منذر: أمريكا وبريطانيا وفرنسا امتهنت التضليل للهيمنة على العالم
خلال جلسة في مجلس الأمن أمس خصصت لبحث الوضع في سورية أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر أن سورية أوفت بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وكذلك التزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013، لكن نرى بعضاً من أعضاء مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا امتهنت فن الخداع والتضليل لتنفيذ سياساتها في الهيمنة على العالم والعودة به إلى عهود الاستعمار والانتداب والوصاية. وفيما أكد مندوب روسيا الدائم أن استنتاجات آلية التحقيق المشتركة حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية مسيسة وتقوض سمعة التحقيق الدولي، أكد المندوب الصيني ضرورة أن يكون هناك تحقيق محايد بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وفي التفاصيل، قال منذر خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية: لقد حرصت سورية دوماً على تقديم كل أشكال التعاون المطلوب والتعامل بكل إيجابية وشفافية ومرونة لتنفيذ التزاماتها وذلك في ظل تحديات كبيرة ووضع أمني صعب ومعقد واستفزازي ناتج عن السلوك المعادي الذي قامت به بعض الإطراف الإقليمية والدولية، مبيناً أن الحكومة السورية حققت إنجازاً غير مسبوق في تاريخ المنظمة من خلال إنهاء البرنامج الكيميائي السوري بزمن قياسي وإلى غير رجعة الأمر الذي أكدته البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية في تقريرها المقدم إلى مجلس الأمن في حزيران 2014، وأضاف: لكن للأسف فبدلاً من الإشادة بما قامت به الحكومة السورية نرى بعضاً من أعضاء مجلس الأمن وأعني هنا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا امتهنت فن الخداع والتضليل لتنفيذ سياساتها في الهيمنة على العالم والعودة به إلى عهود الاستعمار والانتداب والوصاية.
وأضاف منذر: إننا نذكر أعضاء مجلس الأمن بأن آلية التحقيق المشتركة رفضت زيارة مسرح الحادث في خان شيخون وقامت بالاعتماد على أقوال المجرمين الذين ارتكبوا هذا العمل اللا أخلاقي في خان شيخون وعلى شهود مشبوهين قدمهم الإرهابيون لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولآلية التحقيق إضافة لما قامت به الآلية بتسميته المصادر المفتوحة بشكل يفضح هزلية التحقيق الذي افتقد الحد الأدنى من المصداقية والشفافية. وجدد منذر تأكيد الحكومة السورية أن الجيش العربي السوري لم يستخدم أي سلاح كيميائي ولم يعد يمتلكه أصلاً لا بل أن الجيش العربي السوري والمدنيين السوريين كانوا هدفا لاستخدام السلاح الكيميائي والمواد الكيميائية والسامة ومنها غاز الكلور من قبل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان والكيانات المرتبطة بهما في أماكن متعددة من سورية وذلك ضمن ما تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية من إعمال إجرامية وإرهابية في سورية والمنطقة.
وأشار منذر إلى أن بعثة الأمم المتحدة التي زارت مدينة الرقة منذ أيام لتقييم الأوضاع فيها وجدت أنها مدمرة بالكامل وهذه هي إحدى نتائج العدوان الذي شنته قوات ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على المدينة وأماكن أخرى في سورية فعن أي مصداقية تتحدثون أمام هذه المجلس.
وأكد منذر أن ما تسمى “المبادرة الفرنسية.. الشراكة ضد الإفلات من العقاب في استخدام الأسلحة الكيميائية” هي التفاف على آليات الشرعية الدولية ومحاولة لإيجاد آلية مسيسة بامتياز الهدف منها تحقيق أجندات دول تسعى لاتهام الحكومة السورية بأي ثمن وهدفها ليس منع الإفلات من العقاب بل إنقاذ الجناة الحقيقيين في استخدام الأسلحة الكيميائية، وجدد منذر تأكيد الحكومة السورية على استمرارها في تنفيذ جميع تعهداتها التي التزمت بها حين انضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وفي حربها على الإرهاب التي لن تتوقف تحت تأثير أي ابتزاز سياسي أو إعلامي أو استغلال رخيص لدماء الأبرياء في سورية.
من جهته استغرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة إصرار مجلس الأمن في الاعتماد على مصادر مرتبطة بالمجموعات الإرهابية حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية، لافتاً إلى أن المجموعات الإرهابية لديها القدرة على شن الهجمات الكيميائية، وأشار إلى أن هناك مجموعة من البلدان لا تزال تعمل على توجيه الاتهامات السخيفة للحكومة السورية بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي دون أي أدلة أو براهين وذلك انطلاقاً من دوافع سياسية.
ولفت المندوب الروسي إلى أن بلاده قدمت مقترحا لإنشاء آلية تحقيق جديدة باستخدام المواد الكيميائية موضحاً أن هذا الاقتراح يخول الأمين العام للأمم المتحدة اختيار أعضاء محايدين لهذه الآلية على أساس التمثيل الجغرافي الأوسع نطاقاً وتتمثل أساليب عملها بالوصول إلى موقع استخدام المواد الكيميائية وجمع العينات ومقابلة الشهود.
بدوره أكد المندوب الصيني لدى مجلس الأمن ضرورة أن يكون هناك تحقيق محايد بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، مبينا أن المقترح الروسي لإنشاء آلية تحقيق جديدة له أهمية بالغة ومن الضروري أن يتم دعمه من بقية أعضاء مجلس الأمن، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده للدفع نحو عقد جولة جديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف بأقرب وقت، معرباً في الوقت ذاته عن ترحيب بلاده باللقاء الثلاثي الذي جمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا في أنقرة ودور هذا اللقاء بتعزيز عملية جنيف لحل الأزمة في سورية.