الجيش يؤمن الأهالي داخل سقبا وكفر بطنا ويحمي خروج الآلاف عبر الممرات الآمنـــة
أحكمت قواتنا المسلحة أمس سيطرتها على بلدتي سقبا وكفر بطنا في الغوطة الشرقية بعد أن قضت على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما، وقام الجيش بتأمين الأهالي في البلدتين داخل منازلهم، وبذلك يكون أبطال جيشنا قد سيطروا على نحو 80 بالمئة من مجمل مساحة الغوطة. في وقت خرج آلاف المدنيين المحاصرين الذين كانت التنظيمات الإرهابية تتخذهم دروعاً بشرية في الغوطة الشرقية عبر الممرات الآمنة بريف دمشق حيث قامت وحدات من الجيش بتأمينهم وتقديم التسهيلات اللازمة لهم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.
فقد نفذت وحدات من الجيش عمليات مكثفة في الغوطة الشرقية استخدمت خلالها تكتيكات مناسبة لطبيعة المناطق السكنية حفاظاً على أرواح من تبقى من مدنيين في منازلهم في انتظار وصول الجيش العربي السوري ليحررهم من سيطرة التنظيمات الإرهابية. وأسفرت العمليات عن القضاء على آخر أوكار الإرهابيين في بلدتي سقبا وكفر بطنا وذلك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر في الأفراد والعتاد وتدمير أوكارهم وتحصيناتهم.
وتعمل وحدات الجيش على تأمين الأهالي في منازلهم داخل أحياء البلدتين في حين بدأ عناصر الهندسة بتطهير وتمشيط الشوارع والأبنية وشبكة الأنفاق التي عثروا عليها حيث كان الإرهابيون يتحركون عبرها وينقلون الأسلحة والذخيرة إلى مجموعاتهم على خطوط الاشتباك.
وبالتوازي مع العمليات العسكرية يستمر الجيش في تأمين الممرات في القطاعين الأوسط والشمالي لإفساح المجال أمام المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية للخروج حيث تمكن خلال الأيام الأربعة الماضية آلاف المدنيين من الخروج من الغوطة الشرقية.
إلى ذلك ذكر موفد سانا إلى معبر حمورية أن آلاف المدنيين أغلبيتهم أطفال ونساء خرجوا من الغوطة الشرقية عبر الممرات الآمنة حيث قامت وحدات من الجيش بتأمين وصولهم إلى مناطق آمنة تمت تهيئتها لاستقبالهم، ولفت إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بدأت على الفور بتقديم التسهيلات اللازمة لهم تمهيداً لنقلهم بشكل آمن إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة بكل المستلزمات الأساسية لاستعادة حياتهم الطبيعية بعيداً عن الترهيب الذي مورس عليهم منذ سنوات من قبل تنظيمات امتهنت الإرهاب والتنكيل والتكفير.
وأكد عدد من المدنيين الخارجين من مناطق انتشار الإرهابيين أنهم يشعرون الآن بحريتهم الحقيقية والأمان الذي افتقدوه بسبب سطوة الإرهاب والخوف الذي فرضته التنظيمات على أهالي الغوطة لسنوات حيث كانت تحتجزهم كدروع بشرية وتسطو على ممتلكاتهم وجميع مقومات حياتهم.
يقول أحد الخارجين إنه قبيل خروجنا بساعات تعرضنا لتهديدات بالقتل والتعذيب من قبل التنظيمات الإرهابية داخل الغوطة، مؤكداً أن أحد الإرهابيين أطلق النار على ابنه وأصابه بجروح خطيرة قبل أن يتمكن مع أفراد عائلته الباقين من الوصول إلى الممر الذي حدده الجيش العربي السوري حيث قال شعرنا وكأننا انتقلنا من زمن الأسر والعبودية إلى كنف الدولة التي نعتز بانتمائنا لها.
ويضيف آخر عندما كنا في الداخل تحت سيطرة الإرهابيين من (جبهة النصرة) كنا نعمل كالعبيد حيث كان هؤلاء الإرهابيون ينتظرون المحاصيل التي كنا نزرعها لنعتاش من إنتاجها ثم يستولون على المحاصيل وينقلونها إلى مخازنهم.. لقد سرقوا منا كل شيء.. وأذلونا.. وأرهبوا أطفالنا وعائلاتنا حتى لم نعد نطيق البقاء وانتظرنا بفارغ الصبر اقتراب قوات الجيش العربي السوري من أماكن تواجدنا حتى تمكنا من الفرار والتوجه نحو المعبر تحت رصاص قنص الإرهابيين في محاولة أخيرة لمنعنا من الخروج.
امرأة أربعينية روت بلهفة كيف انتظرت سماع هدير الدبابة لتتأكد أنها إحدى دبابات الجيش العربي السوري لتسرع مع أبنائها وأفراد أسرتها باتجاه عناصر الجيش الذين استقبلوها بكل ترحاب وأمنوها مع عائلتها ومئات آخرين إلى منطقة الأمان وقدموا لهم كل التسهيلات اللازمة والمستلزمات الأساسية لاستعادة الحياة الطبيعية. ودعا المدنيون الخارجون باقي الأهالي الذين لا يزالون رهائن ومختطفين لدى الإرهابيين إلى الانتفاض في وجههم والمغادرة فوراً باتجاه نقاط الجيش حيث الأمن والأمان.
وذكر مصدر عسكري أن 25 ألف مدني أغلبهم من الأطفال والنساء خرجوا من الغوطة الشرقية عبر الممرات الآمنة التي يؤمنها الجيش لإفساح المجال للمدنيين المحتجزين من قبل الإرهابيين.
من جهة ثانية أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بأن قذيفة صاروخية سقطت في شارع الباكستان على اتجاه ساحة عرنوس أطلقتها التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية أدت إلى أضرار مادية في الممتلكات.
وأصيب أول أمس 18 مدنياً بينهم طفلان في اعتداءات التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية على أحياء الزاهرة والكباس والشاغور ومدينة جرمانا بدمشق وريفها.
سياسياً، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني إن إيران أكدت دائماً على الحل السياسي للأزمة في سورية وأزمات المنطقة.
وأوضح لاريجاني خلال لقائه وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في طهران أمس إن الوجود الاستشاري الإيراني في سورية والعراق جاء بطلب من حكومتي البلدين لمساعدتهما في مواجهة الإرهاب.
بدوره شدد بن علوي على أن تسوية القضايا العالقة بين دول المنطقة يجب أن تكون عبر المباحثات، داعياً إلى التعاون للقضاء على الإرهاب الذي يشكل خطراً يهدد الأمن والاستقرار.