الجيش يبسط سيطرته على حزّة.. ويؤمّن الأهالي داخل منازلهم.. ومئات المدنيين يخرجون عبر مخيم الوافدين
تكثفت أمس عمليات إخلاء بلدات جوبر وزملكا وعين ترما وعربين من الإرهابيين وعائلاتهم تمهيداً لإعلان هذه البلدات خالية من الإرهاب.
في وقت بسطت وحدات من الجيش العربي السوري سيطرتها الكاملة على بلدة حزة بالغوطة الشرقية، وذلك بعد تطهيرها من المجموعات الإرهابية وفرار من تبقى من أفرادها باتجاه البلدات المجاورة، وأشار مراسل سانا إلى أن وحدات من الجيش نفّذت عمليات نوعية ضد أوكار وتجمعات الإرهابيين في بلدة حزة بالغوطة الشرقية استعادت خلالها السيطرة على البلدة، ولفت إلى أن عناصر الهندسة أزالت الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون بين منازل المواطنين والشوارع الرئيسية لمنع خروج المدنيين باتجاه الممرات الإنسانية التي أمنها الجيش العربي السوري لهم.
وبين المراسل أن وحدات من الجيش قامت بتأمين الأهالي في منازلهم داخل بلدة حزة بعد اجتثاث التنظيمات الإرهابية منها وقدّمت لهم جميع المستلزمات الصحية والغذائية.
وجالت كاميرا سانا في بلدة حزة ورصدت حجم الدمار والتخريب والبنى التحتية والخدمية والمدارس وتحصينات وأنفاق التنظيمات الإرهابية التي أقاموها بين منازل المدنيين والتي كانوا يتنقلون عبرها.
وينفذ الجيش العربي السوري منذ منتصف الشهر الماضي عمليات عسكرية واسعة ضد تجمعات التنظيمات الإرهابية في الغوطة تمكن خلالها من قطع خطوط امدادها وإجبار المسحلين المنتشرين فيما تبقى من بلدات وقرى الغوطة الشرقية على الرضوخ والخروج باتجاه إدلب.
يأتي ذلك فيما أعلن مصدر عسكري أن وحدات الجيش أمّنت خروج أكثر من 110 آلاف مدني كانوا محتجزين لدى التنظيمات الارهابية في الغوطة الشرقية عبر الممرات الآمنة حتى الآن.
في الأثناء خرجت 77 حافلة تقل 5247 من المسلحين وعائلاتهم الرافضين للمصالحة من بلدات جوبر وزملكا وعين ترما وعربين تمهيداً لنقلهم إلى إدلب. وذلك في سيناريو مشابه لاتفاق إخراج المسلحين وعائلاتهم من مدينة حرستا.
وأشار مراسل سانا إلى أن أعمدة الدخان التي تشاهد في عمق بلدة عربين وزملكا ناتجة عن حرق المسلحين لمقراتهم وعدد من أوكارهم في محاولة منهم لطمس حقائق باتت واضحة عند السوريين حول ارتباطاتهم بالدول الداعمة لهم والمعادية لسورية.
ويأتي رضوخ المسلحين وخروجهم من بلدات وقرى الغوطة الشرقية نتيجة الانتصارات الكبيرة والمتسارعة للجيش العربي السوري في عملياته العسكرية الواسعة التي بدأها منتصف الشهر الماضي وتمكنه من قطع خطوط الإمداد والتنقل للتنظيمات الإرهابية في الغوطة.
في الأثناء أمنت وحدات من الجيش خروج 1092 مدنياً من الغوطة الشرقية عبر ممر الوافدين. واستقبلت وحدات من الجيش فرقاً طبية من الدفاع المدني الأهالي الهاربين من التنظيمات التكفيرية التي احتجزتهم وحاصرتهم في الغوطة الشرقية واتخذتهم دروعاً بشرية. ومعظم المدنيين الخارجين من الممر هم أطفال ونساء وشيوخ وبينهم بعض المرضى. وقامت محافظة ريف دمشق بتأمين سيارات الإسعاف وحافلات النقل للمدنيين الخارجين من الغوطة تمهيداً لنقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها. وأجمع الأهالي في تصريحات لمراسلة سانا على أن الحياة التي كانوا يعيشونها في المناطق التي تنتشر فيها المجموعات الإرهابية أصعب من أن توصف، وقالت امرأة خارجة من الممر الآمن: جوعونا.. لم يعطونا الطعام والخبز.. كان يوزعون علينا رغيفي خبز كل يوم .. الإرهابيون منعوا معظم الرجال من الخروج لإرغامهم على مساعدتهم في إقامة التحصينات وحفر الخنادق والأنفاق.
سيدة لم تر ابنها منذ سبع سنوات وهي الفخورة بأنه مقاتل في الجيش العربي السوري، احتضنته كأنها تريد أن تضعه في لبها المتعب من سنوات الجوع والتعب والخوف من ممارسات واعتداءات الإرهابيين في الغوطة وبصوت أعياه تعب المسير عبر الممر الآمن تقول: اشتقت إليه كثيراً.. حرموني من رؤيته .. وهناك جوعونا حتى كدنا نصبح من الضعف كالظل.. واليوم لا أعطي فرحتي لأحد بلقائي ابني بفضل الجيش العربي السوري.
الطبيب عبد الله زهري يشير إلى أنه يتم استقبال الأهالي في مخيم الوافدين ويجرى للمرضى منهم فحوصات أولية مبيناً وجود حالات مرضية كثيرة مثل سوء التغذية والإسهالات إضافة إلى مرضى أورام وقلب ورضوض وكسور حيث نعمل على تقديم الإسعافات الأولية والأدوية لهم ومن تحتاج حالته إلى متابعة يتم إرساله من مركز الإقامة المؤقتة إلى المشافي العامة.
ولفت أحد عناصر الدفاع المدني العاملين في تقديم الخدمات الطبية إلى أنه يتم استقبال المدنيين وتزويد المرضى منهم بعد فحصهم والتأكد من حالتهم بأدوية اسعافية مناسبة ويتم استكمال الفحوصات الطبية في مراكز الإقامة المؤقتة كما يتم أحياناً تقديم الإسعافات الأولية الفورية للأهالي المصابين نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية لهم على الممرات الآمنة أثناء محاولاتهم الوصول إلى نقاط الجيش ومن ثم يتم نقل الحالات التي بحاجة إلى مشاف عامة لاستكمال العلاج فيها.