الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش يحمي الخروج الجماعي لآلاف المدنيين الهاربين من بطش إرهابيي الغوطة حمورية عادت وتضييق الخناق على “النصرة” في جسرين.. وقافلة مساعدات جديدة

واصلت وحدات الجيش العربي السوري عملياتها لإعادة الأمن والاستقرار إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق، بالتوازي مع قيامها بتأمين خروج آلاف المدنيين المحاصرين لدى التنظيمات الإرهابية عبر ممري حمورية، الذي تم  افتتاحه أمس، ومخيم الوافدين، فيما دخلت، وتحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري، قافلة مساعدات إلى المدنيين المحاصرين من إرهابيي “النصرة” والمجموعات التابعة له في الغوطة.

وفي التفاصيل، استعادت وحدات من الجيش السيطرة بشكل كامل على بلدة حمورية بعد معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية التي تعيش حالة من الانهيار والتخبّط بعد التقدّم الكبير للجيش، وتمكّنه من تأمين خروج آلاف المدنيين ممن كانت تتخذهم دروعاً بشرية. وفي القطاع الجنوبي الشرقي من الغوطة سيطرت وحدات من الجيش على عدد من المزارع شمال شرق بلدة جسرين، وعدد من الأبنية في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية للبلدة، ليكون بذلك ضيّق الخناق على التنظيمات الإرهابية التي تحتجز المدنيين في البلدة.

وتعد جسرين أحد المراكز الرئيسية لانتشار المجموعات الإرهابية المرتبطة بـ”النصرة”، التي تحاصر المدنيين، وتمنعهم من المغادرة عبر الممر الإنساني، الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي باتجاه بلدة المليحة، حيث أطلقت النيران أكثر من مرّة على عائلات تحاول الخروج، ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين.

يأتي ذلك فيما دخلت قافلة مساعدات إلى المدنيين المحاصرين من إرهابيي “النصرة” في الغوطة الشرقية، وأفاد مراسل سانا من مخيم الوافدين بأن القافلة مشتركة بين الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، وتتألف من 25 شاحنة تحمل 340 طناً من المواد الغذائية “سلات غذائية وطحين”.

وتمّ يوم الجمعة الماضي إدخال قافلة مؤلّفة من 13 شاحنة محمّلة بالمساعدات إلى المدنيين في الغوطة الشرقية، كما تمّ  في الـ 5 من الشهر الجاري، ضمن الخطة الشهرية لإيصال المساعدات الإنسانية المتفق عليها مع اللجنة العليا للإغاثة في الجمهورية العربية السورية، إدخال قافلة مساعدات مؤلّفة من 46 شاحنة إلى المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية.

وبالتوازي، خرج آلاف المدنيين ممن كانوا محاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية داخل الغوطة الشرقية، وذلك عبر ممر حمورية، وذكر موفد سانا أنه منذ ساعات الصباح الأولى استعدت وحدات الجيش وفرق الهلال الأحمر العربي السوري، وتمكّنت من تأمين خروج آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية، وأشار إلى أن وحدات الجيش كانت في استقبال الأهالي والعائلات الخارجة، وقامت بتقديم التسهيلات اللازمة لهم تمهيداً لنقلهم بشكل آمن إلى مراكز إقامة مؤقتة مجّهزة بكل المستلزمات الأساسية.

وأعرب عدد من الأهالي عن سعادتهم بتخلّصهم من براثن التنظيمات الإرهابية التي كانت تحتجزهم طيلة الفترة الماضية كدروع بشرية، داعين جميع الأهالي الذين لا يزالون داخل الغوطة إلى الانتفاض بوجه التنظيمات الإرهابية والتحرّر منها، وأشاروا إلى أنهم حاولوا خلال الفترة الماضية الخروج من الغوطة الشرقية، إلا أن التنظيمات الإرهابية كانت تمنعهم بقوة السلاح، حيث استهدفت أكثر من مرة المدنيين لدى محاولتهم المغادرة باتجاه الممرات بغية الاستمرار في احتجازهم.

وفي وقت لاحق أفاد مراسل سانا بأن وحدات من الجيش العربي السوري أمّنت خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين لدى التنظيمات الإرهابية في القطاع الشمالي الغربي من الغوطة عبر ممر مخيم الوافدين، ويؤكد المدنيون أن الإرهابيين كانوا يمنعونهم من الخروج من المنطقة، كما صادروا الأغذية والأدوية، ومنعوها عن السكان.

وقامت وحدات الجيش خلال اليومين الماضيين بتأمين خروج مئات المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية عبر مخيم الوافدين.

وأشارت مصادر إلى أن 12500 شخص خرجوا من الغوطة الشرقية، رغم أنّ المجموعات الإرهابية المسلحة قامت بالاعتداء، وقطع الطريق على المدنيين، الذين ما زالوا يحاولون الخروج من مناطقهم التي يستولي عليها التكفيريون، وأضافت: إن عدداً من أهالي كفر بطنا المجاورة استطاعوا الوصول إلى حمورية للخروج من الغوطة، وأشارت أيضاً إلى خروج مسلحين من الغوطة بعد التوصّل إلى اتفاق مع الجيش السوري لتسوية أوضاعهم، وقال أحد المشايخ المشرفين على عملية التسوية في الغوطة: “إن الجميع ينتظر لحظة خروج أهالي سقبا وكفر بطنا لاحقاً”.

إلى ذلك، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية أن أكثر من 11 ألف مدني خرجوا من الغوطة عبر ممر حمورية مع توقّعات بخروج ما لا يقل عن 13 ألفاً، وقال الناطق باسم مركز المصالحة الروسي اللواء فلاديمير زولوتوخين: “يتمّ عملاً بالاتفاقات المعقودة، إجلاء المدنيين عن بلدات حمورية وسقبا وحزةّ عبر الممر الإنساني الذي فُتح، وتمّ إخراج أكثر من 11 ألف شخص، ومن المتوقّع إجلاء ما لا يقل عن 13 ألف نسمة”، وأضاف: “تم تقديم 137 طناً من المواد الغذائية والمواد الطبية والأدوية للمدنيين”.

إلى ذلك اطلع وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف ووزير الصحة الدكتور نزار يازجي ومحافظ ريف دمشق المهندس علاء منير إبراهيم على احتياجات المدنيين الخارجين عبر ممر حمورية ممن كانوا محاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية داخل الغوطة الشرقية.

ولفت وزير الإدارة المحلية والبيئة إلى أنه تم تأمين 100 باص لنقل المدنيين الخارجين من الغوطة إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة بجميع المتطلبات، وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهم، والاهتمام بتلاميذ المدارس الذين حرموا من التعليم طيلة سنوات حصارهم من قبل التنظيمات الإرهابية.

بدوره بيّن وزير الصحة أن الوزارة قامت بتأمين الخدمات الطبية للمدنيين الخارجين من إرهاب التنظيمات التكفيرية ومعاينة ومعالجة المرضى وتوفير الأدوية لهم واللقاحات للأطفال.

من جانبه أوضح محافظ ريف دمشق أنه تم فتح العديد من مراكز الإقامة المؤقتة في المحافظة وتجهيزها لاستقبال الأعداد الكبيرة من المدنيين الخارجين من الغوطة ومنها مركز الحرجلة والدوير وتجمع المدارس في عدرا البلد، مشيراً إلى أن فرق وكوادر المحافظة بحالة استنفار على مدار الساعة لتأمين متطلبات المدنيين.

اعتداءات إرهابية جديدة على الأحياء السكنية في دمشق

في الأثناء استشهد مدني، وأصيب 18 آخرون بجروح نتيجة استهداف التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية بـ 6 قذائف حي باب توما وساحة المحافظة وجسر فكتوريا بدمشق، وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن 3 قذائف صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق الغوطة الشرقية سقطت في حي باب توما تسببت باستشهاد مدني وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة، وأشار إلى إصابة 14 مدنياً بجروح جراء سقوط قذيفتين أطلقهما الإرهابيون في الغوطة على ساحة المحافظة، وإصابة مدنيين اثنين أيضاً بسقوط قذيفة في منطقة جسر فكتوريا بدمشق.

وأصيب 7 مدنيين بينهم 3 أطفال بجروح نتيجة استهداف التنظيمات الإرهابية الأربعاء بقذائف الهاون الأحياء السكنية في دمشق وريفها.

“الجمعية الكوبية” تدعم سورية في مواجهة الإرهاب

سياسياً، أكد النائب حمادة القسط، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، أن سورية بفضل صمود جيشها وشعبها ستنتصر وسيُهزم الإرهاب وداعموه، وأشار إلى أن الإرهاب الذي استهدف سورية تحوّل إلى ظاهرة عالمية تستهدف المنطقة، وأصبح أداة لإعادة تقسيم دولها وفق مؤامرة تطبّق تحت ما يسمى الربيع العربي، والذي هو جزء من المخططات الأجنبية التي جاءت لنشر الفوضى الهدامة في دولنا، ولفت إلى أن محاولات التشكيك في الجيوش الوطنية تعد إحدى ركائز المخططات الأجنبية، ولكن هذه الجيوش، وفي مقدمتها الجيش العربي السوري والجيش المصري، هي التي حافظت، وتحافظ على الاستقرار، وتحمي أوطاننا من التقسيم، وعبّر عن إدانته للعدوان الذي يشنه النظام التركي على عفرين، ووصفه بالاعتداء الصارخ، والتدخل في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة، موضحاً أنه وفي مقابل هذا العدوان يقف العالم متفرّجاً، فيما المطلوب الموقف الحازم في مواجهة العدوان.

وفي هافانا، أدان رئيس الجمعية الكوبية للأمم المتحدة السفير فرمين غابرييل كينيونيس سانشيز الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية بحق الشعب السوري.

وعبّر سانشيز خلال لقاء مع السفير السوري في كوبا الدكتور إدريس ميا في مقر الجمعية عن تقديره لصمود وتضحيات الجيش العربي السوري ودعم وتضامن بلاده مع سورية قيادةً وشعباً في مواجهة الإرهاب.

من جهته أكد الدكتور ميا أن ما تشهده سورية اليوم من حملة دبلوماسية وإعلامية تقودها واشنطن ولندن وباريس، يشير بشكل واضح  إلى انهيار التنظيمات الإرهابية بفضل انتصارات وإنجازات الجيش العربي السوري.