من وحي زيارة القائد الأسد لبواسل جيشنــــا في الغوطــة
يوم الثامن عشر من آذار الجاري يوم تاريخي في حياة سورية وشعبها، يوم وقفت جماهير سورية تتطلّع إلى قائدها البطل الرئيس بشار الأسد، وهو يصنع مناسبة عظيمة ستتحوّل ذكراها إلى منبع قوة ومصدر تحدّ كصفحة عظيمة في تاريخ الحرب الكونية التي تُشنّ على سورية منذ ثماني سنوات، أحيا من خلالها القائد جذوة الأمل في قلوب ملايين السوريين ووضح للعالم، وخاصة لمشغلي الإرهاب المسلح من الدول الكبيرة والتابعة، أن سورية ترفض المساس بسيادتها، وتؤكد كيانها القومي وشخصيتها الثورية في ظرف كان فيه أعداء سورية يتصوّرون أن بإمكانهم القضاء على هذا الكيان وتلك الشخصية.
زيارة القائد لبواسل جيشنا العربي السوري البطل الذي ملأ ساحة النضال كلها ببطولات باهرة وهو يدافع بشجاعة نادرة عن وطنه السوري، عن حريته، عن وجوده، عن مستقبله، ويوضح لشعوب العالم الصورة الحقيقية لشعبنا كشعب عريق في النضال، كشعب صلب صامد، مقاتل عنيد، يهتف للحرية للكرامة، يقدّم الدم والمال، يخترق الحواجز والأسوار ليمارس دوره في صنع مستقبله، وفي تشكيل هذا المستقبل وفق أماني أمته العربية وأهدافها.
جيش تشرين ليس بحاجة لأن يدعوه أحد إلى المزيد من الاستبسال والمقاومة، فقد ضرب في ذلك أروع الأمثلة.
فتحية له وهو يصرع العدوان ويرفض أهدافه، وتحية له وهو رمز إرادة وصلابة وكبرياء سورية الخالدة. من عظمة القائد يستمد الوطن عظمته، ومن رفعة القائد يستمد المواطن رفعته.
في ساعة من أكثر ساعات هذا التاريخ السوري المشرقة الزاخرة خطورة، انطلق رجل من أفذاذ الرجال، وقائد من أعظم قادة هذا العصر.. انطلق بشار الأسد على بساط واسع من الزمان والمكان ليصنع أروع ساعات الحياة وهو يقدّم لشعبه وأمته أثمن هدية مفعمة بتراث تاريخ مجيد، هذه الزيارة التاريخية التي تثير فينا العزم، وتستنهض الرجولة والعزة.. هذه الزيارة مدعاة تباهٍ وارتياح واعتزاز.
لقد أقسم شعب سورية ألا يحيا مع الإرهاب تحت سماء واحدة، معلناً أن ليس له خيار في هذه المعركة الشرسة، إما يقاتل دفاعاً عن الوطن السوري حتى النصر وإما ينكفئ ويتراجع فيتقدم العدوان ويجتاح الوطن ويعود الاحتلال.
هذا الوطن الذي أُعطي لنا من الآباء وآباء الآباء، يغدو أمانة تسلمناها منهم، ونكافح كي نسلمه إلى أولادنا، أحفادنا وأحفاد أحفادنا كما كان، بل أعظم مما كان.
هكذا نفهم أو ينبغي أن نفهم معركتنا، الأمر في حقيقته قرار أمريكي غربي إسرائيلي بتدمير سورية، كان في المضمر، واليوم يتحوّل إلى العلن.
اليوم تذكّرنا أمريكا وبريطانيا وفرنسا بأيام النازية، حين فعل هتلر ما فعل، لكننا نقول لهم ولحلفائهم وأتباعهم: “من مشارف الشهادة ترتسم آفاق المستقبل المتوهج بالحق”.
واليوم ينتقل الشعب السوري في دفاعه عن وطنه من الصمود إلى المواجهة، من التصدي إلى الهجوم، ينهض وعلى رأسه قائد جبهته كالراية على سدة هذا الشرق، يمنع بواباته على غزاة التاريخ ويحرّم حرماته على الطامعين ودهاقنة الهيمنة.
اليوم تتقدم دمشق، وحلب، ودير الزور، وجميع المدن السورية، لتقف في نسق مع مدن دخلت التاريخ ببطولاتها، ستالين غراد وهانوي، لتثبت أن المدن السورية كالمدن العالمية قادرة على الصمود والتضحية.
دعونا إذاً نغذّ السير ونشحذ الهمم في هذا الموكب المهيب، الموكب الذي تلمع نجومه كصدى الحق بركاب قائد يقظتنا السورية ورائد هذه الهبة اليعربية الوحدوية الرئيس بشار الأسد، في زمن تهبّ فيه رياح داحس والغبراء وغبار البسوس، دعونا نغذّ السير على وهج هذا الموكب الآذاري الذي نستعيد نبراته القومية وأصداءه الدمشقية، ونسترشد ببريق سيوفه وشموخ أنوفه ولجب فرسانه وحمية فتيانه ونتنسم فوح زهره ونفح عطره.
إنه موكب بشار الأسد تحدوه نخوة اليرموك، وتستفزه صرخة عمورية، فما تخاذل معتصم وعلى رأسه فارس.
البعث لا ينثني إلا والنصر أضمومة
غار على جبينه وغصن زيتون في عينيه
لن تحقق واشنطن في سورية ما عجزت عن تحقيقه إسرائيل في جنوب لبنان، والشعب السوري لا يصنع بطولات فحسب بل يصنع التاريخ أيضاً.
بقلم الرفيق يوسف أحمد – عضو القيادة القطرية