الغرب يؤجج العداء ضد روسيا موسكو تتعهّد الرد بالمثل: واشنطن لا تفهم إلا لغة القوة
يؤكد التصعيد الغربي المستغرب والحملة المبرمجة والمتصاعدة تجاه روسيا في قضية العميل سيرغي سكريبال بأن مجمل ما يجري قصة مفتعلة لتأجيج العداء ضد روسيا حيث يرفض الغرب المعادلات الجديدة بعد السقوط الأخلاقي له في مجلس الأمن، وكذلك نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، بالتوازي مع انتصارات الجيش السوري وآخرها في الغوطة الشرقية. ذلك بالمجمل جعل الغرب يتخذ إجراءات انتقامية ضد روسيا وتهديد الاستقرار العالمي الذي سيضرب الغرب بشكل أو بآخر وهذا ما يحتم عليه التنبه للمفعول الرجعي لتلك الإجراءات التي سيتأثر فيها جراء قيام روسيا بالرد على الهجمة الغربية انطلاقاً من مبدأ التعامل بالمثل.
وفي هذا الإطار وبعد قرار 17 دولة غربية إبعاد عشرات الدبلوماسيين الروس، أعلنت موسكو أنها ستنطلق من مبدأ الرد بالمثل في تعاملها مع تلك القرارات ، وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: “يجب علينا تحليل الوضع الذي يتشكل على خلفية إعلان القرارات حول طرد عدد من دبلوماسيينا من بعض الدول الأجنبية، وسيجري العمل الأساسي في وزارة خارجيتنا، ومن ثمّ سيتم عرض المقترحات الخاصة بهذه القضية والخطوات الجوابية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأوضح أن موسكو ستنطلق مثل ما كان في السابق من مبدأ الرد بالمثل، ولكنه لفت إلى أن القرار النهائي سيتخذه رئيس الدولة.
وكانت 14 دولة أوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا أعلنت إبعاد عدد من الدبلوماسيين الروس على خلفية قضية تسميم الجاسوس والضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية يوم الـ 4 من آذار الجاري.
من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية عن احتجاجها الشديد على القرار، مؤكدة أن هذه الخطوة استفزازية ولن تمر مرور الكرام ولن تبقى دون رد، وقالت في بيان: “نعتبر هذه الخطوة غير صديقة ولا تتناسب مع مهام ومصالح الكشف عن أسباب الواقعة التي حدثت في الـ 4 من آذار الجاري بمدينة سالزبوري والبحث عن المسؤولين”، ووصفت قرار ترحيل الدبلوماسيين بأنه إجراء استفزازي يعبّر عن خضوع تلك الدول للسلطات البريطانية، ويمثّل استمراراً لنهج المواجهة والتصعيد المتعمّد.
وأكدت الخارجية الروسية أن السلطات البريطانية التي توجّه اتهامات غير مبررة إلى روسيا في غياب أي إيضاح لما حدث وترفض التفاعل الموضوعي أظهرت بذلك أنها اتخذت بالفعل موقفا منحازاً ومسيساً ومخادعاً، وأشارت إلى عدم توافر أي معلومات موضوعية ومفصلة تعطي صورة شاملة لدى شركاء بريطانيا أيضاً، والذين يقلدون مبدأ الوحدة الأوروبية الأطلسية بطريقة عمياء على حساب العقل السليم وقواعد الحوار المتحضر بين الدول ومبادئ القانون الدولي.
كما أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ان روسيا سترد بشكل مناسب على قرار ترحيل 60 دبلوماسياً روسياً من الولايات المتحدة، معتبراً أن واشنطن لا تفهم الا لغة القوة، وأشار إلى أن ما تفعله الولايات المتحدة هو تدمير القليل المتبقي من العلاقات الروسية الأمريكية، فيما اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن إبعاد دبلوماسيين روس من عدد من الدول الأعضاء سيحدث مشكلات في العلاقات الثنائية بين روسيا والدول التي أقدمت على هذه الخطوة، وأعرب عن قناعته بأن القرار المذكور المتخذ من باب التضامن الزائف مع الموقف البريطاني لن يخدم إعادة الوضع في أوروبا إلى طبيعته.
إلى ذلك اكد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف أن رد روسيا على طرد دبلوماسييها من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية سيكون متكافئاً وبالمثل، مبيناً أن الوضع المحيط بقضية سكريبال هو استفزاز مشترك وثمرة قرارات مشتركة بين البريطانيين والأمريكيين.
يذكر أنه بعد العثور على العميل المزدوج سيرغى سكريبال وابنته في حالة الغيبوبة بمدينة سالزبوري البريطانية مطلع الشهر الجاري سارعت السلطات البريطانية الى اتهام روسيا بتسميمهما بغاز الاعصاب من نوع نوفيتشوك، دون تقديم براهين، بينما رفض الجانب الروسي قطعياً تلك الاتهامات، وشددت موسكو على أن اتلاف مخزون مادة نوفيتشوك تم في أراضي أوزبكستان في العام 1999 تحت اشراف الولايات المتحدة دون مشاركة أي دولة ثالثة، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية وجود وثيقة تثبت تطوير الولايات المتحدة لمادة عسكرية سامة من نوع نوفيتشوك، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن مصادر الاصل الارجح لغاز نوفيتشوك هي سلوفاكيا والتشيك وبريطانيا والسويد وربما الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، قامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسياً روسياً من أراضيها، دون تقديم أي دلائل تدعم اتهاماتها، وردت موسكو على ذلك بطرد 23 دبلوماسياً بريطانياً وإصدار أوامر بإغلاق القنصلية العامة البريطانية في سان بطرسبورغ ووقف نشاطات مؤسسة “المجلس البريطاني” الثقافية الحكومية في روسيا، وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 21 آذار تحقيقاً في القضية.
وكالات