فرع حمص للحزب يعقد مؤتمره السنوي الهلال: البعث كان وسيبقى الجامع الأول لكافة أطياف الشعب
حمص-عادل الأحمد
تواصل فروع الحزب في المحافظات والجامعات عقد مؤتمراتها السنوية، حيث عقد فرع حمص أمس مؤتمره، وناقش التقارير المقدّمة، والمقترحات الكفيلة بتطوير أداء المؤسسات الحزبية، وذلك في أجواء من الشفافية والنقد البنّاء.
وفي مستهل المؤتمر نقل الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب تحية ومحبة الرفيق بشار الأسد الأمين القطري للحزب رئيس الجمهورية لأعضاء المؤتمر، ومن خلالهم لكل أبناء المحافظة، وأكد أن سورية اليوم، شعباً وجيشاً وقيادة، أكثر قوة وصلابة على الرغم من سنوات الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها، والتي تديرها أمريكا بالشراكة مع الدول الغربية وبعض الأدوات في المنطقة.
وأشار إلى تخبّط الدول التي سعت لتدمير سورية وإضعافها من خلال استهداف بنيتها التحتية، وذلك بفضل الانتصارات المتلاحقة التي حققها أبطال الجيش العربي السوري، لافتاً إلى أن أعداء سورية كانوا يعتقدون أنهم أضعفوا هذا الجيش، إلا أن إسقاط الـ “إف 16″، والتي تسمى بدرة الصناعة الأميركية، وبقرار سيادي سوري، كان كالصاعقة على كل المتآمرين، والذين سارعوا إلى عقد أكبر عدد ممكن من الاجتماعات حول سورية، بهدف ممارسة الابتزاز السياسي على الحكومة السورية وأصدقائها، سواء في مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان، إلا أن سورية لا تخاف التهديدات والتهويلات ولا يمكن أن ينال منها كلام من هنا أو من هناك، وستواصل مكافحة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، مشدداً على أن ما يحصل في سورية سوف يغيّر خارطة العالم.
وأضاف الرفيق الهلال: إن وجود أية قوة عسكرية فوق الأرض السورية دون تنسيق مع الدولة السورية هو احتلال، مشيراً إلى أن ما يسمى “التحالف الدولي” يسعى إلى حماية الإرهابيين وتأمين الغطاء العسكري والسياسي لهم، مؤكداً أن الجيش العربي السوري سوف يواصل المعركة لتطهير كامل الجغرافية السورية مهما عظمت التحديات والمصاعب، ومهما صعّدت قوى العدوان من تهديداتها، كما أشار إلى نفاق بعض المنظمات الدولية، التي تتشدّق بالإنسانية وتتباكى على السوريين، وفي الوقت نفسه تتجاهل جرائم “التحالف الدولي” في مدينة الرقة، المدمّرة بشكل كامل، وتتعامى عن جرائم أردوغان، والتي هي جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وعن المجموعات الإرهابية التي تقصف المدنيين في دمشق ليلاً نهاراً، وتتناسى المبادرة التي قامت بها سورية بفتح معابر خاصة لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية.
وأكد الرفيق الهلال أن الحرب الشرسة التي حيكت ضد سورية أثبتت أن حزب البعث العربي الاشتراكي كان وسيبقى الجامع الأول لكافة أطياف الشعب السوري، وأنه يعمل بنبض الجماهير ومن أجلهم، وقوته مستمدة منها، منوّهاً بأن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل رفيق بعثي، فهو يجب أن يمثّل القدوة لأهله ومجتمعه، ويتحلّى بالفكر والثقافة ويستجيب للأفكار التطويرية الجديدة، فحزب البعث قام منذ البدايات على أسس فكرية عقائدية متطوّرة بعيدة عن الانغلاق أو السلبية، وأضاف: علينا الاعتراف بأخطائنا، من أجل الارتقاء والتقدّم، ولذلك بدأنا باستنهاض الحزب في كل مؤسساته، وأشار إلى أن تثبيت العضوية عنوان أساسي وضرورة ملحة، وقد قطعنا أشواطاً في هذا المجال، مشدداً على أولوية النوع على الكم، واختيار القيادات ذات الفاعلية، والتي لها قاعدة شعبية، لأن القيادات القاعدية أكثر التصاقاً بالواقع الحياتي للمواطن والأقرب إليه، ودعا إلى تفعيل الاجتماع الحزبي والخروج عن النمطية، والبحث في قضايا المجتمع المحيط، لأن نجاح الحزب وقوته يقاسان من خلال التفاعل مع المجتمع والغرب من الشعب، والعلاقة المتميّزة بين القيادة الحزبية والإدارية لما لها من دور كبير جداً في النجاح، ولأن التكامل في العمل دليل صحة وعافية.
وأكد أهمية الجانب الفكري والتنظيمي، لأنهما بمثابة الجسد والروح بالنسبة للحزب، وأهمية التثقيف الذاتي، والانتقال من التلقي إلى الحوار، وأشار إلى اهتمام الحزب بالشهداء وتشكيل الهيئة المركزية والهيئات الفرعية التي تعنى بأسرهم وذويهم واستثمار الأموال في تأمين فرص عمل لهم وعائدات تعود لصالحهم، وأكد أن الحزب ماض في زخمه القومي، وإن تغيّرت صيغة العمل وفقاً لمعطيات وطبيعة المرحلة.
من جانبه، أكد الرفيق الدكتور محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي أن سورية واجهت حرباً عالمية وهي ذاهبة إلى النصر وإعادة البناء في كل القطاعات، مشيراً إلى أن دولة البعث عملت على بناء المدارس والجامعات والمراكز الصحية وتوفير كل المتطلّبات التي من شأنها تحقيق التطوّر والتقدّم، وتأهيل الكوادر القادرة على بناء البلد وتطويره، وهي تسعى لتحقيق أقصى حد من العدالة في مختلف جوانب الحياة، داعياً الجامعات الخاصة لتخصيص ذوي الشهداء بعدد من الكراسي المجانية.
وأكد الرفيق عمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي أن حمص التي لفظت الإرهاب اليوم تتطلّع لمرحلة أكثر إشراقاً ونصوعاً، وهي تنهض بحركة إعادة الإعمار وبناء ماهدّمه الإرهاب التكفيري الذي بدأت هزيمته منها، وأشار الى الدور الهام الذي يجب أن تلعبه القيادات البعثية في تعزيز أساليب الحوار للتمكّن من محاربة الفكر الظلامي التكفيري، والارتقاء بالفكر المتنوّر الحديث، الذي يدعم التطوّر والتقدّم.
من جهته، أكد الرفيق المهندس علي حمود عضو اللجنة المركزية للحزب وزير النقل الاهتمام الخاص بالمحافظة في مجال النقل والطرق كونها تشكّل صلة الوصل بين كل المحافظات والدول المجاورة، وقد حظيت بنصيب وافر من المشاريع، التي نفّذ منها الكثير، وسوف ينفذ أيضاً خلال العام الحالي.
وأشار الرفيق مصلح الصالح أمين فرع حمص للحزب إلى أن المداخلات تشكّل بوصلة عمل من أجل الانطلاق بخطى واثقة نحو الغد الأفضل.
وأشار الرفيق طلال البرازي محافظ حمص إلى تحسّن الواقع الخدمي والصحي والتعليمي، وإلى تزايد عودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم، وعودة الحياة إلى الوسط التجاري في قلب المدينة، وصدور المخططات لعدد من الأحياء، التي تعرّضت للتدمير والتخريب، مؤكداً أن المدينة في طريقها إلى التعافي وعودة الحياة الطبيعية.
وتمحورت المداخلات حول ضرورة إنشاء مركز رعاية متكامل لجرحى الجيش، وتغيير أسماء بعض الشعب والفرق الحزبية، وإنشاء فرق جديدة للعاملين في الحرف اليدوية، وتعزيز الفكر العروبي في المناهج التربوية، وخصوصاً في ظل الحملات الممنهجة لتشويه هذا الفكر، والإسراع في ربط الفرق والشعب ببرامج الأتمتة، والإسراع بتأمين الخدمات لإعادة الأهالي في منطقة القصير وغيرها من المناطق المطهّرة، وترميم النقص في الاختصاصات الطبية، وربط التعليم الفني بسوق العمل، وتأمين المدرسين والمعلمين لمدارس الريف، وإصدار قانون التأمين الصحي.