دراساتصحيفة البعث

الغرب.. وتزييف الحقائق في الحرب على سورية

 

د. رحيم هادي الشمخي- أكاديمي وكاتب عراقي

الحرب الكونية الدائرة اليوم على سورية العربية هي نتاج أكاذيب الغرب وافتراءاته لتدمير المنطقة العربية برمتها، لأن سورية تمثل البوابة الشرقية الرئيسة للوطن العربي. والمتتبع للأحداث الدائرة الآن على الساحة الدولية يرى بوضوح أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وزعت مهام هذه الأكاذيب والافتراءات لتشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وكل منها أخذ طريقه في فبركة العمل السياسي والعسكري مع الإرهابيين الذين دخلوا سورية وراحوا يدمرون الأخضر واليابس ويحرقون الزرع والضرع والحجر ويطلقون القذائف والصواريخ على كل ما هبّ ودبّ، ولم تسلم من إرهابهم المدن بما فيها دمشق وضواحيها. ومع هذا فقد راحت الدول الغربية تكيل الاتهامات الباطلة للشرعية السورية التي تدافع عن أرضها وتصون حقها الوطني والقومي ضد قوى الإرهاب الأمريكي والافتراءات المزيفة المصنعة في دهاليز وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون لتسهل أمر من احتلوا أرض سورية من دير الزور إلى الرقة عبر الفرات، وهدفهم هو تقسيم الدولة السورية الواحدة الموحدة التي ما عرفت التقسيم يوماً من الأيام.
أكاذيب وافتراءات واتهامات كثيرة سمعناها في مجلس الأمن ومحافل دولية عديدة بشأن استخدام الكيماوي الذي أصبح لعبة أمريكة تُباع وتشترى سواء في الغوطة الشرقية أو خارجها. ويعلم الجميع أن أول من زوّد الإرهابيين بالكيماوي هم الغربيون عندما احتلوا شمال شرق سورية، وقبل ذلك استخدم الإرهابيون هذه المادة في جوبر، ولا ننسى أن آل سعود وتركيا قد ساعدتا هؤلاء في استخدام “الكيماوي المزدوج” لضرب المواطنين في أكثر المدن السورية التي يتم فيها دحر الإرهاب على يد الجيش العربي السوري. وما معركة الغوطة الشرقية التي حقق فيها الجيش العربي وحلفاؤه نصراً مؤزراً ضد الإرهاب وقوى الضلال إلا شاهد على حقيقة أن القوى الغربية تلوّح بلعبة الكيماوي حاليًا بهدف تشويه معالم النصر الذي حققه ويحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الغوطة الشرقية.
لقد عرف العالم سر الافتراءات والأكاذيب الغربية في الحرب الدائرة على سورية، وهذا ما نجده اليوم من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتجميع أعداد كبيرة من عملائها في المنطقة بغية إصدار قرارات جائرة في مجلس الأمن لإيذاء سورية العربية، وهي تقاوم أشكال الاحتلال والهيمنة الغربية والأمريكية، بمساعدة الكيان الصهيوني الذي ما انفك يحرّض الدول الغربية على توحيد مواقفها ضد سورية في شتى الوسائل بحيث لن يكون هناك وجود لأمة العرب بهويتها العربية وقوميتها ومكانتها الحضارية. ولهذا فإن الغرب قد خسر كل ما يملك من مصداقية في الحرب الدائرة في سورية بدليل أنه يتجاهل متعمداً دور الإرهابيين وهم يمنعون الغذاء والدواء عن آلاف البشر في الغوطة الشرقية وفي حرستا ودوما، وبدليل آخر أن الإرهابيين يمنعون المواطنين من الخروج من الممرات الآمنة، وكثيراً ما قتل منهم بواسطة القناصة الإرهابيين. والحقيقة أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من أعمال تخريبية أصبح اليوم لافتاً للنظر، فقد جنّدت عناصر إرهابية تطلق على نفسها “أصحاب الخوذ البيضاء” يتلقون دعماً منها ومن أوروبا بهدف فبركة أحداث وأكاذيب إعلامية واختلاق كوارث إنسانية واستخدامها ذريعة لتدخل غربي أوسع في سورية.
إن ما تقوم به سورية من عمل وطني يؤكد حقها في مكافحة الإرهاب الأمريكي المحتل لأرضها، وهي في الوقت نفسه تقاوم ببسالة وقوة الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين، والذي ارتكب أكبر مجزرة بقتل الأبرياء واستخدام مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً. إنها أشرف معركة عرفها التاريخ العربي تدور على أرض سورية لمقاومة الإرهاب ولكشف التزييف الغربي والصهيوني والعثماني الجديد والرجعي العربي.