البعث في ذكرى تأسيسه
إبراهيم شقير
تأتي الذكرى السنوية وسط أحداث وتحديات جسام تواجه الأمة العربية، وتطورات إقليمية ودولية بالغة التعقيد في شكلها ومضمونها، كما تترافق أيضاً مع تحقيق الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية واستعادة أغلب المدن والبلدات من يد هذه العصابات الإرهابية، كما حصل مؤخراً في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق…
وتبرز أهمية الاحتفال بالذكرى لدور الحزب بحضوره الوطني والقومي وتأثيره الفعّال في تشخيص الواقع وتصويب الموقف والرؤية من مجمل قضايا النضال القومي، مستمداً ذلك من دوره الطليعي ونضوج تجربته والتعامل مع الواقع بمرونة وتحمل المسؤولية تجاه القضايا الكبرى الوطنية والقومية، وذلك يعود لصدق المبادىء والقيم والمنطلقات التي وضعها في نظريته الفكري التي قام من أجلها والتي لاتزال تشكل محور قضايا الأمة وتطلعات الجماهير العربية وطموحاتها وهذا ما يدل على تشخيصه الواعي للواقع العربي ومما يحيط به من تحولات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية والتأثير.
من هنا يحتل البعث الصدارة عبر مسيرته النضالية الحافلة بالمحطات البارزة والإنجازات التاريخية العظيمة سواء على الصعيد الوطني أو القومي والتي بدأت بذكرى التأسيس مروراً بثورة آذار والحركة التصحيحية المجيدة وصولاً إلى مسيرة قيادة الرفيق بشار الأسد الأمين القطري للحزب رئيس الجمهورية العربية السورية والعمل على حشد الطاقات والقدرات للدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتصدي للمشاريع الصهيوأمريكية التي تستهدف وجود الأمة ومصيرها، الأمر الذي عزز تنامي دور الحزب وموقع سورية في ساحة النضال العربي وفي دعم المقاومة العربية وعلى المستوى الإقليمي والدولي وفي ظل ما تقدم يمكن لنا فهم وتفسير أبعاد ما تعرضت له سورية خلال السبع سنوات من الحرب الإرهابية التكفيرية الوهابية التي كانت تسعى إلى استهداف الدولة السورية وبنيتها التحتية وبالتالي عزلها عن دورها الريادي على صعيد الساحة الإقليمية والدولية.
غير أن صمود الدولة السورية قيادة وجيشاً وشعباً وبدعم من الحلفاء تم إسقاط ما كان يخطط له في الغرف المغلقة وبالتالي تحقيق الانتصارات المتتالية وهزيمة الإرهاب وداعميه في المال والسلاح سواء من قبل الأنظمة الخليجية الرجعية أو من قبل دول الغرب والكيان الصهيوني.
واليوم وباعتراف العدو قبل الصديق أن سورية البعث بقيادة الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد انتصرت على الإرهاب وهذا ما يجعل من بوابة دمشق كما كانت وستكون تحتل مركز الصدارة ومصدر الأمن والاستقرار في المنطقة وسيعود دورها على المستوى الإقليمي والدولي وإن تحصين الموقف القومي سيبقى ينبع من دمشق البعث جوهر العروبة النابض.