موسكو: لندن تبحث بهذيان عن تأكيدات لاتهاماتها
رداً على مزاعم بريطانيا بأن غاز “نوفيتشوك” المستخدم في تسميم العميل المزدوج سكريبال صنع في مصنع بمقاطعة ساراتوف الروسية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذا يدل على استماتة بريطانيا في العثور على أدلة تثبت صحة مزاعمها التي لا أساس لها، وقال: “لقد علموا في لندن منذ شهر فقط أو ربما أمس بوجود مصنع ما في مقاطعة ساراتوف وتابعوا إلقاء اتهامات بناء على ذلك”، مضيفاً: “إن هذا يظهر مرة أخرى أن الحكومة البريطانية تحاول بهذيان البحث كل يوم عن أي تأكيدات جديدة للدفاع عن موقفها غير المسنود”.
وتابع لافروف: “إن الموقف البريطاني سيبقى بلا سند لحين موافقة بريطانيا على إجراء التحقيق المناسب والنزيه بما يتفق وإجراءات معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وعلى تقديم كل الوقائع دون إخفاء أي تفصيل، ولفت إلى تصميم موسكو على دراسة المعلومات البريطانية غير أن لندن لا تسمح بذلك.
وكانت صحيفة “تايمز” البريطانية زعمت في وقت سابق أن المختبر الكيميائي الذي من الممكن أن يتم فيه تحضير غاز “نوفيتشوك” يقع في معهد للأبحاث العسكرية بمدينة شيخاني بمقاطعة ساراتوف الروسية، وقالت: إن لندن قدمت معلومات بهذا الشأن خلال اجتماع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونتيجة لهذا الاجتماع قررت 28 دولة إبعاد 150 دبلوماسياً روسياً.
واتهمت بريطانيا روسيا بتسميم الجاسوس سكريبال وابنته من دون أن تقدم أي أدلة وهو ما نفته روسيا، مؤكدةً أن هذه المزاعم استفزازية وهدفها سياسي.
وفي اجتماع بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حذّرت روسيا بريطانيا من أنها تلعب بالنار بإلقاء اللوم على موسكو في واقعة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، حيث أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الحملة البريطانية ضد روسيا بشأن تسميم سكريبال ليست صدفة وهدفها الرئيسي تشويه سمعتها وتوجيه الاتهام إليها باستخدام أسلحة دمار شامل للإساءة لدورها في تسوية الأزمة في سورية والتشكيك في موقفها من استخدام الأسلحة الكيميائية هناك، ولفت إلى أن الحجة الرئيسية لبريطانيا حول روسيا كمنشأ للمادة السامة اندثرت تماماً وتمّ دحضها، معتبراً أن تصريحات السياسيين البريطانيين في هذا الشأن تدل على غياب الحرفية وتدهور الثقافة السياسية.
وشدّد نيبينزيا على أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا في تسميم سكريبال وابنته غير مقبولة وغير أخلاقية ونحن مهتمون أكثر من أي جهة أخرى بالكشف عن حقيقة الحادثة ونطالب بإجراء تحقيق مستقل فيها بصفتنا دولة عضواً في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وانطلاقاً من التزامات بريطانيا تجاه قواعد المنظمة، وعبّر عن استغرابه من قيام بريطانيا بتحديد هوية المتهم قبل البدء بالتحقيقات ومن مسارعة فرنسا إلى مساعدتها دون أي قواعد في اتهاماتها المزعومة، قائلاً: “إن هذه التلفيقات التي هي بمثابة تكرار أكاذيب حتى يتم تصديقها فيها استفزاز واضح وصريح وتقف خلفها استخبارات بعض الدول”.
وقال نيبينزيا: “قمنا بتعميم مذكرة تحتوي على معلومات مثيرة للاهتمام يجب الاطّلاع عليها، وعلى الأمم المتحدة التعاون بشكل كامل حول قضية سكريبال وعدم فعل ذلك يعتبر محاولة لإخفاء الحقائق ولو غيرتم هذا النص فإن ذلك يعني أنكم تلعبون “لعبة قذرة”.
في الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على 14 شركة ومؤسسة روسية وعدد من رجال الأعمال والمسؤولين الروس، بينهم سكرتير مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف وقائد قوات الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف وغيرهم.
واعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن فرض عقوبات أمريكية جديدة لن يؤدي إلى قطع الاتصالات مع الأمريكيين، وقال: “أعتقد أنها مسألة خاصة بهم.. أنا زرت الولايات المتحدة أكثر من مرة، وفرضهم لعقوبات ما لا يعني أننا لن نتواصل معهم. وهناك دول أخرى، يمكن أن نتواصل فيها ونحل القضايا هذه”، وأشار إلى أنه ومسؤولين روس آخرين يمارسون نشاطات دولية على الرغم من فرض العقوبات.
وبشأن رجال الأعمال الروس الذين تم فرض عقوبات عليهم، أعرب باتروشيف عن اعتقاده بأنهم سيتمكنون من إيجاد طرق للتعويض عن الخسائر، وأضاف: “إن ما يحدث في هذا الصدد يوفر إمكانيات جيدة لتطوير التعاون مع دول أخرى، غير الولايات المتحدة”.