دوما تستعد لطي صفحة الإرهاب.. العلم الوطني يرفع في عين ترما وجوبر.. وأهالي حرستا يبدؤون رحلة العودة
تستعد مدينة دوما لطي صفحة الإرهاب بعد رضوخ إرهابيي ما يسمى “جيش الإسلام” والقبول بالخروج من المدينة باتجاه جرابلس وإدلب نتيجة الانتصارات الكبيرة والمتسارعة للجيش وتمكنه من قطع خطوط الإمداد والتنقل للتنظيمات الإرهابية في المدينة، وذلك تمهيداً لدخول مؤسسات الدولة وإعادة الحياة الطبيعية إلى أهلها، فيما ينتظر أهالي المختطفين خبراً مفرحاً بعودة أبنائهم.
وفيما رفعت وحدة من الجيش بمشاركة الأهالي العلم الوطني السوري في عين ترما وجوبر، يبدأ أهالي حرستا، اعتباراً من اليوم، رحلة العودة إلى مدينتهم بعد أن تم تطهيرها من رجس الإرهاب وتأمين الجهات المعنية للخدمات الضرورية.
وفي التفاصيل، ذكر موفد سانا إلى مخيم الوافدين على أطراف مدينة دوما أن عدداً من الحافلات وسيارات تابعة للهلال الأحمر تتجمع على طرف الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين تمهيداً للدخول إلى مدينة دوما لتجهيزها إيذاناً ببدء خروج أعداد من إرهابيي “فيلق الرحمن” إلى إدلب.
وذكر مصدر عسكري أنه تم إخراج 1146 شخصاً من إرهابيي “فيلق الرحمن” وعائلاتهم على متن 24 حافلة من دوما عبر ممر مخيم الوافدين إلى إدلب.
ويأتي إخراج إرهابيي “فيلق الرحمن” من مدينة دوما بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الجيش العربي السوري بلدات زملكا وعربين وعين ترما وجوبر خالية من الإرهاب بعد الانتهاء من إخراج الإرهابيين وعائلاتهم منها إلى إدلب حيث تم خلال الأيام الثمانية الماضية إخراج أكثر من 41 ألفاً من الإرهابيين وعائلاتهم من الغوطة الشرقية.
إلى ذلك أفاد مراسل سانا بالتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج إرهابيي “جيش الإسلام” من دوما في الغوطة الشرقية إلى جرابلس وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى مدينة دوما، وأوضح أن الاتفاق يتضمن تسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين إضافة إلى جثامين الشهداء وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة.
وجاء رضوخ إرهابيي “جيش الإسلام” نتيجة الانتصارات الكبيرة والمتسارعة للجيش في عملياته العسكرية الواسعة لتحرير الغوطة الشرقية وتمكنه من قطع خطوط الإمداد والتنقل للتنظيمات الإرهابية وتقسيم مناطق انتشارهم في الغوطة إلى ثلاثة قطاعات ما سرع انهيارها.
وشهدت مدينة دوما خلال الأيام الماضية مظاهرات من قبل الأهالي طالبوا فيها إرهابيي “جيش الإسلام” بمغادرة المدينة وإطلاق سراح المختطفين حيث لا يزال التنظيم الإرهابي يحتجز مئات العائلات داخل مدينة دوما ويتخذهم دروعاً بشرية إضافة إلى احتفاظه بعدد كبير من المختطفين داخل أوكاره في المدينة بغية المتاجرة بهم.
واحتفالاً بتحريرهما من رجس الإرهاب وبمشاركة عدد من الأهالي رفعت وحدات من الجيش العربي السوري العلم الوطني في عين ترما وجوبر في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وحمل عدد من أهالي بلدتي عين ترما وجوبر الأعلام الوطنية ورددوا هتافات تحيي هذا النصر الكبير معبرين عن شكرهم وفخرهم بتضحيات الشهداء الذين استبسلوا في سبيل عزة وطنهم وتحقيق الانتصار على التنظيمات الإرهابية.
وأكد عدد من القادة الميدانيين العاملين على محور عين ترما وجوبر أن الإنجاز الكبير الذي تحقق بتحرير قرى وبلدات الغوطة الشرقية جاء بفضل تضحيات وبطولات الجيش والقوات الرديفة الذي ضغط عسكرياً على الإرهابيين، إضافة إلى الضغط الشعبي من الأهالي الذين تعاونوا مع الجيش لإجبار من تبقى من الإرهابيين على الرضوخ والرحيل إلى إدلب.
في غضون ذلك تسلمت المؤسسة العامة للطرق والجسور موقع العمل على طريق حرستا الدولي والشوارع الفرعية بالمنطقة المحيطة به لتقوم بعمليات رفع الأنقاض والأتربة عن الطريق وإعادة تأهيله وفتحه أمام حركة المرور بأقرب وقت ممكن جاء ذلك خلال جولة قام بها محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير إبراهيم إلى الطريق الدولي وضاحية حرستا حيث سلمت المحافظة مواقع العمل للمؤسسة لتباشر أعمال تأهيل الطريق.
وخلال جولة لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي ومحافظ ريف دمشق في بلدات حرستا وعربين وزملكا وعين ترما وحزة وكفر بطنا وجسرين المحررة من الإرهاب للوقوف على احتياجات هذه البلدات وما تتطلبه من خدمات أكد الوزير الغربي استعداد الوزارة الكامل لتأمين كل المستلزمات للأهالي الموجودين في المناطق المحررة والعائدين إليها، لافتا إلى أنه يتم توزيع 400 إلى 450 طناً من المواد الغذائية والإغاثية يومياً على أهالي الغوطة الشرقية في المناطق المحررة ومراكز الإقامة المؤقتة.
وأشار الوزير الغربي إلى وجود فرن متنقل في حرستا، إضافة إلى أنه سيتم العمل على إعادة تأهيل فرن آخر خلال عشرة أيام بالمنطقة وافتتاح صالات ومنافذ بيع جديدة للسورية للتجارة وأفران في كل المناطق التي يوجد فيها الأهالي.
من جهته أعلن محافظ ريف دمشق أنه اعتباراً من اليوم “الاثنين” ستبدأ عودة الأهالي إلى مدينة حرستا بعد تخليصها من الإرهاب.
إلى ذلك تبذل الجمعيات الأهلية جهوداً كبيرة لتلبية احتياجات أهالي الغوطة الشرقية المقيمين في مراكز الإقامة المؤقتة بريف دمشق. وبحسب مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق فاطمة رشيد قامت الجمعيات الأهلية بدمشق وريفها كل حسب اختصاصها بتلبية احتياجات الأطفال والنساء والمسنين المقيمين في مراكز الإقامة المؤقتة والتي يصل عددها إلى تسعة مراكز منها ستة في منطقة عدرا إضافة إلى مراكز في النشابية ونجها والحرجلة وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.