة تواكب أحدث العلوم والمعارف، مؤكداً أولوية تكريس الجانب الاجتماعي قبل كل شيء في أي عملية تطويرية لجامعة الشام بما يلبّي حاجات المجتمع ليتعزز حضورها في المحيط المجتمعي.
كما قام الرفاق الأمين القطري المساعد وأعضاء القيادة بوضع عدد من أكاليل الزهور على ضريح القائد المؤسس حافظ الأسد في القرداحة.
حضر الاحتفال عضوا القيادة القطرية للحزب شعبان عزوز وياسر الشوفي، رئيسا مكتبي العمال والفلاحين والتربية وطلائع البعث، ووزير التعليم العالي الدكتور عاطف النداف، ورئيس اتحاد المعلمين العرب خلف الزيناتي، وأمينا الاتحاد المساعدان محمد الحاج من السودان ومحمد حليم من تونس، ورئيسا نقابتي المعلمين في اليمن والعراق، وأمينا فرعي اللاذقية وجامعة تشرين للحزب، ومحافظ اللاذقية، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، ورئيسا هيئة التميز والإبداع، ومنظمة طلائع البعث وقيادات وكوادر نقابية وتعليمية.