موارد المياه العذبة مهددة نتيجة التغير المناخي
تعيش الأرض أزمة مياه منذ وقت طويل، لكن ارتفاع حرارتها بفعل التغيّر المناخي يهدد بمفاقمتها وتسريع وتيرتها، ليكون العالم على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة. وفي ظل الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية صارت خزانات المياه العذبة الطبيعية في الأرض مهددة بالجفاف، ثم أضيف إلى ذلك الاحترار المناخي الذي يوشك إن استمرت وتيرته على حالها بالتسبب مع العوامل الأخرى بأزمة كبيرة في المياه العذبة على الأرض. وفي العقود الماضية أخذت أزمة المياه بالتمدد في العالم وصار المنتدى الاقتصادي العالمي يدرجها ضمن التهديدات العالمية التي يمكن أن يكون لها أشد الآثار مثل الكوارث الطبيعية وموجات الهجرة والقرصنة المعلوماتية. وتؤمن الخزانات الجوفية مياه الشرب لما لا يقل عن نصف سكان الأرض إضافة إلى 40% من الماء المستخدم في الزراعة. لكن هذه الخزانات لا تمتلئ بسهولة كما يمتلئ أي خزان بعد هطول المطر، ولذا فإن هذه الخزانات الجوفية لا يمكن أن تعدّ مصدراً متجدداً للمياه. ووفقاً لعالم المناخ بيتر غليك فإن غالبية مناطق العالم قد بلغت “ذروتها المائية” ويوضح ذلك: “الناس يعيشون في مناطق يستخدمون كل المياه المتجددة فيها، بل أسوأ من ذلك إذ يفرطون في ضخ المياه الجوفية”. ومن شأن سوء الاستخدام هذا أن يؤدي لتسرب المياه المالحة إلى الخزانات الجوفية، وأيضاً إلى انهيارات في التربة تجعل عشرات المدن مثل جاكرتا ومكسيكو وطوكيو تغوص في الأرض قليلاً كل سنة.
ويقول خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: إن كل درجة من الارتفاع تجعل 7% من سكان الأرض يفقدون 20% من مواردهم من المياه المتجددة. وعلى العالم أن يواجه مع حلول عام 2030 عجزاً في المياه بنسبة 40% من الحاجة في حال لم تتخذ الإجراءات الضرورية لوقف احترار الأرض.