واشنطن تغرق في تناقضاتها.. وترامب يحوّل الجيش الأمريكي مرتزقة لخدمة ابن سلمان
غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً عزمه سحب القوات الأميركية من سورية، معترفاً بأن هذا الوجود “مُكلف ويفيد دولاً أخرى أكثر”، أكد دان كوتس رئيس الاستخبارات الأميركية أن الإدارة الاميركية اتخذت قرارها بشأن وجود القوات الأميركية في سورية وسيعلن قريباً، بينما ناقضه مسؤول آخر ولفت إلى أن الرئيس الأميركي وافق على إبقاء القوات لفترة أطول، لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبياً.
وقال كوتس، غداة اجتماع في البيت الأبيض حول هذه المسألة، “سيكون هناك بيان في وقت قريب حول القرار الذي تمّ اتخاذه”، إلا أنه لم يكشف مضمون القرار أو موعد إعلانه.
وكان ترامب، وبلغة الصفقات التي يتقنها، ساوم نظام بني سعود على دفع فاتورة إبقاء قواته التي تحتل أجزاء من الأراضي السورية، بعد أن أعلن أنه سيسحبها، بينما طلب ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان الإبقاء عليها، وذلك استكمالاً للدور السعودي في دعم وتمويل الإرهاب في سورية.
يذكر أن وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أكثر من مرّة أن وجود القوات الأمريكية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وفي ردّ على تلك الصفقة السوداء بين ترامب وابن سلمان، أكدت مجلة “ذي أمريكان كونسرفاتف” أن تصريحات ترامب بهذا الخصوص تجعل من الجيش الأمريكي “مرتزقة” يخدمون النظام السعودي، وقالت: “إن حماية حياة الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية لاتهم ترامب على ما يبدو مادام هناك من يعرض دفع الثمن”، مشيرة إلى أن “هذا يعني أن ترامب يعتقد أن خدمات الجيش الأمريكي متاحة للاستئجار من قبل زبائننا المستبدين في حال قدّموا قدراً كافياً من المال”، معربة عن المخاوف من أن ترامب سيتخذ قراره حول هذا الموضوع انطلاقاً من “اعتبارات هي أكثر خبثاً”.
وكانت مجلة نيويورك الأمريكية أكدت أن ترامب يستغل نفوذه كرئيس للولايات المتحدة لخدمة مصالحه الشخصية وزيادة ثرائه الفاحش، ويتعاون من أجل تحقيق ذلك مع سياسيين وأنظمة كان يتبجح بالوقوف ضدها وانتقادها خلال حملته الانتخابية بما فيها النظام السعودي.