الواقع لا يرضي تقنيي المعالجة الفيزيائية بانتظار زيادة الـ 75 % الحبس ثلاث سنوات للتعدي على الاختصاص والتعليم المسائي لإتاحة الفرصة الجامعية
دمشق – فداء شاهين
يشعر خريجو المعاهد التقانية الصحية والطبية القدامى اختصاص معالجة فيزيائية بالإحباط لقلة الخبرة العملية في تطبيق المعالجة الناتجة – بحسب الخريجين – وعدم التعمق في جميع نواحي العلاج وعدم كفاية المعلومات التي يحصل عليها الطالب والضعف في التشريح الهيكلي والفيزولوجي وعدم التعامل مع المصطلحات الطبية والانكليزية ولا يوجد أي اختصاص في نمط التعليم المفتوح.
ومع الأهمية الكبيرة للمعالجة الفيزيائية في الوقت الراهن في علاج الإصابات التي خلفتها الحرب الإرهابية على البلاد واحتمالات استمرار العلاج لبعض الحالات مدى الحياة، إلا أن الخطة الدراسية في علاج الشلل الدماغي وذوي الاحتياجات الخاصة مرت عليها مرور الكرام فضلاً عن عدم تحقيق جمعية المعالجة الفيزيائية واعتبارها بأن تضع خطة تسمح من خلالها للخريجين القدامى بالدراسة الجامعية في الوقت الذي لا يستطيع أغلب الطلبة الدراسة في الجامعات الخاصة لارتفاع التكلفة.
كما يعتبر الطبيب المختص هو صلة الوصل بين المريض والمعالج فهو يرسل المريض إلى القسم في المشافي والمعالج يقع على عاتقه تطبيق الخطة، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يطبق صرف الزيادة 75 % على طبيعة العمل وخريجي المعاهد لا يسمح لهم بافتتاح مراكز معالجة خاصة ويقتصر عملهم على المشافي، فضلاً عن جهة التعدي على مهنتهم من قبل “خريجي المعاهد الرياضية و الدورات التدريبية”، في الوقت الذي تنتشر المعالجة الفيزيائية بالطب البديل الذين يتقاضون أسعاراً مرتفعة أكثر من الاختصاصيين، مع امتناع بعض أطباء العصبية عن إرسال المرضى إلى المعالجة الفيزيائية.
ولم يتوافق رأي طلبة الاختصاص حول الاهتمام بالأوائل فقط مع رأي معاون وزير التعليم العالي نائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم التقاني الدكتور رياض طيفور الذي بين أن أوائل خريجي المعاهد التقانية يقبلون في الكليات الجامعية وفق الشروط التي يحددها المجلس الأعلى للتعليم التقاني ومجلس التعليم العالي، و يقبل أوائل خريجي قسم المعالجة الفيزيائية لمتابعة دراستهم الجامعية في كلية العلوم الصحية بجامعة البعث.
ولكن طيفور طمأن بأنه من المسائل المطروحة إمكانية إحداث التعليم المسائي وفي حال إقراره فإن ذلك سيفتح المجال أمام خريجي المعاهد التقانية بإكمال دراستهم الجامعية في الكليات الموافقة لاختصاصاتهم إذا شملها التعليم المسائي، علماً أنه لا توجد لدينا شكوى بشأن ضعف المنهاج وقلة التدريب العملي “نرجو تحديد مكامن الضعف في المنهاج وخلفية التقييم وفي أي معاهد بالضبط يعاني الطلاب من قلة التدريب العملي لنتمكن من المتابعة”، مشيراً إلى وجود ست معاهد تقانية صحية تتبع لوزارة الصحة وفيها الاختصاصات التالية : مخابر – صيدلة – تخدير – أشعة – معالجة فيزيائية – صحة عامة – أطراف صناعية – صيانة أجهزة طبية – طب طوارئ ” إضافة إلى وجود أربع معاهد تقانية طبية تتبع للجامعات ومعهد واحد للخدمات الطبية الطارئة .
وزارة الصحة تقوم بحسب ما أوضحه مدير المهن الصحية في الوزارة يامن أحمد بالرقابة على عيادات ومراكز العلاج الفيزيائي من قبل المديريات الصحية وفروع النقابات في المحافظات، وقد ورد تعريف التقني الصحي في المرسوم التشريعي رقم /9/ تاريخ 2/2/2017: التقني الصحي كل من حاز على شهادة من معهد تقاني طبي أو صحي في الجمهورية العربية السورية أو ما يعادلها وذلك بعد حيازته على شهادة الدراسة الثانوية العامة أو ما يعادلها، كما وأن المادة 49 من المرسوم ذاته قد نصت على “كل من زاول عملاً من الأعمال المذكورة في المرسوم التشريعي رقم 12 لعام 1970 دون أن تتوفر فيه الشروط القانونية التي تخوله حق الحصول على رخصة بمزاولة هذا العمل يغلق سجله بقرار من وزير الصحة وينفذ فوراً بواسطة النيابة العامة ويعاقب فوق ذلك بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات والغرامة بـ 500000 ليرة وتصادر ما فيه من أدوات وتجهيزات ومواد تتعلق بمزاولة المهنة بحكم قضائي مبرم، إضافة إلى أن المادة 45 من المرسوم لتشريعي رقم 12 لعام 1970 نصت على ” ترخص وزارة الصحة بالمعالجة الفيزيائية كل من يحمل شهادة في التمسيد والتمرينات الرياضية وغيرها من فروع هذا الفن من أحد المعاهد أو المؤسسات المختصة المعترف بها من قبل وزارة الصحة على ألا يباشر بالمعالجة الفيزيائية إلا بإحالة من الطبيب.
ويبين أحمد أن تطوير المستوى العلمي لخريجي المعهد التقاني الصحي القدامى المتخصصين بالعلاج الفيزيائي وإكمال دراستهم الجامعية متاح من خلال نظام التعليم المفتوح في الجامعات السورية وفق الأنظمة النافذة وشروط القبول فيه التي تصدر عن وزارة التعليم العالي، كما أن وزارة الصحة تقوم بالتعاون مع باقي الشركاء بإخضاع العاملين في المشافي ” ممرضين، وقابلات وتقنيين صحيين ” لدورات تدريبية قصيرة كان آخرها دورات تدريبية في حمص ودمشق وحماه لقابلات وممرضين في وحدات العناية المشددة والتقنيين الصحيين العاملين في تلك الوحدات في الدعم النفسي الأولي والإسعاف النفسي الأولي وما زال العمل مستمراً لتشمل تلك الدورات العاملين في المشافي من باقي المحافظات ، إضافة لدورات في الإنعاش والدعم المتقدم للحياة، ودورات اللغة وقيادة الحاسوب يعلن عنها دورياً وهي متعلقة برغبة العامل وترشيح الجهة التي يعمل لديها .
وأشار أحمد إلى أنه ورد في اللائحة الداخلية للمعاهد الصادرة عن وزير التعليم العالي رئيس المجلس الأعلى للتعليم التقاني بالقرار رقم 10 تاريخ 22/6/2008 ، فصل خاص بالخطة الدرسية حيث يقترح مجلس التعليم الخطة الدرسية والمناهج التفصيلية والقرارات اللازمة لكل اختصاص على حدة بالاشتراك مع ممثلين عن الهيئات التعليمية والتقنية “القطاع العام – المشترك – الخاص” ذات العلاقة وترفع إلى المجلس الأعلى لإقرارها على أن تراعي في وضعها أسس منها ضرورة وجود دراسة واقعية للأعمال التي سيوكل أمرها إلى الخريجين وأن تكون هذه الدراسة مستمدة من مختلف القطاعات ومتطلباتها الفعلية لتحدد على هديها المقررات المطلوب تدريسها والموضوعات التفصيلية لكل مقرر، النظرية منها والعملية وأخيراً مستوى الكفاءة اللازمة للخريج وفق التطور العلمي والتقني للقيام بالعمل المطلوب وأن يعطى للتدريب العملي دوماً النصيب الأوفى من الاهتمام وأن ترتبط موضوعاتها بخطط التنمية والاقتصاد الوطني كما وأن المادة 22 من اللائحة الداخلية قد خصصت المقررات التخصصية التطبيقية التي تشكل الجزء التطبيقي الرئيسي في الخطة الدراسية نسبة لا تقل عن 60% من عدد الساعات الكلي في الخطة كما وأن دراسة المناهج والخطط الدراسية واقتراح تعديلها أمر متاح ومنوط بمجلس المعهد ورئاسة القسم فيه ” بحسب توفر الكوادر المختصة لترفع وتدرس من خلال اللجنة الفنية التخصصية في وزارة التعليم العالي ليصار إلى إقرار تعديلها عند توفر الأسباب الموجبة والمبررة، ومن ناحية التجهيزات فإن موازنة المعاهد المخصصة تشتمل على بنود للصيانة والترميم والمواد الثابتة ولوازم المخابر ووزارة الصحة تقوم أيضاً بالتعاون مع بعض الشركاء بتأمين ما يلزم للعملية التعليمية وفق الإمكانيات المتوفرة كاستحضار بعض التجهيزات الجديدة ” مثفلات- أجهزة عرض- أجهزة مشي كهربائي- أجهزة أشعة نقالة – مجاهر ضوئية – أجهزة حاسب…” .
ولفت مدير المهن الصحية إلى أن قرارات الاستضافة التي تصدر عن وزارة التعليم العالي للطلاب من باقي المحافظات التي تعرضت للهجمة الإرهابية الشرسة أدت إلى زيادة أعداد الطلاب في المعهد وأثرت بشكل سلبي إلى حد ما على التدريب العملي وأدت إلى عدم استيعاب أماكن التدريب العملي لتلك الأعداد الكبيرة من الطلاب وهذا الأمر استثنائي وتتم معالجته تباعاً لدى عودة الأمن والاستقرار لتلك المحافظات فمثلا تحرير قواتنا الباسلة لمدينة دير الزور سيقود إلى عودة الطلاب وذويهم إلى المعهد في تلك المحافظة، علماً أن الاختصاصات الموجودة في معاهد التقاني الصحي بدمشق هي ” أشعة – تخدير – صيدلة – مخابر – أطراف صناعية – معالجة فيزيائية – صيانة أجهزة طبية وصحية عامة، ويبلغ عدد خريجي المعهد للعام الدراسي 2016- 2017 هو 274 طالب، في حين يبلغ عدد طلاب السنة الأولى في المعهد 560 طالب ، بينما عدد طلاب السنة الثانية 646 طالب .
من جهتها أكدت الدكتورة سمر قبلان محاسبة الإدارة في وزارة الصحة أن خريج المعهد الصحي اختصاص معالجة فيزيائية يستحق تعويض 75 % طبيعة عمل شريطة قيامه بالعمل.