بعد الصافرة خطوات واثقة للمصارعة
رغم كل الانتقادات التي طالتها خلال الفترة الماضية، إلا أن مصارعتنا -كمايبدو- باتت تسير على الطريق الصحيح، وبدأت تدخل مرحلة الحصاد لما تم زرعه خلال السنوات الماضية، فمع وجود صعوبات كبيرة اعترضتها، تمكنت اللعبة بجهود أبنائها المخلصين من تجاوز أصعب الظروف، لتعود مجدداً إلى واجهة المشاركات.
فمن تابع بطولة الجمهورية للمراكز التدريبية التي استضافتها صالة الفيحاء، يدرك أن قواعد اللعبة بحالة مميزة، حيث شهدت البطولة مشاركة أغلب المحافظات، وبعدد جيد من المراكز، فضلاً عن المواهب التي ظهرت، والتي برهنت أن هناك إمكانية لعودة اللعبة لما كانت عليه شرط الصبر والمواظبة على الاهتمام بالخامات، كما أن المركز الوطني للمصارعة بات اليوم قبلة لكل لاعب يمتلك القدرة والرغبة، وتتوفر له كل مستلزمات النجاح ومتطلبات بناء اللاعب الحقيقي.
وبناء على وجود رؤية لدى الاتحاد لتحضير منتخباتنا الوطنية لجميع الفئات، وجعلها على أهبة الاستعداد لأية مشاركة مقبلة، نفذت قبل أيام قليلة بعثة منتخب الناشئين معسكراً تحضيرياً في جمهورية إيران الإسلامية شمل 12 لاعباً في مختلف الأوزان، وذلك كمحطة تحضيرية قبل خوض بطولة المتوسط، وبطولة آسيا للناشئين التي تعتبر مؤهلة لاولمبياد الأرجنتين الخريف المقبل.
كما أن منتخب الرجال يخوض حالياً معسكراً مغلقاً استعداداً لدورة المتوسط التي يتوقع أن تشهد عودة قوية لمصارعينا إلى منصات التتويج، وخاصة أن الفترة الماضية شهدت استقراراً تدريبياً وفنياً، ومعسكرات تحضيرية، ولم يبخل الاتحاد بتقديم أي موضوع يمكن أن يعطي النتائج المرجوة.
وبعيداً عن أجواء المنتخبات فإن تنظيم الأمور داخل أروقة الاتحاد بات في أفضل أحواله مع عودة الكثير من الكوادر لدائرة العمل، وإعطاء المعنيين في الاتحاد كل ذي حق حقه، فالشكاوى التي كانت في أغلبها غير محقة سابقاً انتهت، وباتت أجواء التعاون هي المسيطرة على كواليس اللعبة، باستثناء قلة قليلة يبدو أنها تعوّدت على اصطياد الأخطاء بدلاً من العمل والاجتهاد.
وعلى العموم فإن عودة مصارعتنا لسابق عهدها مصلحة رياضية كبيرة كونها صاحبة الكثير من الإنجازات والتتويجات السابقة، واسترجاع عصرها الذهبي أمر يبدو قريباً بوجود المخلصين من أبنائها.
مؤيد البش