ثقافةصحيفة البعث

انتشار الإعلام والسلم العالمي

أكرم شريم
هذا الإعلام العالمي، هذا الإعلام الحبيب والموجود في كل دولة في هذا العالم، وعند كل الشعوب، والمنتشر في الآلاف، بل قل عشرات الآلاف، بل ربما مئات الآلاف من وسائل الإعلام الورقية والسمعية والمرئية والأجهزة الرقمية في كل هذا العالم، هل عرفنا أو نعرف هذه الحقيقة الكبرى عنه، والطيبة والرائعة التي تضع في قلب كل إعلامي على وجه الأرض باقة شكر عالمية، ومن كل شعوب العالم!. نعم، فهذه الحقيقة الكبرى أن انتشار الإعلام إنما يؤسس للسلم العالمي، ويدعمه، ويعمل على انتشاره في كل مكان من هذا العالم، لأن هذا الإعلام العالمي، بالرغم من انتشاره الكبير وعلى مستوى العالم، وبالرغم من تبعيته لآراء سياسية ومواقف دولية وأحزاب ومقدرات، فإنه يكشف كل صغيرة أو كبيرة تحدث في هذا العالم، فإن أي اعتداء صغير، أو خطأ أو سهو يحدث بين دولة وأخرى، أو بين حزبين، أو سياسيين داخل الدولة نفسها، فإن الإعلام ينشر هذا الحدث بكل تفاصيله، والآراء المحيطة به، والمنطلقة منه، وفي كل أنحاء العالم، فهو الكاشف العالمي الأقوى من كل اختراع أو حتى سحر، ولا يستطيع أحد، ولا قوة، ولا دولة أن تخفي عنه أو تكمِّمه في العالم كله، أو تحد من عالميته وانتشاره، وبكل حرية وصدق وحب أيضاً، الأمر الذي يقرر وحده، وقبل أن نقرر نحن، ومعه ومعنا كل أجهزة ووسائل المعرفة ونشرها، أن الإعلام يستطيع أن يكشف ويعلن ويوزع وينشر كل شيء هام في حياتنا وحياة كل الشعوب، ولهذا وتأسيساً على ذلك فإنه يكشف كل ضار وكل صالح، وكل خطأ وكل صواب في كل حياتنا، وعلاقاتنا، وسياساتنا، ومصالحنا، وعلاقاتنا المحلية والإقليمية والعالمية، وبشكل طبيعي وسهل لا يستطيع أحد ولا قوة، مهما كان أو كانت، أن تمنع أو تنجح بالكذب والتشويه، بل ستنكشف أكثر وأكثر، وتصبح الفضيحة أكبر وأكبر، وأضرب مثلاً هذه التمثيليات الديمقراطية في إسرائيل، فهل من يُهجّر ويفجّر ويشرّد ويقتل ويحتل يعرف الديمقراطية، أو يمكن أن يثق أو يؤمن أو يحترم أي شيء فيها؟!.. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن انتشار الإعلام إنما يعني وبكل قوة ووضوح انتشار السلم العالمي، وفي كل دول العالم وعند كل شعوب العالم، لأنه الكاشف والصادق الطبيعي لكل أسباب الأحداث والخلافات، وما قد تكون وراءها من أطماع إجرامية عالمية، وذلك لأنه لا يوجد سبب علمي ومقنع للحروب، وتوجد آلاف الأسباب لإنشاء وتقوية كل أنواع العلاقات السلمية بين كل الشعوب، وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.