الجعفري يسخر من أمريكا وبريطانيا وفرنسا: تأخرتم في “نجدة” الإرهابيين لا أسلحة كيماوية لدى سورية ومستعدون للتعـــاون غيــر المحـــدود مع المنظمـــة
كما جرت العادة وغداة أي انتصار يحققه الجيش العربي السوري على مرتزقة الغرب في الميدان، تهرع أمريكا وحلفاؤها إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث الوضع في سورية واتهامها بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي، متكئين على صور وتقارير لا أساس لها من الصحة فبركتها جماعة ما يسمى “الخوذ البيضاء”.
بالأمس وخلال جلسة لمجلس الأمن في هذا الصدد سخر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري من تأخر كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا بـ “نجدة” إرهابيي “جيش الإسلام” بعقد جلسة أمس قبل طردهم من الغوطة، مؤكداً أن تهديد المندوبة الأمريكية لسورية فى مجلس الأمن يعني أنها لا تقيم وزناً لهذا المجلس وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفيما أكد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا تتبع سياسة المواجهة ضد روسيا وسورية ما يدفع العالم إلى شفير الهاوية، قال مندوب الصين ما تشاو شيو نؤيد تحقيقاً مستقلاً وموضوعياً فى مزاعم استخدام الكيميائي فى سورية للوصول إلى نتائج منطقية، مؤكداً أن التسوية السياسية هي المخرج الوحيد لحل الأزمة مع احترام سيادة سورية ووحدتها واستقلالها.
وسط هذه الأجواء أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفض كل الاستفزازات بمزاعم استخدام سلاح كيميائي في سورية، في حين شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن روسيا تدعم إجراء تحقيق جاد حول استخدام الكيميائي بعيداً عن التسييس.
وفي التفاصيل، قال الجعفري : إن الحكومة السورية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغاشم على مطار التيفور في محافظة حمص وهو يشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب، ولفت إلى أن الحكومة السورية تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها لم ولن تنجح في حماية عملاء إسرائيل من التنظيمات الإرهابية كما لم ولن تفلح في إشغال الجيش العربي السوري عن مواصلة الانجازات العسكرية الحاسمة التي يحققها في مكافحة الإرهاب.
وأكد الجعفري أن الكذب الذي تمتهنه بعض الدول دائمة العضوية في هذا المجلس بمثابة أحد أسلحة الدمار الشامل فبالكذب أشعلت هذه الدول الحرب في شبه الجزيرة الكورية وبالكذب غزت فيتنام وبالكذب اجتاحت غرينادا وبالكذب دمرت يوغوسلافيا وبالكذب احتلت العراق وبالكذب دمرت ليبيا وبالكذب صنعت في مخابرها تنظيمات إرهابية تكفيرية كالقاعدة وطالبان وداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام والقائمة تطول وبالكذب تحاول ذات الدول النيل من سورية وتهيئة الأجواء اليوم للعدوان عليها.
وبين الجعفري أننا كنا قد أعلمناكم بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عملوا على شن حملة ادعاءات حول احتمال قيام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية وحذرنا حينها من أن هذه الادعاءات تمهد الطريق لقيام حكومات الدول الراعية للإرهاب لتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات الإرهابية المسلحة ثم الادعاء بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدام هذه الأسلحة، مؤكداً أن سورية على استعداد كامل لتسهيل وصول بعثة لتقصي الحقائق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما بأسرع وقت ممكن والتحقق من مزاعم الهجوم، وتابع: أقول لكل من صدر لنا معارضة مسلحة معتدلة معدلة وراثياً أننا قد قضينا على صادراتهم المسمومة تلك وندعو أولئك المصدرين إلى تحمل تبعات عودة بعض من نجا منهم إلى مواطنهم الأصلية، وأضاف إن سورية إذ تكرر تأكيدها أنه لا توجد لديها إطلاقاً أي أسلحة كيميائية من أي نوع كان بما فى ذلك غاز الكلور السام فإنها تجدد إدانتها لاستخدام الأسلحة الكيميائية فى أي مكان وفى أي زمان وتحت أي ظروف كانت، كما تعيد سورية تأكيدها على تعاونها غير المحدود مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتنفيذ التزاماتها التي تنص عليها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومنع تكديسها واستخدامها.
نيبينزيا: محاولة للحفاظ على الإرهابيين
بدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا تتبع سياسة المواجهة ضد روسيا وسورية ما يدفع العالم إلى شفير الهاوية، ولفت إلى أن عشرات آلاف السوريين عادوا مؤخراً إلى المناطق التي تم تحريرها من سيطرة التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن دولا غربية تلجأ لأي محاولة بهدف الحفاظ على الإرهابيين في سورية. وقال إن تنظيم “جيش الإسلام” الإرهابي في الغوطة الشرقية اتبع تعليمات مموليه واستمر بإمطار دمشق بالقذائف معرضاً سكانها للخطر، وفي كل مرة نشاهد مسرحيات جديدة حول استخدام السلاح الكيميائي وذلك لاتهام الحكومة السورية. وأضاف نيبينزيا إن جماعة الخوذ البيضاء يتعاملون مع التنظيمات الإرهابية وقاموا بالعديد من المسرحيات والتمثيليات في الغوطة الشرقية، مؤكداً أن الخبراء الروس الذين دخلوا إلى مدينة دوما لم يعثروا على أي آثار لغاز الكلور أو أي مواد كيميائية، مشيراً إلى أن كل الذين استثمروا في قوى الظلام والإرهاب يصابون بالهلع لأنها تمنى بالهزيمة الآن، وأضاف إن الولايات المتحدة دربت أشخاصاً على فبركة أخبار بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سورية، لافتاً إلى أن روسيا وسورية حذرتا مجلس الأمن من فبركة هجوم كيميائي في سورية لكن المجلس تجاهل ذلك لأنه لا يتوافق مع مصالح بعض أعضائه.
بوتين لـ ميركل: رفض استفزازات “الكيميائي”
إلى ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفض كل الاستفزازات بمزاعم استخدام سلاح كيميائي في سورية. وقالت الرئاسة الروسية فى بيان إن بوتين وميركل تبادلا وجهات النظر حول الوضع فى سورية بما فى ذلك بشأن تلك الاتهامات الموجهة من قبل عدد من الدول الغربية ضد الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية وأضافت الرئاسة إن بوتين لفت الانتباه إلى عدم جواز الاستفزازات والتكهنات على هذا الصعيد وأكد للمستشارة الألمانية أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها فى جميع أنحاء سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401.
بيسكوف يدعو لإجراء تحقيق مفصل
وفي وقت سابق شدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن المزاعم باستخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية مجرد استفزاز، معتبراً أنه من الخطير استخلاص أي استنتاجات دون الحصول على معلومات كافية.
لافروف: الهدف اتهام الدولة السورية
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن سورية وروسيا حذرتا مراراً وتكراراً من وجود تحضيرات لقيام الإرهابيين باستفزازات باستخدام مواد كيميائية ضد المدنيين بهدف اتهام الدولة السورية. وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الطاجيكي سراج الدين اصلوف في موسكو أمس إلى أن ما بثته بعض وسائل الإعلام حول مزاعم استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية والصور التي تظهر كيفية علاج مصابين مفترضين من قبل أشخاص غير محميين ولم يصابوا يذكر بلقطات سابقة بثتها ما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء”، وأكد أن الهدف مما حدث في الغوطة الشرقية هو القيام بحملة شاملة تستهدف سورية وكذلك موسكو وطهران لافتاً إلى أن روسيا تدعم إجراء تحقيق جاد حول استخدام الكيميائي بعيداً عن التسييس. وتساءل لافروف: كيف استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بهذه السرعة تبادل الأدلة على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، مشيراً إلى أن الخبراء الروس وممثلي الهلال الأحمر العربي السوري لم يجدوا هناك أي أثر لاستخدام الكلور وأي غازات أخرى.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول التهديد بشن الولايات المتحدة عدواناً على سورية قال لافروف: إن عسكريينا ردوا على هذه التهديدات بالفعل بأنه لدينا التزامات مع الحكومة السورية الشرعية ونحن موجودون في هذا البلد بطلب من دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة.