رياضةصحيفة البعث

لا للتهويل وبيع الكلام كرتنـــا ســـتتجاوز المطـــب.. والتغييـــر المنتظــر فرصــة لإعـــادة الحســابات

لطالما استطاعت رياضتنا أن تسبح ضد تيار الظروف، ولطالما تمكنت مراراً وتكراراً من تجاوز أصعب المواقف، ولأننا محكومون بالأمل فإننا نرى نهاية النفق الذي دخلته كرتنا قبل أيام قد لاحت في الأفق.
فمنذ يوم الأربعاء الماضي لا صوت يعلو في مجالس رياضتنا عن مسار الأمور، والى أين ستصل بعد استقالة اتحاد كرة القدم، وكيف سنتجاوز هذا المطب دون التعرّض لعصا الفيفا الغليظة؟!.
وبكل تأكيد فإن الإجابة عن هذه الأسئلة ستكون خلال الساعات القادمة على أبعد تقدير حين تتبلور ردة فعل الاتحاد الدولي على هذه الاستقالة، والتي ستمضي بهدوء وفق بعض العارفين ببواطن الأمور.
لكن في هذه العجالة لابد من الإشارة إلى أن استقالة اتحاد اللعبة الشعبية الأولى لن تكون النهاية، بل من المفترض أن تكون بداية مرحلة جديدة، وربما كان من حسن الحظ أن التوقيت كان مناسباً للغاية، فليس هناك استحقاق كروي قريب، والاتفاق مع مدرب أجنبي مقبول لتدريب منتخبنا قد تم بالفعل.

على نار هادئة
كل ما يجري حالياً في أروقة الفيحاء يشير إلى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح لجهة تمرير موضوع الاستقالة دون مشاكل تذكر، فبعد اجتماع القيادة الرياضية مع الاتحاد، أرسلت الاستقالات للفيفا وفق الإجراءات الاعتيادية، على أن يلي هذا الموضوع وجود رد من الاتحاد الدولي يتضمن وجهة نظره في الموضوع قبل أن يتم الإعلان عن أسماء اللجنة التي ستقود اللعبة خلال الفترة القصيرة المقبلة قبل عقد اللجنة العمومية للاتحاد، وانتخاب مجلس إدارة جديد، هذه الإجراءات طال زمانها أو قصر ستمر بها كرتنا، وكلنا ثقة بحكمة من يقود هذا الملف لتسيير الأمور بالطريقة المثلى لما فيه مصلحة كرتنا أولاً وأخيراً.

إشاعات وكلام
ولساعة كتابة هذه السطور لم يصدر أي قرار رسمي بتسمية أعضاء اللجنة المؤقتة، بل إن التريث والتشاور هما سيد الموقف، حيث أشارت بعض المصادر “للبعث” إلى أن جميع الأسماء المتداولة حتى الآن إما غير دقيقة أو غير موجودة حتى ضمن الأسماء المقترحة، كما أن جميع ما كتب وقيل هو تكهنات وتوقعات دون وجود شي حقيقي على أرض الواقع، فالأسماء التي ستقود هذه اللجنة لن يكون لها الحق في الترشّح للانتخابات القادمة، وستكون مهمتها مرحلية، ولوقت محدد جداً، وهذا الأمر قد لا يناسب الكثير من الأسماء المقترحة التي تمتلك طموح دخول غمار الانتخابات المقبلة.

شكر
وبعيداً عن الحملات التي طالته خلال الأيام الماضية، والاتهامات غير الصحيحة التي قابلها بكل هدوء، نجد أنفسنا أمام واجب التوجه بالشكر لرئيس الاتحاد المستقيل صلاح رمضان الذي حاول تقديم ما بوسعه خلال فترة تواجده في سدة الاتحاد، فرغم أن التوفيق غاب عنه في بعض القرارات، إلا أنه كان وفياً ومخلصاً لعمله في أصعب الظروف، فيكفي أنه مع بقية الأعضاء أبقى كرتنا تحت الضوء في أسوأ ظروف الأزمة، وحققنا نتائج مقبولة رغم غياب التخطيط والاستراتيجية، كما أن الشكر الأكبر له على شجاعته في تقديم استقالته عند شعوره بالخطأ الذي حصل، وتأكيده أنه جاهز دائماً لخدمة رياضة بلده مهما كانت الظروف.

لا للتهويل
ولأن بعض الناس امتهن التطبيل والتزمير وتهويل صغائر الأمور، فقد بدأ منذ لحظة استقالة الاتحاد مسلسل إثارة البلبلة حول إمكانية إيقاف كرتنا من قبل الاتحاد الدولي، وتعرّضها لأغلظ العقوبات، وأسوأ ما في الأمر أن يخرج هذا الكلام من أشخاص لهم خبرتهم في المجال الكروي في محاولة لتوجيه الضغط الجماهيري نحو أشخاص معينين، وتحميلهم مسؤولية أمر لن يحدث!.
وإذا أردنا أن نكون واقعيين فكرتنا لن تتعرّض لأية عقوبات أو إيقافات، فما جرى وسيجري لاحقاً يدخل ضمن شؤوننا الكروية الداخلية التي لا يمكن لأحد أن يتدخل بها، وخاصة أن رئيس الاتحاد المستقيل كان واضحاً في أنه لا يمكن أن يكون إلا في جانب مصلحة كرتنا، ولن يقبل بأن يشتكي أو يقدم كلاماً غير صحيح عما جرى.

فرصة للتغيير
وبلا شك فإن تغيير اتحاد كرة القدم لن يكون تأثيره السلبي بالحد الذي يتخيله البعض، فبالأساس كرتنا تسير خبط عشواء، فلا خطط، ولا استراتيجية، ونتائجنا خارجياً هي أكبر دليل، فضلاً عن أن أجواء كرتنا ومنذ فترة ليست بالقصيرة تعيش انقساماً حاداً بين تيارين، وكل منهما يريد قيادتها وفق رؤيته.
كما أن تغيير الاتحاد سيفتح الباب حكماً لأشخاص برؤية جديدة، وأفكار جديدة، وسيغير في هيكلية بعض اللجان داخله التي أكل الزمان عليها وشرب، ولم يبق منها سوى الاسم.
إذاً الأمر ليس بالسيئ، والتغيير المقبل ربما يحمل الخير لكرتنا الذي ظلت خلال السنوات الماضية أسيرة لفكر عدد محدد من الأشخاص، وبعيدة عن روح الجماعة.
مؤيد البش