التحقيق مع صهر ترامب في قضايا أخلاقية
يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موعد مع هزة كبيرة قد تطال أحد أهم المساعدين للرئيس وأقربهم إليه، صهره جاريد كوشنير، حيث أكدت وكالة أسوشيتد برس أن مسؤولين مختصين بالإدارة الأمريكية يحققون في انتهاكات أخلاقية وقانونية في تصرفات كوشنير، ككبير المستشارين بالبيت الأبيض، وأوضحت أن الحديث يدور عن قرضين تتجاوز قيمتهما 500 مليون دولار حصلت عليهما الشركة العقارية التابعة لعائلة كوشنير العام الماضي، حيث يهدف المحققون إلى الكشف عمّا إذا كان صهر ترامب استغل منصبه لتحقيق ذلك.
وأشارت الوكالة إلى أن المدير بالنيابة لمكتب الأخلاقيات في البيت الأبيض، ديفيد جي أبول، وجه أواخر الأسبوع المنصرم رسالة إلى النائبة الديمقراطية، راجا كريشنامورثي، حيث أكد أن المجلس فتح تحقيقاً في قضية كوشنر لدراسة ما إذا كان ضرورياً اتخاذ إجراءات وقائية إضافية للحيلولة دون تكرار مخالفات كهذه مستقبلاً، إذا ثبتت التهم.
وسبق أن طالبت كريشنامورثي مكتب الأخلاقيات، في 1 آذار الجاري، بالتحقيق في مدى صدقية التقرير الصادر عن صحيفة نيويورك تايمز، والذي يتحدّث عن حصول شركة كوشنر على قرضين بمبلغ 184 مليون دولار و325 مليون دولار على التوالي من شركتي أبولو غلوبال مانجميت وسيتي غروب، وذلك بعد أشهر قليلة من لقاء كوشنر مع ممثلي الشركتين. وأعلن محامي كوشنير، آبي لويل، أن مكتب الأخلاقيات لم يرصد أي انتهاكات من قبل كوشنير، مضيفاً: إن صهر ترامب لم ينخرط في إدارة الشركة التابعة لعائلته منذ توليه منصبه في البيت الأبيض، ولا علاقة له بهاتين الصفقتين، حسب زعمه.
وسبق أن أكدت الشركتان منح القرضين إلى شركة كوشنير، بعد الاجتماع معه، مصرتين في الوقت نفسه على أن هذا الاجتماع لم يشهد أي مخالفات.
وسبق أن قرر البيت الأبيض حرمان كوشنير من التصريح الأمني الأعلى، ما منعه من حضور موجزات استخباراتية يومية في البيت الأبيض.
في الأثناء، أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن تعيين جون بولتون مستشاراً للرئيس لشؤون الأمن القومي أحد أسوأ أخطاء ترامب، وقال، في حديث لموقع يو اس ايه تودي الأمريكي، إن بولتون متطرّف وتعيينه مستشاراً للأمن القومي كارثة على البلاد، مضيفاً في هذا الشأن: ربما كان أحد أسوأ الأخطاء التي ارتكبها الرئيس ترامب منذ توليه منصبه هو الاستعانة في العمل ببولتون، الذي وقف لفترة طويلة مع الحرب ضد كوريا الديمقراطية وأيضا الهجوم على إيران كما كان أحد النشطاء الرائدين الذين كانوا وراء قرار غزو العراق، ووصف بولتون بأنه الشخصية المحبة للحرب الذي يدعم سياسات كارثية.
وكان ترامب أجرى للمرة الثانية تبديلا في فريق سياسته الخارجية في غضون أسبوعين معلناً أن المندوب الأمريكي الأسبق في الأمم المتحدة جون بولتون سيحل محل هربرت ماكماستر في منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، وذلك بعد أن أقال في الـ 13 من آذار الجاري وزير الخارجية ريكس تيلرسون وعيّن بدلاً منه مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، المعروف بأنه يتبنى سياسة أكثر تشدداً حيال الشرق الأوسط.
ومنذ تسلم ترامب الرئاسة الأمريكية قبل أكثر من عام واجه انتقادات واسعة داخل البلاد وخارجها، وشهدت ولايات أمريكية كثيرة احتجاجات مناهضة له، بينما أثرت قراراته المتسرعة والمتهورة من بينها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومرسومه حول منع رعايا بعض الدول في الشرق الأوسط من الدخول إلى الولايات المتحدة وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة على شعبيته لتصبح الأدنى على الإطلاق لرئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة.
في الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ ان بلاده مستعدة لحرب تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً في الوقت نفسه سعى بكين لإجراء حوار مع واشنطن في هذا الشأن، وكشف أنه أبلغ أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي يزورون الصين حالياً عن أمله في أن تسلك الولايات المتحدة مسلكاً عقلانيا في التجارة وأن تعمل مع الصين لإيجاد حل مشترك.
وكالات