انتشار مرض الحصبة.. ومديرية الصحة تستنفر كوادرها

زار عشرات المواطنين من بلدة تل حميس وريفها العديد من النقاط الطبية، والهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني، وكشفت جميع الجهات الطبية، وحتى الأهالي، بأن المرض لم يسبق أن انتشر بهذه الأرقام التي تتحدث عنها المرجعيات الطبية، بما في ذلك المشفى الوطني بالقامشلي، حيث أكد الدكتور عمر العاكوب، مدير المشفى، استقبال أكثر من 10 حالات خلال الفترة الماضية، تم تقديم جميع الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات المرضية، والأهم أن التنسيق في أعلى درجاته بين المشفى ومديرية الصحة، وأنه في الحالات المرضية التي تصلنا يتم إرسال بيانات المريض، وما يلزم من إجراءات إلى المديرية، وهي بدورها تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشار الدكتور محمد رشاد خلف، مدير صحة الحسكة، إلى إصابة عدد من المواطنين بمرض الحصبة، بأرقام متفاوتة من منطقة لأخرى في المحافظة، حيث ظهرت حالة وحيدة في حي من أحياء الحسكة، وعدة إصابات بأحياء أخرى، وكذلك في القامشلي، مع عدم وجودها في أحياء أخرى، وخلوها حتى اليوم في بعض المناطق كبلدات: عامودا، والقحطانية، والجوادية، وغيرها، المتابعة يومية وبشكل كبير مع النقاط الصحية والطبية المنتشرة على مستوى المحافظة بهدف حصر الإصابات، ومتابعتها، وعلاجها، كون المرض معدياً، وهنا تكمن خطورته، طبعاً لابد من الإشارة إلى أن هذه الفترة من السنة بالذات الأرضية مهيأة لانتشار المرض، ومن خلال الإحصاءات والبيانات تبيّن بأن اشتباه المرض لم يستهدف أعمار الأطفال فقط، وإنما ظهر على أشخاص من أعمار كبيرة أيضاً، وسيكون للجميع اهتمام، ومتابعة وعلاج.
بدوره الدكتور نافع ساكير، مدير المنطقة الصحية في القامشلي، لفت إلى أن المرض يعود إلى المنطقة، ويستهدف الأهالي كل ثلاث أو أربع سنوات، أثناء فترة الربيع، والحصبة فيروس معد يحتاج لمتابعة فورية، وإجراءات احترازية خشية العدوى، المنطقة الأكثر انتشاراً هي بلدة تل حميس وريفها الواقعة على الحدود العراقية السورية مباشرة، وتضرر المنطقة بشكل كبير يعود إلى حرمانها من التلقيح لما يقارب الثلاث سنوات أثناء سيطرة داعش عليها، وفتح الحدود مع العراق، تحديداً من عام 2013 وحتى عام 2016، وبما أن العراقيين كانوا محرومين من التلقيح فإنهم نقلوا العدوى إلى أبناء المنطقة، ولكن طوال السنوات الماضية هناك حملات تلقيح لجميع المناطق، وأيضاً بعد تحريرها من الإرهابيين، وقد باشرنا بتجهيز غرفة للتلقيح رغم الدمار الكبير الذي حصل بها من قبل المسلحين، وهناك تلقيح لـ 125 طفلاً بشكل يومي في ذلك المركز، ولابد من الإشارة إلى أن وزارة الصحة أدخلت عمراً جديداً للتلقيح يبدأ من الشهر السابع للمولود حتى الخمس سنوات، بخلاف العمر السابق الذي كان يبدأ تلقيحه من العام ونصف العام، طبعاً هناك متابعة، وتنسيق يومي، وزيارات ميدانية، ومتابعة لجميع الحالات، بالإضافة إلى حملة تلقيح استثنائية ستبدأ مع بداية يوم 22 نيسان الجاري، أما فيما يخص الأرقام فهي في تزايد حتى اليوم، أكثرها في تل حميس، وهي تقدر بمئات الحالات، وبأعمار مختلفة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن حملة الحصبة الأخيرة مع نهاية العام الماضي استهدفت 6500 طفل في منطقة القامشلي، ولأن مرض الحصبة فيروس يظهر دون وجود أية قوة في العالم تستطيع منعه، فقد قررت حكومة فرنسا إضافة حملة لقاح الحصبة ضمن حملات لقاحها، اعتباراً من العام الحالي.
عبد العظيم العبد الله