تطوير منظومة التعليم العالي أبرز مطالب مؤتمري جامعتي دمشق وتشرين الهلال: تنفيذ الخطط وتطوير العمل والاعتماد على الشباب
اللاذقية-مروان حويجة
دمشق- بسام عمار:
تواصل فروع الحزب في المحافظات والجامعات عقد مؤتمراتها السنوية، حيث عقد فرع جامعة تشرين أمس مؤتمره بحضور الرفاق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب وشعبان عزوز رئيس مكتبي العمال والفلاحين وعمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي، فيما عقد فرع جامعة دمشق مؤتمره بحضور الرفيقين الدكتور عمار ساعاتي رئيس مكتب الشباب والدكتور محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي، واتسمت المداخلات التي قدّمت بالشفافية والوضوح والمنطقية، مع القدرة على التنفيذ.
ففي اللاذقية، أشار الرفيق الهلال إلى الدور الهام لجامعة تشرين، هذا الصرح التعليمي الذي أتاح الفرص وبالمجان لمئات الآلاف من الكوادر السورية لتنال التدريب والتأهيل، وأمدّ الوطن بأهم عناصر التنمية المستدامة، وهي الإنسان المسلّح بالعلوم والمعارف، بالإضافة الى الدور البحثي الذي أداه خلال السنوات الماضية، ولا يزال، من خلال استمراره، وكل الجامعات السورية، بالتصدي لكل المحاولات الإرهابية التي تسعى لضربها وإضعاف قدرتها على استقبال الأعداد الإضافية من الطلاب.
وكما لفت الرفيق الهلال إلى أن الشعب السوري كان يثبت دائماً بأنه لا يعرف الذل أو الاستسلام، وأنه سيبقى النجمة المضيئة التي يستضيء العالم كله بنورها، فعلى الأرض السورية نشأت الأبجدية، وأبدعت أولى الحضارات، وفي تربتها زرعت أول حبة قمح لتعلّم العالم الزراعة، وفي بحرها صنعت أول سفينة، وكانت أول من صدّر السلام، كما صدّرت أول نوتة موسيقية، وفي ظل هذه الحرب الشرسة التي حيكت ضدها أثبت أبناؤها بأنهم شعب لا يعرف معنى الجهل أو الاستسلام، وكانت دماء طلبة العلم تمتزج مع دماء أبطال الجيش العربي السوري، وكانوا يحملون الكتاب بيد والسلاح باليد الأخرى ليبدّدوا ظلمات النور والجهل متحدين أصحاب الفكر الظلامي، منوّهاً إلى أن أبناء سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد يعلّمون العالم كيف تنتصر الكرامة والعزة في مواجهة الهيمنة وقوى الظلام، فالكرامة هي جوهر العلم الحقيقي، وليس ذلك العلم الذي برع فيه مدعو الحرية في دول الغرب وبعض الأنظمة المستعربة، والذين لا يفقهون إلا لغة القتل والنفاق والخداع، وما يفعلونه في أروقة الأمم المتحدة أهم دليل على ذلك، فهم، يتباكون على أذناب الصهاينة وأدواتهم، في الغوطة مدعين الإنسانية، بينما هم في أنفسهم يعرفون جيداً بأن أولئك القتلة لا يمتّون للإنسانية بصلة، فهم يقتلون ويذبحون ويطلقون القذائف يومياً على المدارس والمساجد والكنائس والبيوت السكنية في العاصمة دمشق.
وأكد الأمين القطري المساعد أن دماء الشهداء التي روت تراب هذا الوطن، والتي حمت صروحه التعليمية وجامعته، أمانة في أعناقنا كسوريين أولاً، وكبعثيين ثانياً، فحزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب الجماهير، ونشأ من معاناتها، وهو حزب التطوير والعلم، مشيراً إلى أن طلبة العلم والكادر التدريسي حينما يستمرون بأداء واجبهم يكونون قد صانوا هذه الأمانة، وشدد على ضرورة أن يكون الرفاق البعثيون في جامعة تشرين جاهزين دائماً لتلبية ما يطلب منهم على الصعيدين الوطني والعلمي، وأن يكونوا على قدر المسؤولية، من خلال التحلي بالأخلاق البعثية، وأن يكونوا أكثر حضوراً والتصاقاً بالجماهير، وأن يعملوا لوضع البرامج والخطط الواقعية لتطوير العمل، والإشارة إلى مواقع الخلل، ووضع المقترحات لتلافيها، منوّهاً إلى ضرورة الاعتماد على الطاقات الشابة المبدعة في العمل القيادي البعثي، وخصوصاً في المرحلة القادمة، وهي مرحلة إعادة بناء سورية المتجددة.
وأكّد الرفيق الهلال أن الإرادة السورية الراسخة في التصدي المشرّف والأسطوري للحرب العدوانية الحاقدة أثمرت انتصاراً في المعركة السياسية، كما في المعركة الميدانية، وأسقطت كل رهانات الأعداء والمتآمرين وأدواتهم الرخيصة المأجورة، ولفت إلى أنّ ما حققته سورية من انتصارات شكّل منعطفاً حاسماً وتحولاً كبيراً في السياسة الإقليمية والدولية، عبر انتهاء عصر القطب الواحد، وبدء الانتقال إلى عالم متعدّد الأقطاب.
ودعا الرفيق الهلال إلى تكريس أعلى وأقصى درجات الوعي والمسؤولية في طرح القضايا، لأن ما تواجهه سورية من تحديات وحصار في هذه الحرب الظالمة تفرض إعادة النظر في الأولويات والاحتياجات، مشيراً إلى أنه رغم كل أساليب الاستهداف، الذي طال البشر والحجر، فلا تزال كل الخدمات الأساسية والاحتياجات الضرورية متاحة ومتوفرة مجاناً في القطاعات الصحية والتعليمية والخدمية والثقافية، وهذا ما تعجز عنه دول عظمى.
وأوضح الرفيق الهلال أنّ المؤتمرات الحزبية محطات بالغة الأهمية لمراجعة وتقييم العمل وتشخيص الصعوبات وتحديد المشكلات بكل الوضوح والصراحة والشفافية، والإشارة إلى الأخطاء بدون مواربة.
من جانبه أكد الرفيق عزوز ضرورة تطوير آليات العمل الحزبي، وكسب الشباب المتعلّم والمثقف، منوّهاً إلى أهمية قيام الإدارات العلمية والمجالس الجامعية وكل المؤسسات التعليمية بدورها في إطار من التنسيق والتكامل.
وأشار الرفيق السباعي إلى الدور الهام لطلبة الجامعة في دعم الاقتصاد الوطني، داعياً لإقامة العديد من الندوات التي تشرح طرق الاستثمار والاستماع الى مقترحاتهم لتطويره، كما أكد مسؤولية الجميع في الحد من الهدر.
واستعرض الرفيق لؤي صيوح أمين فرع جامعة تشرين واقع الحياة الحزبية بشقيها الفكري والتنظيمي، مؤكداً أن الجامعة استمرت خلال سنوات الحرب في أداء دورها العلمي والبحثي دون انقطاع، لافتاً إلى تعاون فرع جامعة تشرين مع كافة مؤسسات الدولة للمساهمة في إعادة الإعمار والبناء.
وقدّم محافظ اللاذقية الرفيق إبراهيم خضر السالم عرضاً للواقع الخدمي في المحافظة، مؤكداً اهتمام المحافظة المستمر بتوفير مستلزمات الطلاب في الكليات والمعاهد.
وقدّم رئيس جامعة تشرين الرفيق هاني شعبان شرحاً عن الواقع التعليمي في الجامعة والخدمات المقدّمة من قبل إدارة الجامعة للطلبة.
وبعد ذلك تمّت مناقشة التقرير، وسبل تطوير واقع التعليم الجامعي، ودور الجامعات في تنمية وتطوير المجتمع، وطالبت المداخلات بافتتاح عدد من الكليات والاختصاصات الجديدة لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، وافتتاح قسم في كلية الهندسة المدنية لصناعة الأطراف الصناعية، ورفع سقف القرض الطلابي، وإنشاء مركز تدريب وتطوير بالتعاون مع النقابات المهنية والعلمية لصقل مهارات الخريجين، وتطوير المعاهد التقنية، وإنشاء فندق يتبع لفرع جامعة تشرين للحزب يعود ريعه لأسر الشهداء، وإقامة مركز دعم نفسي لدعم المتضررين جراء الحرب.
حضر المؤتمر الرفيقة أميمة سعيد عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية وأعضاء مجلس الشعب في المحافظة ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وقيادات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية ومديرو المؤسسات والمنشآت والمشافي الجامعية.
د.ساعاتي: الانتصارات التي يحققها الجيش في الغوطة هي بداية مرحلة سياسية جديدة
ودعا المشاركون في المؤتمر السنوي لفرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى الاهتمام بقضايا الشباب، وإنجاز التعليم المسائي في الجامعات الحكومية، وتقييم السنة التحضيرية قبل البدء بتطبيقها على باقي الكليات، وإعادة النظر بالمحددات التي طرحتها وزارة التعليم العالي بخصوص التعليم المفتوح، ورفع سن التقاعد لمرتبة الأستاذ مساعد، والاهتمام بالبحث العلمي.
كما طالبوا بتجديد بعض المنطلقات النظرية للحزب لتصل إلى الجماهير بـ لغة سهلة وبسيطة، وتفعيل مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة دمشق ، وإقامة دورة إعداد فرعية للرفاق العاملين خاصة في فرع جامعة دمشق، كما أشاروا إلى ضرورة الإسراع بتسليم مبنى كلية العلوم السياسية ،والتركيز على قيم الصدق والانتماء والولاء للوطن في مختلف النشاطات ولا سيما في الظروف الحالية والتركيز على التنشئة الاجتماعية والفكرية للجيل الجديد.
و أكد عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الشباب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية الرفيق الدكتور عمار ساعاتي أن سورية بقيادتها وشعبها وجيشها صامدة في مواجهة المخطط التدميري الوهابي التكفيري الذي يستهدفها وسيكون هذا العام عام الانتصار على الإرهاب بفضل الانتصارات والبطولات التي يسطرها بواسل جيشنا في كل المناطق، مشيراً الى أن معركة استعادة الغوطة الشرقية هي مرحلة سياسية جديدة.
وقال الرفيق ساعاتي: ” إن انتصارات الجيش العربي السوري يجب أن تكون محفزاً ليضاعف الجميع عمله، كل من موقعه وفي أي مجال”، معتبراً أن سورية بصمودها غيرت العالم ومن أجل ذلك لا بد أن نراجع آليات عملنا وأسلوبنا وتجاوز الثغرات لنرتقي بما حققته بصمودها وعلينا أن نسعى ليكون كل شيء بالشكل الأمثل ونكون أمناء على دماء الشهداء والجرحى ومسؤوليتنا أن نرتقي بالبلد لننقله من واقع حرب إلى منتج ومثمر.
ونوه ساعاتي بأداء الطلبة في الاتحاد الوطني لطلبة سورية خلال الحرب ودورهم على الأرض في جميع الأنشطة والفعاليات مؤكداً ضرورة تعزيز وجود الشباب في القيادات الحزبية ليكون لهم دور أكثر فعالية بالمجتمع.
وأكد الرفيق الدكتور ساعاتي على أعضاء المؤتمر ضرورة طرح كافة القضايا والموضوعات التي تهم العمل الحزبي والمهني إذ ليس هناك خطوط حمراء على أي طرح طالما الهدف المصلحة العامة ومصلحة العمل الحزبي وتطويره وممارسة النقد البناء الذي يجب أن تتسم بها المؤتمرات الحزبية والتي يعول عليها كثيراً كونها أحد المنابر المهمة لتطوير العمل الحزبي.
ودعا الرفيق ساعاتي إلى ضرورة الاهتمام بالجانب التنظيمي كونه أساس العمل الحزبي وقوة الحزب مستمدة من قوة تنظيمه الأمر الذي يفرض علينا إجراء مراجعة دائمة للعمل التنظيمي وتقديم الآراء والمقترحات لتطويره وتجاوز حالات التقصير, لافتاً إلى أن القيادة اتخذت خلال الأعوام الماضية العديد من القرارات التنظيمية الهامة واليوم مطلوب منا كل وفق موقعه بذل المزيد من الجهد والعمل للارتقاء بعملنا التنظيمي بحيث يكون وفق ما هو مأمول وليكون الحزب قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية بما يملكه من كفاءات وخبرات وطنية.
وأجاب الدكتور عاطف النداف على جميع الطروحات والأسئلة التي طرحها المشاركون، وقال النداف ” إن الوزارة حريصة على طلاب الجامعات الحكومية والخاصة ، مشيراً إلى أن الوزارة تقوم بالتحضير لمسابقة لتعيين معيدين وأعضاء هيئة فنية وتدريسية.
وبالنسبة للتعليم المفتوح قال النداف إن المحددات التي وجهتها الوزارة إلى الجامعات هي أفكار من شأنها تطويره وإعادته إلى الغاية التي أنشأ من أجلها، مبيناً أن الوزارة تقوم بوضع ضوابط للتعليم المسائي لضمان سيره بشكل جيد.
بدوره أكد أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث الدكتور خالد الحلبوني أن الحرب التي تشن على سورية منذ سبع سنوات ، تجسدت في الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري بقيادة الأمين القطري للحزب الدكتور بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذه الانتصارات بفضل تلاحم الجيش والشعب والقيادة، وطلبة الجامعة في الخط الأول بالدفاع عن سورية
و أشار رئيس جامعة دمشق الدكتور ماهر قباقيبي إلى متابعة الجامعة لجميع الشكاوى التي ترد إليها بشكل مباشر ومتابعة واقع البحث العلمي والاهتمام به، مبيناً أن الجامعة تسلح طلبتها بالعلم والمعرفة ليكونوا عناصر فاعلين في المجتمع.
حضر المؤتمر عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التعليم العالي الرفيق الدكتور محسن بلال، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية.