نظام أردوغان يستهدف محطة مياه الحسكة أهالي حلب: سورية ستظل موحدة وكل معتد مصيره الاندحار
في ضوء الصمت الدولي على احتلال نظام أردوغان لمدينة عفرين، واصل هذا النظام المجرم عدوانه الوحشي على سورية واستهدف محطة علوك للمياه وخط الكهرباء المغذي لها في منطقة رأس العين نحو 85 كم شمال مدينة الحسكة ما أدى إلى خروجها من الخدمة وانقطاع مياه الشرب عن المدينة. وفيما نفذ الآلاف من أبناء مدينة حلب وقفة جماهيرية تنديداً بالعدوان التركي، ورددوا الهتافات المؤكدة على أن سورية ستظل موحدة أرضاً وشعباً وجيشاً وكل معتد سيكون مصيره الخسران والخذلان والاندحار مطالبين العدو التركي بالخروج من الأرض السورية على الفور، أدانت أحزاب وشخصيات سياسية غربية العدوان التركي وطالبوا حكوماتهم بوقف صادرات الأسلحة إلى تركيا، واعتبروا أن احتلال عفرين انتهاك للقانون الدولي، مشددين على أن عفرين جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
وفي التفاصيل، وسعت قوات النظام التركي نطاق عدوانها عبر استهداف خط نقل الطاقة الكهربائية المغذي لمحطة علوك للمياه شرق مدينة رأس العين بنحو 7 كم ومحيطها ومدخلها ما تسبب بفقدان المحطة للتغذية الكهربائية وبالتالي توقفها وخروجها من الخدمة وانقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها.
وبين وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي في تصريح صحفي أنه في الساعة الثالثة من صباح أمس استهدف العدوان التركي الخط المغذي لمحطة ضخ مياه علوك بهدف قطع مياه الشرب عن أهلنا في المدينة، لافتاً إلى أن ورشات الإصلاح توجهت فوراً من أجل إصلاح الخط ولكن أيضاً تم استهداف الآلية التي كانت تقل عمال الورشات وتعرضت لأضرار كبيرة كما أصيب عدد من العمال بجروح طفيفة.
ولفت الوزير إلى أن الورشات تمكنت من إصلاح الأعطال في الخط الكهربائي وتمت إعادة ضخ مياه الشرب لأهلنا في مدينة الحسكة بشكل طبيعي موجهاً التحية والتقدير للعمال الذين أنجزوا إصلاح الخط.
وفي حلب “معن الغادري” نفذ الآلاف من أبناء مدينة حلب أمس وقفة جماهيرية في ساحة سعد الله الجابري تنديداً بالعدوان التركي على الأراضي السورية الذي تسبب بتهجير آلاف العائلات من بلداتهم وقراهم ومدنهم.
ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام الوطنية واللافتات المنددة بالعدوان التركي والصمت الدولي حيال معاناة السوريين من أبناء مدينة عفرين وقراها الذين هجروا جراء العدوان التركي المتواصل منذ أكثر من شهرين حتى الآن لدعم المجموعات الإرهابية المرتبطة بتركيا.
وردد المشاركون في الوقفة الهتافات المؤكدة على أن سورية ستظل موحدة أرضاً وشعباً وجيشاً وكل معتد سيكون مصيره الخسران والخذلان والاندحار مطالبين العدو التركي بالخروج من الأرض السورية على الفور.
ولفت الشيخ محمد رامي العبيد مدير أوقاف حلب إلى أن الوقفة هي رسالة واضحة من أبناء حلب مفادها: إن الشعب السوري واحد والأرض السورية واحدة والعدوان التركي الغاشم على جزء من أرضنا مرفوض بالمطلق وكما تحررت حلب ودير الزور وغيرها ستتحرر عفرين وتتطهر من الغزاة الأتراك وداعميهم والعصابات الإرهابية المرتبطة بهم.
ونوه جورج بخاش المشارك في الوقفة بأن ما يقوم به السفاح رجب أردوغان والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به جريمة ضد الإنسانية ولا نرى حتى الآن أي تحرك دولي فاعل ضد هذا العدوان الغاشم وهو ما يثير الاستغراب ويطرح أكثر من سؤال عن ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول الاستعمارية الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تتشدق بحقوق الإنسان وفي الوقت ذاته تسكت عن مثل هذه الجرائم. وأشارت وائلة زيادة إلى أن هذا العدوان سيكون مصيره مثل أي عدوان استهدف أرض سورية وشعبها ولن يلقى إلا الفشل والاندحار ومصير أي إرهابي يعتدي على سورية أرضا وشعباً هو السحق تحت أقدام الجيش العربي السوري أو الخروج من أرضنا الطاهرة.
ولفت محمود أسود إلى أن الشعب السوري كله في خندق واحد مع الجيش العربي السوري ضد كل معتد مضيفاً إن العدوان التركي المدعوم أمريكياً وصهيونياً ما هو إلا استكمال للحرب الإرهابية على وطننا وشعبنا ونحن على ثقة بأن النصر هو حليفنا لأننا أصحاب حق وقضية عادلة وستعود كل أرض الوطن خالية من الإرهاب في القريب العاجل بفضل صمود أبناء شعبنا جميعاً وتلاحمهم مع أبطال الجيش خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد.
في الأثناء تواصلت الإدانات الدولية لاحتلال النظام التركي لعفرين حيث أكد مدير معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي يارومير شلاباتا أن عدوان النظام التركي على عفرين عمل بربري مناف لجميع الأعراف والقوانين الدولية ومن شأنه تقويض الجهود السياسية لإيجاد حل للأزمة في سورية مستنكرا الصمت الدولي حيال ذلك.
كما طالب سياسيون من حزبي اليسار والخضر الألمانيين الحكومة الألمانية باعتبار العدوان الذي يشنه نظام رجب طيب أردوغان على عفرين انتهاكاً للقانون الدولي.
وقالت زعيمة حزب اليسار في البرلمان الألماني سارة واغنكنت: لا يجوز أن تبقى الحكومة الألمانية مكتوفة الأيدي في وجه الانتهاكات التي ترتكبها تركيا والجيش الإرهابي الحر ضد المدنيين في منطقة عفرين وعليها إصدار إدانة واضحة لعمليات النهب والقتل في عفرين وحظر فوري لعناصر هذه المجموعة الإرهابية من الدخول إلى ألمانيا، وتابعت واغنكنت يجب على الحكومة الألمانية كذلك وقف صادرات الأسلحة إلى تركيا والعمل على إنهاء المساعدات المالية والائتمانية من الاتحاد الأوروبي لها، مشددة على أن أولئك الذين يواصلون تقديم الأسلحة إلى النظام التركي متواطئون في الجرائم الفظيعة التي يرتكبها في سورية.
بدوره قال رئيس حزب الخضر في البرلمان الألماني جيم اوزدمير: إن تركيا تتقدم في عفرين بمساعدة الإرهابيين وتتسبب بمعاناة كبيرة للسكان المدنيين، مشيراً إلى أن الهدف الحقيقي الذي يرمي إليه نظام أردوغان هو صرف الانتباه عن الفساد في نظامه وزيادة التدهور الاقتصادي والعزلة السياسية الخارجية لتركيا.
كما أكد عضو مجلس النواب التشيكي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش أن الاجتياح التركي لمدينة عفرين شمال سورية واحتلالها يشكلان جريمة وانتهاكاً للقانون الدولي، وأضاف إن ما يجري هو حملة امبريالية إجرامية يشنها نظام رجب أردوغان، مشدداً على أن عفرين جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.