الصبر على المنتخب
حملت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم للرجال في بطولة الصداقة التي استضافها العراق الكثير من المؤشرات الجيدة على صعيد تحسن الأداء، ووجود لمحات فنية غابت سابقاً عن أداء لاعبينا، وبالتأكيد فإن وجود جهاز فني جديد أسهم في هذا التطور الطفيف، فالمنتخب ورغم عدم تحقيقه للفوز في مبارتيه أمام قطر والعراق، واكتفائه بالتعادل فيهما، إلا أنه كسب جرعات احتكاك هامة على طريق التحضير لكأس آسيا بداية العام المقبل.
وللإنصاف فإن توجيه الانتقاد للجهاز الفني على طريقة اللعب، أو التبديلات التي حصلت خلال المباريات، سيكون أمراً فيه الكثير من الخطأ، فالمدرب الألماني تعرف على اللاعبين قبل البطولة بأيام قليلة، وأجرى حصصاً تدريبية معدودة حاول خلالها تحسين طريقة السيطرة على الكرة، ونقلها بين الخطوط، لذلك فإن ضيق الوقت سيكون عذراً مقبولاً لعدم تتويج منتخبنا بلقب الدورة الودية التي كنا الأفضل فيها من كل النواحي.
ولكي نكون واقعيين فإن جوانب الخلل في المنتخب ظهرت واضحة جلية، وخاصة لعدم أحقية بعض اللاعبين في حمل قميص المنتخب في قادم الأيام، حيث تواصلت متاعب خط الدفاع، وخاصة في الجانب الأيمن، إذ جرّب المدرب ثلاثة لاعبين دون أن يجد الحل الشافي لذلك، كما برزت مشكلة غياب البديل المناسب في خط الهجوم، فهل يعقل أن يظل الاعتماد على المخضرم فراس الخطيب لإنقاذنا في كل مرة، ويكون دور بقية اللاعبين في المقدمة شكلياً، رغم كونهم محترفين في دوريات قوية؟!.
ولابد أيضاً من الإشارة إلى ضرورة توفير تحضير نفسي لبعض اللاعبين لتهدئة أعصابهم، واللعب بهدوء، وخاصة أن التوتر كاد أن يكلّفنا بطاقات ملونة بالجملة لولا أن البطولة ودية، فاللعب برجولة وحماس يختلف عن اللعب بتهور وبقصد الإيذاء.
وبكل الأحوال فإن الوقت مازال مبكراً للحكم على المنتخب ومدربه الذي يفضل أن يصل إلى طريقة لعب ثابتة، وتوليفة محددة من اللاعبين، لأن صبر الجمهور لن يطول عليه، وستبدأ حينها المقارنات الجدية بين المدرب الوطني السابق والمدرب الأجنبي الذي يقبض الكثير، وحينها لن يتحقق الاستقرار المطلوب للتحضير بشكل جيد للبطولة الآسيوية.
مؤيد البش