ثقافةصحيفة البعث

خالد الخالد: المشاهد أذكى مما نتصور

بطاقة تعريف

خالد الخالد ممثل ومخرج سوري درس الإخراج في روسيا وقدّم عَبْر مسيرته الفنية العديد من الأعمال المنوعة ما بين الاجتماعية والسياسية وكوميديا الموقف، فانتقل من “دوار القمر” الذي تناول العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في حارة حلبية إلى “حارة الياقوت” الذي اتخذ شكل الحلقات المتصلة-المنفصلة، والمحطة الهامة في عمله الإخراجي أنه كان المخرج المساعد للفنان الكبير هاني الروماني في المسلسل الشهير “حمّام القيشاني” عَبْر أجزائه المتتالية.

انتهى المخرج التلفزيوني خالد الخالد مؤخراً من تصوير سباعية “ليزهر قلبي” عن نص لرنيم الباشا بمشاركة الفنانين نادين خوري، ناهد حلبي، مريانا معلولي، رجاء يوسف.. وبيّن الخالد أن السباعية ستُعرَض قريباً على الشاشة الصغيرة وهي تتحدث عن أحلام مجموعة من الناس كالمشرّد الذي يتمنى أن يجد مكاناً يحتضنه، والذي لم يُرزَق بأطفال ويتمنى أن يُرزَق بطفل، والذي عنده موهبة ويتمنى أن ترى النور.. ليكون “ليزهر قلبي” عملاً متنوعاً تُطرَح فيه عدة مواضيع.

دمشق تتكلم

< عندما وقفتَ لأول مرة  خلف الكاميرا كمخرج قلتَ “أقف اليوم لأقول كل ما يدور في داخلي”.. واليوم وبعد مرور عدة سنوات هل استطعتَ أن تقول كل ما بداخلك؟

<< بالنسبة لي كلما حضَّرتُ لعمل، سواء كان فيلماً أو مسلسلاً أشعر بأنني أقف لأول مرة خلف الكاميرا، ولا أنكر أن عشق الوقوف خلف الكاميرا له رهبة، خاصة وأنني أحترم هذه الكاميرا لأنها هي التي ستعبّر عما يجول في فكري كمخرج، وأعترف أنني لم أستطع أن أعبّر عن كل ما في داخلي لعدة أسباب، أهمها أن ما يطرحه المخرج اليوم ربما لا يغدو مثيراً أو ذا قيمة في الغد، مع تأكيدي على أن المُشاهد اليوم أذكى مما نتصور وهو يعيش عصر السرعة، فالمخرج أحياناً يحاول أن يرمز لشيء، والمُشاهد يريد أن يدخل بالموضوع مباشرة، متناسياً أن هناك عوائق عديدة تقف أمام المخرج في بعض الأحيان، وخاصة الاجتماعية منها.. بالعموم في كل عمل لي يكون شعوري أنني أقف لأول مرة خلف الكاميرا، وهذا شعور طبيعي لأن المجتمع يتطور والحياة تتقدم والمفاهيم تختلف اليوم عن الأمس.

< لك تجربة في إطار الفيلم الوثائقي. ماذا تحدثنا عنها؟

<< كان فيلم القديس بولس (دمشق تتكلم) رسالة للعالم بأن الشام هي بوابة السلام، وهو فيلم درامي، ونسبة الوثائقي فيه لا تتجاوز 7 بالمئة، وكان ذلك أمراً ضرورياً من أجل التأكيد للجميع أن رسالة السلام والمحبة انطلقت من الشام لكل المعمورة، فأظهرت في الفيلم الأماكن والشوارع والطرق التي سار بها شاؤول قادماً من أورشليم ليقتل أتباع السيد المسيح، وهنا في الشام تحوّل من شاؤول القادم للانتقام الى حامل رسالة المحبة والسلام.

< قمتَ بإخراج عدد من السهرات التلفزيونية فما خصوصية هذا النوع من الدراما؟

<< السهرة التلفزيونية محددة المكان والزمان، وقد حاولتُ في السهرات التلفزيونية الثلاث “الصفعة، المحاكمة، رحاب” تقديم أحداث درامية متعددة تدور في أماكن مختلفة وتقدم عدة حكايات، وأنا مع هكذا أنواع من الدراما، خاصة في عصرنا بسبب مشاغل الناس وضيق وقتهم، والأهم فيها أحداثها المكثفة ومتعة المخرج والكاتب فيها في أن يقدموا للمُشاهد فكرة في مدة تتراوح بين 75 دقيقة إلى 120 أما المسلسلات المكونة من 30 حلقة فهي معتمدة على الإطالة على حساب الحبكة الدرامية والفكرة.

حمّام القيشاني

< عملتَ كمساعد مخرج مع الفنان الراحل هاني الروماني في مسلسل “حمّام القيشاني” فكيف تنظر اليوم لهذه التجربة؟

<< ما ميّز “حمام القيشاني” أنه كان وثيقة وثَّقت أحداث فترة زمنية من تاريخ سورية، وكانت تجربتي فيه مفيدة جداً وممتعة.

< قدمتَ معظم أعمالك من خلال مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري، فما الذي يميز أعمالها برأيك؟

<< مديرية الإنتاج مديرية عريقة، قدمت أعمالاً مهمّة وهي من صنعت كل النجوم السوريين، وكانت الجهة الوحيدة المنتجة للدراما التلفزيونية سابقاً، أما اليوم وبكل أسف أقول أنها في حالة شبه شلل، فإحداث مؤسسة الإنتاج الدرامي حدَّ من عملها، علما أن الشاشة السورية بحاجة لساعات عرض كثيرة، وهي قادرة على التغطية إن توفرت لها الإمكانيات، خاصة على صعيد الأجور المتواضعة جداً مقارنةً مع ما يأخذه الفنانون في القطاع الخاص أو المؤسسة العامة للإنتاج الدرامي حيث سقف الأجور مفتوح.

< ما رأيك بالأعمال التي تناولت الحرب على سورية؟ وما هي المطبات التي وقعت فيها؟

<< للأسف حتى الآن لم أجد عملاً عن ترميم ما خلّفته الحرب في داخل كلّ منا، ولم أرَ عملاً عن كيفية تجاوز الآثار التي خلّفتها الحرب في نفوس الأطفال قبل الكبار، ونحن بأمسِّ الحاجة لها اليوم لنتخطى ما مررنا به خلال سبع سنوات، مع التأكيد على أن الأزمة أثّرت بأشكال كثيرة على الأعمال الدرامية السورية، وأتاحت  لبعض شركات الإنتاج التي همّها الربح  تقديم أعمال بلا مضمون حقيقي.

أمينة عباس