بعد الصافرة تغيير العقلية
تشكّل مشاركة منتخباتنا الوطنية في معظم البطولات الخارجية حالة خاصة مع كثرة إنجازاتها، رغم صعوبة الظروف المحيطة بأجواء رياضتنا بشكل عام، فخلال الشهر الماضي فقط حصد لاعبونا نحو 50 ميدالية مختلفة في بطولات قارية وإقليمية.
فلاعبو رفع الأثقال تميزوا وتمكنوا من اكتساح المنافسين في بطولة غرب آسيا عبر منتخب بأعمار صغيرة، وبعزيمة وإصرار كبيرين، والأمر ذاته ينطبق على منتخب المصارعة الذي أثبت أن اللعبة في طريقها لاستعادة أمجادها السابقة عبر 11ميدالية في دورة المتوسط التي جمعته بمنتخبات لها تاريخ مميز، فيما استطاع لاعبو كرة الطاولة تجاوز كل العقبات، محققين 6 ميداليات في بطولة غرب آسيا.
ورغم أن رياضتنا لم تغب طوال سنوات الأزمة عن منصات التتويج في أغلب البطولات التي شاركت بها، إلا أن المتتبع لحالها اليوم يجد أن الأجواء قد اختلفت مع ظهور حالة تفاؤل بالمستقبل القريب، مع المراهنة على المواهب الكثيرة التي نمتلكها، والتي تحتاج قليلاً من العناية لبلوغ أفضل المراكز في أقوى البطولات.
ولكن يبقى العيب الوحيد الذي يجب على بعض كوادرنا تلافيه هو طريقة التفكير للبعض التي تعتبر عودة رياضتنا للتألق أمراً بعيد المنال، فالظروف المحيطة جعلت البعض يسلّم بأن إمكانية تلافي الفوارق مع الدول المجاورة في بعض الألعاب أمر مستحيل، لكن الواقع يقول بخلاف ذلك، طبعاً طريقة التفكير هذه تنتقل بشكل مباشر للاعبين، ما يؤدي في بعض الأحيان لتدهور النتائج نتيجة الشعور بأفضلية الخصوم!.
هذا الأمر يعيدنا إلى ضرورة وجود إعداد نفسي حقيقي لجميع كوادرنا من مدربين، ولاعبين، وحتى إداريين، فمسألة التحفيز والتشجيع والحماس قد لا تجدي نفعاً في بعض الأحيان، ولابد من تهيئة اللاعب نفسياً قبل الدخول في أية بطولة، وتحضيره ذهنياً لمواجهة كل الصعوبات، والعودة بأفضل النتائج.
مؤيد البش