روسيا: تمثيليات “الكيميائي” مستمرة في ضوء نجاحات الجيش السوري الخارجية: اتهامات كاذبة هدفها خدمة المجموعات الإرهابية
كلما تلقت واشنطن وحلفاؤها صفعة جراء انهزام مرتزقتها، تضع ملف الكيميائي على الطاولة وتبدأ بالمتاجرة به دون أي دليل بهدف الإساءة إلى الجيش السوري وإعاقة تقدمه
بالأمس أدانت سورية بشدة الادعاءات الصادرة عن مجلس الاتحاد الأوروبي حول استعمال الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أنها تندرج في إطار حملة التضليل والأكاذيب المفبركة ضد سورية وتفتقر إلى أي مصداقية.
وفيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إحباط 3 محاولات لاستخدام الأسلحة الكيمائية من قبل التنظيمات الإرهابية في سورية خلال أسبوع، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن تمثيليات استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية مستمرة ويمكن أن تستمر خاصة في ضوء نجاحات القوات السورية في القضاء على المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية.
وفي التفاصيل، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح أمس، إن سورية تدين كافة الادعاءات الصادرة عن المسؤولين الغربيين حول استعمال الأسلحة الكيميائية في سورية والتي تشير إلى عدم وجود أدلة على مثل هذا الاستخدام الأمر الذي يؤكد على أن الهدف من وراء هذه الاتهامات الكاذبة الإساءة إلى الدولة السورية وحماية المجموعات الإرهابية من الهزائم المتلاحقة أمام الجيش العربي السوري والتغطية على استخدام الإرهابيين الأسلحة الكيميائية.
وأضاف: إن سورية نبهت مراراً إلى قيام المجموعات الإرهابية بفبركة الأكاذيب حول استخدام السلاح الكيميائي لخلق المسوغات للأطراف المشغلة لها للعدوان على سورية كما أكدت خلو سورية بشكل كامل من الأسلحة الكيميائية.
وأكد المصدر إن استمرار الاتحاد الأوروبي بالتبعية العمياء للسياسة الأمريكية يجعله غير مؤهل للاضطلاع بأي دور على الساحة الدولية ويفقده ما تبقى له من مصداقية وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن يعرب المواطنون الأوروبيون بشكل متزايد عن فقدان الثقة بهذا الاتحاد.
واختتم المصدر تصريحه بالقول: إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن مثل هذه الادعاءات والأكاذيب الرخيصة لن تثنيها عن الاستمرار بمطاردة المجموعات الإرهابية حتى تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب وإسقاط المشروع التآمري الخبيث ضد سورية والأمة العربية والتي ارتضى الاتحاد الأوروبي لنفسه أن يكون أحد أدواته بفعل الحنين إلى الماضي الاستعماري لبعض دوله والجرائم المثبتة والموثقة التي اقترفتها بحق الشعوب ونهب ثرواتها والتي تستوجب المساءلة وتشكل وصمة عار في تاريخها وتجعلها فاقدة للصدقية ومثالاً فاضحاً على النفاق وآخر من يحق له الحديث عن احترام القيم الإنسانية.
إحباط 3 هجمات إرهابية بأسلحة كيميائية
إلى ذلك بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مجلس قيادة الوزارة أمس أن التنظيمات الإرهابية قد تستخدم مواد سامة لاتهام الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أنه تم إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي، وأشار إلى أنه يتم إنجاز عملية إنسانية فريدة في الغوطة الشرقية من خلال تأمين نحو 80 ألف مدني في الأيام الماضية عبر الممرات التي فتحها الجيش السوري بالتعاون مع مركز التنسيق الروسي والهلال الأحمر العربي السوري.
ولفت شويغو إلى أن الجهود الرئيسة في الغوطة الشرقية تهدف إلى ضمان خروج المدنيين الآمن من المناطق التي تحاصرها التنظيمات الإرهابية وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين خرجوا عبر الممرات حيث تم توزيع نحو 427 طناً من المواد الغذائية عليهم إضافة إلى المطابخ المتنقلة والأفرشة والبطانيات والوجبات الساخنة.
ريابكوف: تمثيليات استخدام “الكيميائي” مستمرة
من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تحسن الأوضاع في سورية يثير غضب الولايات المتحدة وحلفائها، وقال في تصريحات للصحفيين أمس: إن الوضع الإنساني في سورية تغير بشكل جذري نحو الأفضل وأن خروج عشرات الآلاف من الناس من الغوطة الشرقية يغيظ معارضي الحكومة السورية، ويبحثون عن حجج للتهجم على روسيا وعلى الجانب السوري لذلك فإن الاستفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية غير مستبعدة.
وأعرب ريابكوف عن قلق موسكو من تكرر حوادث محاكاة الهجمات الكيميائية في سورية، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي أدلة لدى دول الغرب بخصوص الاتهامات التي يحاول البعض توجيهها للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية. وتابع: إن تمثيليات استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية مستمرة ويمكن أن تستمر خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار نجاحات القوات السورية في القضاء على المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية، لافتاً إلى أن أي استخدام محتمل للقوة من قبل الولايات المتحدة ضد الجيش السوري أو الهجمات على عاصمة البلاد هو أمر مرفوض، وأضاف: إننا في السياق ذاته حذرنا ونحذر الجانب الأمريكي بأن هذه الخطط بالتهديد بتوجيه ضربات ضد القوات السورية أو العاصمة دمشق يجب التخلي عنها دون قيد أو شرط، معتبراً أن أي استخدام غير قانوني للقوة من هذا القبيل مثل ما حصل قبل عام في قاعدة الشعيرات الجوية سيكون عملاً من أعمال العدوان ضد دولة ذات سيادة كما جاء وصفه في إطار المادة ذات الصلة من ميثاق الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد على أن التهديدات الأميركية بشن عدوان على دمشق غير مسؤولة على الإطلاق مشيراً إلى أن روسيا وجهت رداً صارماً للغاية من خلال ممثلي واشنطن فى موسكو وعبر القنوات العسكرية والدبلوماسية.
في الأثناء أكد البروفيسور الكندي مايكل تشوسودوفسكي أستاذ الاقتصاد بجامعة أوتاوا أن هناك تقارير إعلامية غربية تؤكد أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قامت بتدريب الإرهابيين في سورية على استخدام الأسلحة الكيميائية منذ أكثر من خمس سنوات، مبيناً أن تلك التقارير تفيد بوجود خطة مدعومة من الولايات المتحدة لشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في سورية وتحميل الحكومة السورية المسؤولية عن ذلك. وأشار تشوسودوفسكي إلى أن البنتاغون وضع في عام 2012 خطة تشمل تدريب إرهابيي تنظيم القاعدة في سورية على استخدام الأسلحة الكيميائية بدعم من المتعاقدين العسكريين الذين استأجرهم البنتاغون ومن ثم تحميل الحكومة السورية مسؤولية ذلك، مبيناً أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربة جوية على قاعدة الشعيرات في سورية العام الماضي بحجة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية يؤكد أن تلك الأكاذيب تمت صياغتها لأول مرة في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وأنها لا تزال مطروحة على الطاولة ما يثبت بشكل لا لبس فيه أن ترامب ووسائل الإعلام الغربية يكذبون وكذلك معظم حلفاء أميركا.