حرستا تحتفي بالانتصار.. وخلافات إرهابيي “جيش الإسلام” تؤخر إخراجهم من دوما
بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في قرى وبلدات الغوطة الشرقية بعد أن نفضت عنها غبار الإرهاب وتعمل الجهات المعنية على تأمين جميع المستلزمات للأهالي وإصلاح البنى التحتية من شبكات ماء وكهرباء ومدارس.
واحتفاء بالنصر على الإرهاب شهدت مدينة حرستا تجمعاً جماهيرياً شاركت فيه فعاليات فنية وأهلية وأنشد المشاركون أغاني وطنية تمجد بطولات الجيش وتفخر بدماء الشهداء الطاهرة التي روت تراب الوطن. وبسبب احتدام الخلافات بين إرهابيي جيش الإسلام تأخر إخراج الدفعة الرابعة من إرهابيي التنظيم وعائلاتهم وذلك ما اضطر الحافلات المحددة لنقلهم إلى مغادرة المدينة والتوجه إلى محيط ممر مخيم الوافدين.
وفي التفاصيل، تم أمس سحب الحافلات من داخل مدينة دوما بهدف الابتعاد عن الخلافات الداخلية بين إرهابيي “جيش الإسلام” وتركهم لحل خلافاتهم بأنفسهم. وأكد موفد سانا إلى ممر الوافدين أن تأخر إخراج الدفعة الرابعة منهم إلى جرابلس يعود إلى هذه الخلافات فقط، مبيناً أن اتفاق إخلاء مدينة دوما من الإرهابيين لم يتوقف مشيراً إلى أن الحافلات تقف قرب حاجز الجيش العربي السوري بانتظار العودة لاستكمال إخراج إرهابيي “جيش الإسلام” بعد حل خلافاتهم الداخلية، وأوضح أن عدداً كبيراً من الحافلات يتجمع على اوتستراد حرستا مقابل المخيم تمهيداً لدخولها إلى دوما لتقل أعداداً إضافية من الإرهابيين وعائلاتهم إلى نقطة تجمع على الأوتستراد لنقلهم بشكل جماعي إلى جرابلس.
ولفت الموفد إلى أن عملية إخراج الإرهابيين وعائلاتهم مستمرة من مدينة دوما وسيسلم الإرهابيون أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة إضافة إلى تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في المدينة وتسليم المختطفين من المدنيين والعسكريين وجثامين الشهداء تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليها.
واحتفاء بالنصر على الإرهاب شهدت مدينة حرستا تجمعاً جماهيرياً شاركت فيه فعاليات أهلية وفنية وحشد من أهالي المدينة. وأنشد المشاركون في التجمع الجماهيري أغاني وطنية تمجد بطولات الجيش العربي السوري وتفخر بدماء الشهداء الطاهرة التي روت تراب الوطن وسط حضور كثيف من أهالي حرستا وعدد من العسكريين الذين يقومون على حماية الأهالي والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وأكد الفنانون أن زيارتهم إلى مدينة حرستا بعد سنوات عانت فيها من اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي اتخذت أهلها دروعاً بشرية هدفها الوقوف مع المواطنين الذين صمدوا وتمسكوا بوطنهم وبث الأمل في نفوس الأهالي ودعوتهم إلى العودة إلى منازلهم للتعاون مع الجهات المعنية لإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة التي طالما كانت عنوانا للحياة الآمنة.
ولفتوا إلى أن تضحيات الجيش العربي السوري ودماء الشهداء الطاهرة تصنع الانتصار تلو الانتصار وأن الابتسامات التي ارتسمت على شفاههم والسعادة التي ابتهجت بها قلوبهم لم تكن لولا بطولات الجيش في حربه ضد الإرهاب مؤكدين أن حناجرهم وآلاتهم الموسيقية ستغني وتعزف دائماً للنصر الذي كتب بدماء الشهداء الطاهرة. وعبر الفنانون عن عظيم شكرهم لرجال الجيش العربي السوري الذين اجترحوا المعجزات في معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن عزة الوطن وكرامته.
بدورهم عاهد عدد من رجال الجيش العربي السوري الله والوطن وقائد الوطن وأبناء سورية على المضي قدماً في الدفاع عن الوطن حتى تطهير آخر شبر منه من رجس الإرهاب مضحين بأرواحهم ودمائهم في سبيل ذلك.
وبعد انتهاء وحدات الجيش من تمشيط المدينة وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين دخلت الورشات الخدمية للبدء بترميم ما خربته المجموعات الإرهابية تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليها.
وكغيرها من سائر بلدات الغوطة الشرقية التي نفضت عنها غبار الإرهاب بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وبطولاته بدأت بلدة كفر بطنا بالتعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل متسارع حيث بدأت ورشات الكهرباء بعمليات إصلاح وتأهيل الشبكات والمحولات الكهربائية بالتوازي مع إيصال جميع المواد الأساسية إلى الأهالي في البلدة.
وتعمل الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق على إزالة الأنقاض من الشوارع لتسهيل دخول الآليات والسيارات والورشات للقيام بعملها تمهيداً لإعادة البنية التحتية والحياة الطبيعية لشوارع بلدة كفر بطنا وجاداتها السكنية حيث أشار نائب محافظ ريف دمشق راتب عدس إلى أن التنظيمات الإرهابية ألحقت أضراراً كبيرة في البنى التحتية والمراكز الخدمية في بلدات وقرى الغوطة الشرقية ومنها كفر بطنا التي باشرت فيها ورشات الصيانة التابعة لشركة كهرباء ريف دمشق عملها في إصلاح وتأهيل شبكات الكهرباء وملحقاتها، ولفت إلى أنه تم تشكيل فريق عمل لمتابعة مراحل العمل وتقييمها وتأمين الغذاء والدواء والعناية الطبية والمياه والإصحاح والخدمات الفنية التي تتعلق بالعمران وتم تشكيل فرق على مستوى الوحدات الإدارية لتقييم واقع المخططات التنظيمية وحالة الأبنية السكنية والمنازل لتحديد التي بحاجة لترميم أو إعادة بناء إضافة لوضع هيكلية جديدة وبرامج للمخططات التنظيمية.
وقد لعب الأهالي في بلدة كفر بطنا دوراً مهماً بتحرير بلدتهم حيث قاموا بمساندة الجيش العربي السوري عبر طرد الإرهابيين منها ليقوم الجيش على الفور بتأمينهم داخل منازلهم حيث ما يزال يقطن في البلدة ما يزيد عن 12 ألف مواطن بحسب نائب محافظ ريف دمشق إضافة إلى وجود أكثر من 150 ألفاً في قرى وبلدات حزة وسقبا وحمورية وجسرين وعين ترما وزملكا، مشيراً إلى أنه رغم الدمار الكبير والأضرار التي لحقت في بلدة كفر بطنا إلا أن التنظيمات الإرهابية لم تستطع النيل من إرادة الأهالي منوهاً بصمودهم في ظل سطوة الإرهابيين الذين اتخذوهم دروعاً بشرية، ولفت عدس إلى أنه ستتم تسوية أوضاع من تخلف عن الخدمة الإلزامية ومن يرغب بالالتحاق في صفوف الجيش العربي سيكون له ذلك مؤكداً أن الغوطة ستعود أجمل مما كانت بهمة أهلها وجهود الجهات المعنية موجهاً التحية للجيش العربي السوري الذي قدم الشهداء دفاعاً عن كرامة سورية وعزتها.
وبالتوازي مع عمل ورشات إصلاح البنى التحتية يواصل مركز ناحية كفر بطنا عمله في تعزيز الأمن والاستقرار في البلدة حيث أشار مدير الناحية الرائد غيث اليونس إلى التحسن الكبير في الوضع الإنساني والأمني في الغوطة الشرقية وجهود مؤسسات الدولة التي أمنت لهم الطعام والإصحاح والعناية الطبية فور إعادة الأمن والاستقرار إليها بفضل بطولات الجيش العربي السوري، لافتاً إلى الارتياح الكبير الذي لمسه عند الأهالي وتجاوبهم مع الجهات المعنية منذ اللحظات الأولى لإعلان تطهير البلدة من رجس الإرهاب، مبيناً أنه يتم العمل وفق خطة متكاملة لإعادة المحكمة والسجل المدني والاتصالات وجميع مقومات الحياة التي فقدتها الناحية خلال وجود المجموعات الإرهابية فيها.
وخلال قيام سيارة تابعة للمؤسسة السورية للتجارة أوضح المهندس يوسف العقلة معاون مدير فرع ريف دمشق أنه يتم بيع المواد الغذائية والسلع المتنوعة للأهالي عبر 4 سيارات جوالة يومياً إضافة إلى سيارات تبيع اسطوانات الغاز المنزلي وأخرى تبيع المنظفات، لافتاً إلى أنه يتم العمل على تأهيل صالة المؤسسة لافتتاحها في الأيام القليلة القادمة.
من جهتهم طالب الأهالي بالإسراع في عودة السجل المدني إلى مركز الناحية من أجل تسجيل الولادات التي حصلت في السنوات السابقة خلال حصار الإرهابيين للغوطة وعودة المحكمة من أجل تحصيل حقوق المواطنين وحماية ممتلكاتهم والتبليغ عن سرقات واعتداءات الإرهابيين عليهم وعلى ممتلكاتهم وتنظيم ضبوط الأضرار التي لحقت بها.
على صعيد متصل أكد رئيس بلدية زملكا محمد غرة أن مدارس البلدة جاهزة لاستقبال الطلاب بعد مدها بالتجهيزات والمستلزمات المدرسية والمقاعد وغيرها لافتاً إلى أن البلدة كانت تضم ست مدارس قبل الحرب تستقطب 15 ألف طالب، وأشار إلى أن العديد من الطلاب في زملكا كانوا يذهبون إلى مدارس حزة الرسمية لمواصلة تعليمهم كونها لم تغلق طوال فترة الأزمة وكان المدرسون يتقاضون رواتبهم من وزارة التربية أما القسم الباقي من الطلاب أجبروا على دخول المدارس التي أحدثتها التنظيمات الإرهابية التي كانت تسيطر على البلدة.
وبين غرة أن المديريات المعنية في محافظة ريف دمشق ستبدأ اعتباراً من الأسبوع القادم بزيارة البلدة لتحديد مختلف احتياجاتها ومستلزماتها من المواد التموينية والمعيشية والخدمية للأهالي المتواجدين في البلدة والبالغ عددهم نحو 4800 فرد أي ما يعادل 750 عائلة داعياً إلى تفعيل عمل البلدية وإعادة تأهيل مقرها وإرسال الآليات اللازمة لترحيل الأنقاض والقمامة وفتح الطرقات التي ما يزال أغلبها مغلقاً.
ولفت رئيس البلدية إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وعدت بمد فرن البلدة بكميات كافية من الطحين والمازوت ومولدة بعد أن تم تجهيزه ليبدأ بالإنتاج مباشرة وخلال أيام سيتم افتتاح مقر جديد للسورية للتجارة لتأمين جميع احتياجات السكان من المواد التموينية والمعيشية والخضراوات وغيرها علماً أن المؤسسة أرسلت سيارة متنقلة للبيع المباشر تحتوي على مختلف المواد التي يحتاجها المواطن.
وبين غرة أن المياه متوفرة حالياً في البلدة نظراً لانتشار عدد من الآبار التي تعتمد على المضخات الضاغطة كما تم إدخال سيارة لمياه الشرب وأخرى للخبز وتأمين كمية من اسطوانات الغاز، مؤكداً أن هناك عيادة متنقلة أدخلتها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تقدم الأدوية والعلاج للمرضى داعياً إلى ضرورة رش البلدة بالمبيدات نظراً لانتشار الأوبئة نتيجة تراكم جثث الحيوانات من الأبقار والأغنام وغيرها.
إلى ذلك بين الموجه التربوي في مجمع الكسوة فيصل العابد أن مديرية التربية في ريف دمشق شكلت فريقاً لدعم الأهالي وأطفال الغوطة الشرقية الخارجين من تحت ظلم وحصار التنظيمات الإرهابية المسلحة من خلال تأمين كل مستلزمات العملية التعليمية واحتياجات الطلبة من كتب وقرطاسية وغيرها لمتابعة ما فاتهم، وأشار إلى أن مديرية التربية تعمل على إعداد برنامج لإعادة تأهيل الكادر التدريسي من جديد من خلال التركيز على الجانب الوطني والأخلاقي والتوعوي التعليمي لإعادة بناء هذا الجيل من الأطفال وإخراجه إلى النور والأمان والعلم والتقدم.
رئيس المجلس البلدي في الحرجلة عبد الرحمن الخطيب أوضح أن هناك توجيهاً من قبل المحافظة لإحداث مدارس ضمن مراكز الإقامة المؤقتة نظراً لبعد المدارس عن مكان إقامة الأطفال لهذا يتم العمل بالوقت الحالي على تجهيز غرف صفية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونيسيف لإقامة 25 كرفانة صفية تستوعب الطلاب على فترتين تبدأ من الساعة السابعة صباحاً وتنتهي بانتهاء الدوام المسائي مؤكداً أن المباشرة فيها سيتم الاثنين القادم. ويصل عدد الطلاب الوافدين إلى مركز الإقامة المؤقتة بالحرجلة إلى أكثر من 8800 طالب وطالبة.
سياسياً، بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية رمزي عز الدين رمزي تعزيز التعاون بين روسيا والأمم المتحدة لحل الأزمة في سورية وآفاق التسوية فيها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: جرى خلال اللقاء تبادل للآراء حول الوضع في سورية وافاق سير عملية التسوية السياسية على أساس القرار 2254 ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد في مدينة سوتشي.
بدوره أعلن نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين أن روسيا مستعدة لتنسيق الجهود مع الأمم المتحدة من أجل حل المشاكل الإنسانية في سورية، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: “إن فومين بحث على هامش مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي مع رمزي الأوضاع في سورية وجرى التأكيد في الاجتماع على الاستعداد لتنسيق الجهود بين الطرفين بشكل أكبر لحل المشاكل الإنسانية في سورية”، وأشارت إلى أن فومين أطلع رمزي على الجهود التي يبذلها الجانب الروسي من أجل تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سورية، لافتة إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة الاتصالات لمناقشة جميع جوانب عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية.