الطفولة وبراءة الحياة في لوحات اسماعيل نصرة
“يتجول اسماعيل نصرة في عوالم البراءة الأولى وتبدو شخصياته وكأنها منزهة عن الخطايا إذ يرسم أحلامها وطفولتها ورغبتها القوية بالحياة، تلك الحياة البعيدة عن الأذى فهو لا يحبه ولا يدعو إليه وكأنما لا يعرفه، لكنه في لوحاته الأخيرة يبدو تسلل الحزن الشفيف إليه وإلى أعماله جلياً، فبعد معاناة السنوات السبع الكارثية والأهوال التي حدثت فيها نرى أشخاصه أطفالاً وبالغون يطوفون في سماوات مبهمة، يضمون أيديهم ويغمضون أعينهم في رحلة تتداخل فيها الأحلام الوردية مع وقائع لا تصدق، لكن إسماعيل حتى في أشد اللحظات انغلاقاً على الحزن يجد فسحة أمل زرقاء في الأعالي تطل لتمنح بعض الطمأنينة العذبة”. بهذه الكلمات قدم الفنان عصام درويش معرض الفنان التشكيلي اسماعيل نصرة.
في الواقع، إن أعمال الفنان نصرة تنتمي إلى تلك المساحات من تجليات المشاعر المجسدة بلغة اللوحة الصورة التي تخاطب الوجدان بشكل مباشر، ومن خلال تلك الوجوه الطفولية والعيون المسبلة على حزنها بانتظار يوم جديد وأمل جديد، تعيش فيه الطفولة براءة الحياة البكر حيث لا حرب ولا قتل ولا تدمير. مشاعر كبيرة تنتاب رائي أعمال إسماعيل نصرة الذي افتتح معرضه الجديد في صالة فاتح المدرس منذ أيام عديدة، فالمرأة والطفل والملاك عناصر أساسية في اللوحة ضمن هالة من شفيف الحزن الذي أصاب حواس الفنان لينقل هذا التعبير إبداعاً وخلقاً، وليذكر العالم أن على الأرض عشاق للحياة والبراءة والشمس يزرعون ورد الأرض ويكتبون القصائد لحبيباتهم وأمهاتهم والشهداء.
أكسم طلاع