ولتكن لنا إشراقة حلم
.. ولتكن لنا إشراقة حلمٍ، ولِتكن قهوتنا, صباح مشرق لا تزوره الاعتيادية، ولِيكن الحلم هو الرواية المُثلى التي تُكتب بأقلامنا, وتُرسم حيث نبتغي أن نرسمها حقاً، ولِيكن لنا إشراقات أخرى, تبتسم لنا في ماهية الحلم، في ماهية الرواية التي تزور خيالنا, وتجلس على ذواتنا المُشتاقة, على حافة وجعٍ تقادم عمره, تقادم نبضه, تقادم سرّه في حقلة أسرارنا, حتى غدا الجلاء الذي ننتظره ليس فيه مرحى على جودة أعمالنا، أو جودة آمالنا, ونحن ما نزال نمتهن في شوارعٍ أصبحت ضيقة الزاوية, الذكريات تبدو وكأنها تكُن في يومٍ من الأيام، لم تُكن ذلك القمح الذي ننتظره, وننتظر أيار أن يسبغ بفلسفاتٍ, قد تبدو هي الأهم, قد تبدو مسجونة الأفكار, وحتى الغصّات التي ما زالت تمشي بين الأضلع, بين نبض وآخر، هل نرى إشراقة ما؟ هل تأتي إلينا ونحتفي بها على وجعٍ, على مهلٍ من ذكريات قد لا تملُّ البقاء في أخيلة الذاكرة, وفي وجدانيات الشيء الجريء الذي نريدُ التفكير به.
نريد فلسفات تتحدث عن مُتممات أمرنا, وعن إشراقات مُضافة الوقت الاستثنائي, مُضافة التراتيل التي تتحدث نثراً, وتسألنا: هل نعشق تفاصيل نثراً جُمله أصبحت يتيمة, وحتى إشراقات الحلم به, أصبح حالها غير مرفوع إلاّ بهالٍ تحتويه قهوتنا أو حتى أحرف كلماتنا التي ما نزال نكتبها في أحقّية الحلم, وفي أحقّية الدمع المسكوب, ما زلنا أبطالاً على الورق، أو نتمنى أن نكون كذلك, ويكون أمرنا معطوفاً على إشراقات ما تزال تلوّن الوجدانيات لدينا.
كل شيءٍ يبدو مشرقاً إذا ما عرفنا كيف نُضيف معنى الإشراق إلى ذواتنا؟ وبالتالي كيف نجعل ذواتنا مجرورة به, معطوفة على ميزات شأنها, كيف نجعل قوتها مُنقحة التلاوين؟
يقالُ لكل مبتدأ خبر, ولكل إشراقة حلمٍ، ونحن ما نزال نسألُ أنفسنا: متى نكتبُ الحلم أو يكتبنا في لُجّة الشروق الحقيقي؟ متى يكون ذلك؟.
كل العلائم تبدو صريحة الفكرِ والأفكار, لا شيءٍ يجمّل الحبق إذا كان عطره حقيقي, لا شيءٍ يجمّله إذ ما كان قابعاً في ذاكرتنا, يحادث نحوياتنا بشيءٍ من صرخات الوجد, يحادثها في زمنٍ تقادم فيه الصراخ وكذلك الصدى, ذلك الصدى الذي يقف على مقرّبة منا, وكأنه يحرس وارد البريد الفكري والوجداني لدينا.
كل شيءٍ نكتبه الآن يبدو كحلمٍ, أجنحته مُطرّزة البقاء الأزلي, ما نزال نصرخ عليه, نتمنى وجوده, نتمنى كل شيءٍ يذكرنا بالشروق, وماهية كلامه وأفعاله، ماهية اللحن الذي نستمتع به ومعزوفات الإشراقة الحقيقية, خجولة هي الكلمات عندما نكتبها ولا نستقرىء من عناوينها فلسفات الإشراق؟ خجولة تبدو كما شعر لا يعشق الفُصحى ولا العامية، وينتظر ختم الموافقة, كما حقولٍ لا تُزرع وتنتظر قمحاً, ونحن ننتظر الشروق أو الإشراق, ولا نبحث عنه في ذواتنا أولاً.
يجب أن تكون نفوسنا مضاءة بإشراقة حلمٍ, مداها لا ينتهي, ضوءها لا يخف, ينبوعها لا يغور, تلك الإشراقة التي نبتغي الوصول إليها, الوصول إلى إتمام كلامها الأول والأخير، حيث نُعانق الحلم في لجّة الإشراق، ونعانق المسمّيات كلّها في إشراقة حلمٍ.
منال محمد يوسف