ثقافةصحيفة البعث

عازفات سوريات في فرقة التخت الشرقي

 

ارتجالات القانون للعازفة ديمة موازيني”صوت الفارابي بروح امرأة” والتي باحت نغماتها بصمود المرأة السورية وتحديها أصعب الأوضاع التي واجهتها سورية، كانت رسالة فرقة التخت الشرقي النسائي السوري في الأمسية التي قدمتها على مسرح الأوبرا، الفرقة التي لم تتوقف عن العطاء إيماناً منها بحبّ سورية وبشعار”المرأة السورية تستطيع”.
وقد هيمنت الروح الطربية الأصيلة لكلاسيكيات الموسيقا العربية على فقرات الأمسية التي تناوبت بين عزف مقطوعات الموسيقا الآلية والغناء، وتميّزت بالحضور الرائع الشفيف لعازف الناي إبراهيم كدر بالصولو والثنائيات والتلوين الموسيقي، وسيلفي سليمان وأحلام ديب بالغناء الشرقي الأصيل.
وقد استطاعت الفرقة المكوّنة من ديمة موازيني –قانون- وهبة عودة –عود- ورزان قصار- كمان- ليلى صالح- كونترباص- خصاب خالد – الرق- مرفت رافع –إيقاع- بإشراف عازفة الناي وفاء سفر، من عزف أصعب القوالب الموسيقية الكلاسيكية لاسيما للقصيدة والدور بتوليفتها الموسيقية.
بدأت الفرقة بعزف سماعي محير للمؤلف جميل بك الطنبوري، ثم مقطوعة أمل للمؤلف عطية شرارة اتخذ فيها الناي اللحن الأساسي الذي كان بداية الجمل الموسيقية بمرافقة آلات الفرقة.
وفي المقطوعة الثالثة بدا الحضور الكبير لنغمات القانون بمرافقة الكمان لتشكّل الإيقاعات الشرقية مع الناي دوراً في التوليفة الموسيقية في تشكيلة كوكتيل وردة الجزائرية للملحن بليغ حمدي، منها “بتونس بيك وأنت معايه، والعيون السود” والتي انتهت بقفلة مدهشة للناي، وبدت هذه الفقرة قريبة جداً من الجمهور، كما تميّزت مقطوعة ليلى للموسيقار فريد الأطرش، والتي بدأت بداية لافتة بصولو الكمان ثم اتخذ الناي الامتداد اللحني بصولو ومن ثم بتشكيل ثنائيات خاصة بين الناي والإيقاعيات الشرقية، لتتبعها مقطوعة زينة لمحمد عبد الوهاب فبدأت بألحان جميلة وتميزت بصولو الناي الذي ترافق بصوت خافت للكونترباص والعود والكمان لاسيما في الجملة الموسيقية ل” زينة زينة”.
المنعطف في الأمسية كان بصوت أحلام ديب بغنائها الدور الصعب”أنا هويت” لسيد درويش بصوتها الشجي وتفاعلها مع الجمهور والموسيقا بتدرجاتها بالمقامات الصوتية والامتدادات في “أنا وحبيبي في الغرام” وتفاعل الجمهور معها أكثر في ترديدها الآهات.
وتكاملت الصورة الغنائية بمشاركة المبدعة ذات الصوت الطربي سيلفي سليمان برائعة أم كلثوم”جددت حبك” ألحان رياض السنباطي بعد أن عزفت الفرقة المقدمة الموسيقية الطويلة واختتمت الأمسية بها.
وقدمت عازفة القانون ديمة موازيني مقطوعة بعنوان”صوت الفارابي بروح امرأة” والتي بدأت بجمل قوية صغيرة ومتلاحقة وبارتفاع صوتي لنغمات القانون لتعبّر عن روح التحدي والصمود ثم تغيّر المسار اللحني ليمضي بألحان حيوية تنشد فصول الحياة بين الحب والفرح والحزن والصمود والطموح والنضال.
وعبرت عازفة الإيقاعات الشرقية خصاب الخالد عن سعادتها بهذه الأمسية وبتجدد اللقاء مع جمهور الأوبرا، وأوضحت بأن الإيقاعيات كان لها حضور أساسي في كل المقطوعات وتجلت بشكل واضح في كوكتيل وردة.
كما تحدثت عازفة الكمان رزان قصار عن خصوصية صولو الكمان الذي قدمته في بداية مقطوعة ليلى، فبيّنت بأن الموسيقار فريد الأطرش لم يكتب الصولو لآلة الكمان وإنما لآلة نفخية، ونحن قمنا بإعادة توزيع المقطوعة بحيث تتناسب مع تشكيلة آلاتنا القليلة مقارنة مع الأوركسترا التي عزفت مع فريد الأطرش.
وأهدت العازفة ديمة موازيني ارتجالاتها على القانون إلى أمهات الشهداء وإلى كل امرأة تملك روح التحدي لتترك أثراً في التاريخ، إلى كل امرأة سورية تناضل من أجل قضيتها إلى كل امرأة تعمل حتى تترك بصمة خاصة بها في كل المواقع والأوساط.
ملده شويكاني