أهالي الغوطة يستعدون لمرحلة إعادة الإعمار و 50 ألفاً يعودون إلى منازلهم إرهابيو “جيش الإسلام” يستهدفون دمشق وريفها بالقذائف.. والجيش يرد
بعد عرقلتهم اتفاق الخروج إلى جرابلس، استهدف إرهابيو “جيش الإسلام” المنتشرون في دوما بالغوطة الشرقية أمس ممر مخيم الوافدين وضاحية الأسد السكنية في حرستا ومناطق الربوة ومساكن برزة ومحيط ساحة الأمويين وحي المزة 86 بدمشق بعدد من القذائف أسفرت عن ارتقاء 4 شهداء بينهم طفل وامرأة وإصابة 21 مدنياً بجروح. ورد الطيران الحربي على مصادر إطلاق القذائف وأوقع خسائر في صفوف الإرهابيين. فيما استشهد مدني وأصيب 6 آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في سيارة بمنطقة برزة بدمشق.
كما استهدف إرهابيو “جبهة النصرة” الأحياء السكنية في درعا وحمص وأدت اعتداءاتهم الجبانة إلى إصابة عدد من الأطفال وإلحاق خسائر في الممتلكات.
وبعد أن أعاد أبطال جيشنا الأمن والاستقرار إلى معظم بلدات وقرى الغوطة الشرقية تواصلت عودة الأهالي إلى منازلهم وبلغ عدد العائدين حتى يوم أمس نحو 50 ألفاً، فيما يؤكد أهالي البلدات الذين اختاروا البقاء في منازلهم استعدادهم لخوض مرحلة جديدة عنوانها البناء وإعادة الإعمار بعد أن تم تخليصهم من رجس الإرهاب.
وفي التفاصيل، وبعد عرقلة إرهابيي “جيش الإسلام” للاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما إلى جرابلس، قصفوا بالقذائف ضاحية الأسد السكنية في حرستا والمدنيين الموجودين في ممر مخيم الوافدين ما تسبب بإصابات بين المدنيين وخسائر مادية.
وتوقف أول أمس تنفيذ “اتفاق دوما” نتيجة خلافات داخلية بين إرهابيي “جيش الإسلام” في مدينة دوما قبل أن يقوموا ظهر أمس بإطلاق القذائف على المدنيين في دمشق وريفها علماً أنه تم خلال الأيام الماضية إخراج 3 دفعات من إرهابيي التنظيم وعائلاتهم إلى جرابلس.
ولفت مصدر عسكري إلى أن إرهابيي “جيش الإسلام” يعرقلون “اتفاق دوما” ويرفضون إطلاق المختطفين الموجودين في مدينة دوما، مبيناً أن الطيران الحربي السوري رد على مصادر النيران التي أطلقها الإرهابيون على الأحياء السكنية في دمشق وريفها.
ويقضي اتفاق دوما بإخراج إرهابيي “جيش الإسلام” إلى جرابلس وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى مدينة دوما وتسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين إضافة إلى جثامين الشهداء وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة.
كما استشهد طفل وامرأة وأصيب 21 مدنياً بجروح نتيجة اعتداء إرهابيي “جيش الإسلام” بالقذائف على منطقتي الربوة ومساكن برزة ومحيط ساحة الأمويين وحي المزة 86 بدمشق، وأدت الاعتداءات أيضاً إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
وأفاد المدير الطبي لمشفى المواساة الدكتور صبحي البحري بوصول جثمان امرأة و 14 جريحاً نتيجة سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيو “جيش الإسلام” على الربوة ومحيط ساحة الأمويين وحي المزة 86.
كما استشهد مدني وأصيب 6 آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة ظهر أمس في منطقة برزة بدمشق. وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق: إن إرهابيين فجروا عبوة ناسفة زرعوها بسيارة خاصة نوع “كيا مورننغ” خلف جامع الخنساء في منطقة برزة، وبين المصدر أن التفجير الإرهابي تسبب باستشهاد سائق السيارة وإصابة 6 مدنيين بجروح حيث تم نقلهم إلى مشفيي ابن النفيس ودمشق لتلقي العلاج.
وفي درعا استهدف إرهابيون من تنظيم جبهة النصرة يتحصنون في منطقة درعا البلد حي المطار بقذيفة صاروخية سقطت في محيط مركز فرع للهلال الأحمر العربي السوري ما تسبب بإصابة 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين العامين والعشرة أعوام.
وفي حمص استهدف إرهابيون ينتشرون في عدد من القرى والبلدات شمال المدينة الأحياء السكنية بقذيفتين صاروخيتين سقطتا على حيي جب الجندلي والعباسية في مدينة حمص ما تسبب بإصابة سبعة مدنيين بجروح.
من جهة ثانية عثرت وحدات من الجيش العربي السوري على شبكة أنفاق، ومدافع هاون في جوبر استخدمها الإرهابيون في الاعتداء على مدينة دمشق ومحيطها.
في غضون ذلك عاد آلاف المواطنين إلى منازلهم في قرى وبلدات الغوطة الشرقية. وقال مصدر عسكري: إن عدد العائدين إلى منازلهم في الغوطة الشرقية بلغ أكثر من 50 ألف شخص حتى يوم أمس، مبيناً أن عودة الأهالي مستمرة إلى مختلف القرى والبلدات التي حررها الجيش من الإرهاب.
وتأتي عودة الأهالي إلى منازلهم في الغوطة الشرقية بالتوازي مع استمرار الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق بتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وإعادة افتتاح المدارس وإزالة الأنقاض وفتح الشوارع لتسهيل وصول الورشات إلى جميع الأحياء لاستكمال أعمال الإصلاح والصيانة.
وبالتوازي مع خلو معظم بلدات الغوطة الشرقية من الإرهاب يوما بعد آخر يؤكد أهالي هذه البلدات الذين اختاروا البقاء في منازلهم ومنهم أهالي زملكا استعدادهم لخوض مرحلة جديدة عنوانها البناء وإعادة الإعمار لجميع بلدات الغوطة الشرقية بعد دحر التنظيمات الإرهابية عنها بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وذلك تماشياً مع الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية لإعادة تفعيل القطاع الخدمي في البلدة.
وأشار رئيس بلدة مجلس زملكا محمد غرار إلى أنه يتم العمل في مرحلة ما بعد خلو البلدة من الإرهابيين على متابعة خدمات أهالي البلدة قدر المستطاع حيث قمنا خلال الأيام الماضية بمتابعة شؤون المدارس والعملية التربوية وتأمين مياه الشرب بالتوازي مع عودة مؤسسات الدولة إلى البلدة ودخول الورشات والآليات لإزالة الأنقاض وفتح الشوارع، مبيناً أن المواد الغذائية تدخل بشكل يومي إلى أهالي البلدة بمساعدة الهلال الأحمر العربي السوري الذي يقوم بتأمين الخبز والمواد الأولية والمياه المعدنية للمواطنين إضافة إلى انتشار النقاط الطبية التي تقوم بمتابعة وتأمين لقاحات الأطفال والعلاجات الإسعافية.
بدوره أوضح عضو لجنة المصالحة في مجلس الشعب علي الشيخ أن الأولوية في بلدة زملكا التي عانت الكثير من التنظيمات الإرهابية هي خيار التسوية والمصالحة بعد طرد الإرهابيين وتخليص المدنيين من سطوتهم بالتوازي مع عودة جميع مؤسسات الدولة إليها وتأمين مختلف القطاعات الخدمية وعودة تفعيلها من جديد لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
بدورهم أجمع أهالي زملكا أن حالة من الطمأنينة عادت إلى بلدتهم بعد إخراج الإرهابيين، معربين عن استعدادهم لمرحلة جديدة عنوانها البناء وإعادة الإعمار بعد 7 سنوات من المعاناة تحت سطوة التنظيمات الإرهابية التي دمرت كل شيء قبل طردها بفضل تضحيات الجيش التي كانت سبباً في تخليصهم من كابوس الإرهاب. فيما يستعد أطفال زملكا الذين حرموا من حقهم في التعليم لسنوات يستعدون أيضاً للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدتهم ويقول أحد الأطفال الذي لم يتجاوز عمره 10 سنوات: إنه طوال فترة وجود الإرهابيين في بلدتنا لم نستطع الذهاب إلى المدرسة وحرمنا من التعليم لكن مع دخول الجيش العربي السوري أمن لنا جميع المستلزمات التعليمية ونحن بانتظار أن نعود لمدرستنا الأسبوع القادم.