ألغام “إسرائيلية” ومستودعات أسلحة كيميائية في حرستا وريف دير الزور 128 ألف مدني خرجوا عبر الممرات الآمنة.. ودوما تنتفض في مواجهة الإرهابيين
في حصيلة أولية لعملية الإغاثة الكبرى التي تنفذها الدولة السورية بلغ عدد الخارجين من براثن الإرهاب إلى حضن الوطن أكثر من 128 ألف مدني كانوا محتجزين لدى التنظيمات الإرهابية التي اتخذتهم دروعاً بشرية في الغوطة الشرقية وذلك عبر الممرات الإنسانية التي أمنها الجيش العربي السوري. في وقت عمت المظاهرات أحياء دوما مطالبة بخروج المجموعات الإرهابية، ودخول وحدات الجيش لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة التي عانت كثيراً من جرائم الإرهابيين. في وقت تواصلت فيه عملية إخراج إرهابيي جوبر وزملكا وعربين وعين ترما مع عائلاتهم من ممر عربين إلى إدلب تمهيداً لإخلائها من جميع المظاهر المسلحة وإعادة الحياة الطبيعية بعد عودة جميع مؤسسات الدولة إليها.
وخلال تمشطيها مدينة حرستا عثرت وحدات الجيش على ألغام إسرائيلية وشبكات كبيرة من الأنفاق كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمها في التنقل وتخزين أسلحتها وذخيرتها، فيما عثرت الجهات المختصة على مستودعات من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي تحوي مواد كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
سياسياً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الوزير سيرغي لافروف والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا سيبحثان اليوم “الخميس” موعد وصيغة الجولة القادمة من الحوار السوري في جنيف.
وفي التفاصيل، أمنت وحدات الجيش خروج أكثر من 128 ألفاً من المدنيين المحتجزين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر الممرات الآمنة. وقد خرج أمس مئات المدنيين من أهالي منطقة دوما معظمهم من النساء والأطفال وعملت وحدات الجيش وفرق الهلال الأحمر العربي السوري والدفاع المدني على تأمينهم ومن ثم نقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
ولا تزال التنظيمات الإرهابية تحتجز مئات العائلات داخل مدينة دوما وتتخذهم دروعا بشرية حيث تستهدفهم بالرصاص الحي أثناء محاولتهم الوصول إلى الممرات الإنسانية إضافة إلى احتفاظها بعدد كبير من المختطفين داخل أوكارها في المدينة بغية المتاجرة بهم.
في غضون ذلك تم تجهيز 69 حافلة تقل 4108 شخصاً بينهم 1017 إرهابياً من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية تمهيداً لنقلهم إلى إدلب. وتقف الحافلات في منطقة تجمع على أوتستراد حرستا مرفقة بالدوريات من الجهات المختصة وعدد من سيارات الإسعاف التي تنقل بعض المرضى ومصابي الإرهابيين.
وكعادتها عند اندحارها من أي منطقة كانت تنتشر فيها المجموعات الإرهابية أشار مراسل سانا إلى أن أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة التي يتم إخراج المسلحين منها وهي ناتجة عن إحراقهم أوكارهم وحواسيبهم ومقراتهم لإخفاء ارتباطهم المكشوف مع الأنظمة والدول المعادية للسوريين ودولتهم.
إلى ذلك واصل عناصر الهندسة في الجيش عملها في تفتيش أوكار الإرهابيين والأحياء التي كانوا يسيطرون عليها داخل مدينة حرستا قبل إخراجهم منها ونقلهم بالحافلات إلى محافظة إدلب وذلك بهدف تأمين المدينة بشكل كامل تمهيداً لدخول مؤسسات الدولة إليها. وتم خلال أعمال التفتيش والتمشيط الكشف عن شبكة طويلة ومعقدة من الأنفاق داخل الأحياء السكنية، إضافة إلى مستودعات تحتوي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والقذائف من بينها ألغام إسرائيلية الصنع.
وفي دير الزور عثرت وحدات من الجيش على مستودعات تضم مواد كيميائية ومعدات لتصنيع الذخائر والمواد المشبوهة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في قرية محكان شمال مدينة الميادين بنحو 10 كم، وبين أحد المقاتلين المشاركين في عمليات التمشيط أنه بعد تحرير الجيش مدينة الميادين وريفها من الإرهاب بدأت وحدات الهندسة بالتعاون مع الجهات المختصة عمليات تمشيط المناطق المحررة تمهيداً لعودة الأهالي إلى منازلهم، لافتاً إلى أنه خلال تمشيط قرية محكان عثر على 3 مستودعات لتنظيم داعش الإرهابي فيها كميات كبيرة من مادتي الكلورين ونترات الفضة اللتين تدخلان في التصنيع الكيميائي، وأشار إلى أنه عثر في المستودع الثاني على كميات كبيرة من الفحم الحجري وفي الثالث على مادة الاستون ومواد لزجة شديدة الاشتعال وجميعها تدخل في صناعة المتفجرات والعبوات والأحزمة الناسفة والقذائف بأنواعها ومنها السامة.
وبين أحد عناصر قوات المهام الخاصة أنه عثر أيضاً في المستودعات على مادة الكبريت وأقنعة واقية وكميات كبيرة من القطع الداخلية في تصنيع القذائف الصاروخية والهاون ومعدات تصنيعها، لافتاً إلى أنه من خلال الوثائق التي تم العثور عليها تبين أن أغلب الأشخاص الذين عملوا في هذه المستودعات كانوا من الجنسية الألمانية والتركية. وأضاف إنه عثر أيضاً في المكان على مركز لإنشاء الخرسانة الاسمنتية لتدعيم الأنفاق التي كان يحفرها التنظيم التكفيري للتنقل بين المناطق التي كان ينتشر فيها.