خطط ورؤى فتحت الشهية على المشروع “الحلم” اللاذقية تنتظر برامج ومشروعات تكرّس السياحة وتحيي الواجهة البحرية والملاحية
اللاذقية – مروان حويجة
أكثر ما تحتاجه اللاذقية تكريس طابعها السياحي البحري الذي لا تزال معالمه غير مكتملة رغم كل ما استغرقه هذا الطابع من خطط ورؤى وأفكار فتحت الشهية على هذا المشروع الواسع “الحلم” الذي لا يمكن أن يتحقق بين سنة وأخرى بل يتطلب سنوات.
وعلى مدى عقود ماضية لم يغب هذا الطابع عن الاهتمام لكنّه بقي دون الطموح، حيث لم تحمل تلك السنوات معها إلاّ الدراسات والتصورات التي استشرفت آفاق هذا الطابع البديهي في محافظة سياحية بحرية شاطئية كان ينتشر على منصفّات شوارعها الرئيسية النخيل الذي يصعب على كثير من أبناء اللاذقية وزائريها معرفة الدلالة الإيحائية لهذه الشجرة في مدينة بحرية شاطئية في وقت تفتقر فيه إلى سوق للمهن البحرية وأدوات الصيد ومتحف للأحياء البحرية وتغيب عنها أسواق الحرف الشعبية المرتبطة بالبحر والشاطئ والصيد وكما تضيق على شاطئها مناطق السياحة الشعبية، وأما السوق النموذجية للأسماك فلا تزال في عداد التخطيط المستقبلي.
وإذا كانت الجهات المعنية تستدرك حالياً هندسة وتشذيب وتقليم المسطحات الخضراء والمنصفات الطرقية ببدائل تقارب الطابع السياحي البحري لمدينة اللاذقية فإن ما تنتظره اللاذقية من لمسات تحسينية تجميلية داعمة لطابعها السياحي وغطائها الأخضر لا يزال كثيراً وبما في ذلك مفردات ومكونات الصناعة البحرية الصديقة للبيئة ومشروعات التنمية الشاطئية لتتوازى مع مشروعات التنمية الريفية وإحياء الحرف التراثية التقليدية وإعادة إحياء مشروعات داعمة للواجهة البحرية كإعادة تأهيل الحوض القديم للمرفأ سياحياً وتأهيل كورنيش المدينة ومشروعات جمالية سياحية شعبية مولّدة لفرص العمل ولتشجيع حركة السياحة الشعبية في الوقت الذي لا يحتضن الساحل السوري أية معالم للصناعة البحرية التي تعد ركيزة أساسية لتنمية المناطق الساحلية بدعم الحرف المرتبطة بالبحر والصيد والمراكب والملاحة وتشجيع مشروعات استثمار الثروة السمكية وحماية وتنمية الأحياء البحرية ودراسة المحميات الطبيعية الشاطئية لتأخذ طريقها إلى التنفيذ، ما من شأنه دعم الطابع السياحي الشاطئي والزراعي الأخضر بآن معاً وصولاً إلى بيئة استثمارية غنية بمواردها ومنتجاتها وبعدد المشتغلين بها، وعندها يكون شاطئ اللاذقية الجميل هو الرابح الأكبر تنموياً وسياحياً وملاحياً واقتصادياً واستثمارياً وبيئياً واجتماعياً.
ومن الأهمية بمكان أن تكون الأولوية للتوسع بمراكز وأسواق الحرف التراثية والصناعات اليدوية التقليدية بعد الانتشار الواسع للمنتجات الريفية والبيئية والمشغولات اليدوية التي أخذت تحظى بدعم واضح بهدف توسيع انتشارها في مختلف مناطق محافظة اللاذقية، ومما يدعو للاهتمام أن النجاح اللافت والواضح الذي حققته المعارض والمهرجانات التراثية أن تحفّز بما عرضته من منتجات يدوية نحو التوجّه لدراسة أسواق حرفية تراثية يدوية لدعم الحرف اليدوية المرتبطة بالتراث لما تشكله هذه الحرف من إحياء للذاكرة التراثية والتعريف بغنى التراث الحضاري لسورية ولتكون الأسواق التراثية مقصداً أساسياً لكل المهتمين بالمصنوعات والمنتجات والمهن التراثية، إضافة إلى جذب الزوار والسياح، حيث تتيح السوق التراثية اطلاع الزائرين على المهن والمصنوعات المرتبطة بالذاكرة الشعبية وبتراث المدينة وأشكال وألوان النشاط البشري الذي تتميز به اللاذقية كمدينة بحرية شاطئية.