مجلة نيويورك: ترامب خطر كبير على الولايات المتحدة
يعيش العالم منذ عام ونيف حالة غليان غير مسبوقة، نتيجة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعسفية، حيث قام خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً بإصدار مجموعة من القرارات المثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي، فمن قانون الهجرة الذي منع فيه مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، إلى بناء جدار عازل على الحدود مع جارته الجنوبية المكسيك، إلى قراره الجنوني بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وصولاً إلى قراره الأخير بفرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من الألمنيوم والصلب، تتوالى حفلات ترامب الجنونية التي لا تفسّرها إلا طبيعة الرجل المافيوية التي تتعامل مع السياسة بلغة المال، حيث أكدت مجلة نيويورك الأمريكية أنه يستغل نفوذه كرئيس للولايات المتحدة لخدمة مصالحه الشخصية وزيادة ثرائه الفاحش، ويتعاون من أجل تحقيق ذلك مع سياسيين وأنظمة تبجّح بالوقوف ضدها وانتقادها خلال حملته الانتخابية بما فيها النظام السعودي. ونشرت المجلة في عددها الصادر أمس الأول سلسلة تقارير حول الفساد المستشري في البيت الأبيض تحت إدارة ترامب، ووضعت على أحد هذه التقارير صورة ترامب “بأنف خنزير”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تشهد في تاريخها رئيساً يستغل منصبه مثل ترامب.
وأوضحت المجلة أن رجل الأعمال ترامب استمر في العمل وفقاً لمصالحه الشخصية حيث تسابق دبلوماسيون ومسؤولون في أنظمة دكتاتورية على الحجز في فنادقه الخاصة من أجل عقد المؤتمرات والاجتماعات، ومنها النظام السعودي الذي حجز غرفاً في أحد فنادق ترامب لمدة خمسة أشهر بكلفة 270 ألف دولار في الليلة الواحدة، واعتبرت أن ترامب يمثل “خطراً كبيراً” على الولايات المتحدة، مؤكدة أن مسؤولية الفساد المستشري في البيت الأبيض تقع على عاتقه.
وكان استطلاع للرأي أجري في شباط الماضي بالتعاون مع 170 من الخبراء السياسيين حول تقييم أداء الرؤساء الأمريكيين ونقلته مجلة نيوزويك الأمريكية، كشف أن ترامب كان الأسوأ بين جميع الرؤساء حيث تذيّل القائمة التي تشمل أربعين رئيساً بحصوله على 12.34 بالمئة.
وفي إطار الحرب التجارية التي أطلقها ترامب ضد شركائه التجاريين في العالم، دعت الصين الولايات المتحدة أمس إلى إلغاء التدابير الحمائية التي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بما يتيح إعادة التجارة الثنائية للمنتجات ذات الصلة إلى طبيعتها.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان لها: إن” التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الواردات من عدد من الدول تمثل إساءة استخدام لبند الاستثناء الأمني لمنظمة التجارة العالمية، وتتعارض بشكل جدي مع مبدأ عدم التمييز في نظام التجارة المتعدد الأطراف”.
وكانت وزارة المالية الصينية أعلنت في وقت سابق أمس، أن بكين قررت فرض تعريفات جمركية إضافية تصل إلى 25% على 128 منتجاً أميركياً، من بينها لحوم الخنازير المجمدة، بالإضافة إلى النبيذ والفواكه والمكسرات، ردّاً على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من الصين من الألمنيوم والصلب.
ودعت الصين، في البيان نفسه، الولايات المتحدة إلى الإسراع في العدول عن انتهاك قوانين منظمة التجارة العالمية، معربة عن أملها في عودة العلاقات التجارية مع واشنطن إلى سابق عهدها بأسرع وقت، محذرة الولايات المتحدة من فتح أبواب جهنم والتسبّب في سلسلة من الإجراءات الحمائية عبر العالم، كما دعت في وقت سابق الولايات المتحدة إلى “وقف الترهيب والهيمنة الاقتصادية”، مبدية في الوقت نفسه استعدادها للتفاوض من أجل تفادي حرب تجارية.