ثقافةصحيفة البعث

شغف المسرح

 

يستحق هذا اليوم أن نتحدث كثيرا عن المسرح وروعته بهمومه وشجونه، بوجود المسرح توجد الحياة، حياة كلها إبداع، لأنها تكسر كل الحواجز بين المسرحي والمتلقي، وكما هو معروف المسرح أبو الفنون، والكثير يعرفون عن المسرح وتاريخه وربما استطيع التحدث عنه من خلال تجربتي الشخصية وخاصة الأخيرة، حيث أسست فرقة أبو خليل القباني للفنون المسرحية في عام 2012، وكنت أعتقد أن الطريق سهل نتيجة شغفي بالمسرح، لكنه لم يكن كذلك، فقد مررنا بظروف صعبة للغاية، خاصة في ظل الأحداث التي كانت تمر بها مدينة حمص في تلك الفترة -كنا نتدرب في ملجأ بأحدى الروضات، إذ تركوا لنا مساحة صغيرة نتدرب ضمنها، لكن حبنا الكبير للعمل كان أقوى من الصعاب، فقد كنا نحضر لعمل عن الأزمة.
وكانت مفاجأة للجميع في تلك الفترة أنه بمدينة حمص ورغم كل الأحداث المريرة التي تمر بها المدينة هناك مسرح، وقدمنا عرضاً بحضور جماهيري كبير وحمل العمل عنوان “النقيض”، واستمرت الفرقة بتقديم أعمالها كـ “الجراد والفساد وجوليا وأسوء عرض مسرحي وغيرها من الأعمال على الرغم من عدم وجود داعم لنا، وكان رأس مالنا حبنا الكبير لخشبة المسرح وما تعنيه لنا، ويشرفنا أن الفرقة تحمل اسماً كبيراً في عالم المسرح هو أبو خليل القباني الذي عانى ما عانيناه حتى تُقدم العروض، وكل ما ذكرته للتأكيد على أن المسرح شغف وعشق ويمكن أن نتحدى الصعاب لنقدم عملا على مستوى التحديات، فالمسرح عالم حقيقي يمكن من خلاله أن نعبر عن حالات مختلفة اجتماعية وسياسية وغيرها، بشكل أقرب للناس لأن ما يقدم على خشبة المسرح أقرب للمتلقي من التلفزيون والسينما حيث لا حواجز بين الممثل والمتلقي، وفي أغلب الأحيان يكون التواصل مباشراً وهنا تكون المتعة، وبهذه المناسبة أقدم باسم الفرقة تحية لكل المسرحيين والمبدعين في هذا المجال، وأتمنى أن تكون الحرب على بلادنا قد انتهت ويعود الجميع إلى المسرح وخاصة نجوم الدراما ببلدنا، والتواصل والاقتراب أكثر من الجمهور- أتمنى ذلك- مع خالص محبتي.
أما جديد الفرقة فإنه يتم التحضير حاليا للعمل المسرحي الضخم “خط أحمر” الذي ينافس للدخول في موسوعة غينيس، وهو أول عمل سوري وعلى مستوى العالم يقدم بهذه الطريقة.
نزار جنيدي