خاص بالمخطوفين
أشرقت شمس الحرية على المخطوفين في سجون إرهابيي دوما بعد سنوات من الخطف، وكانت صالة الفيحاء بدمشق ملتقى للأحبة بعد طول فراق وغياب، في مشهد مؤثر بكل تفاصيله يجسد حكاية صمود ونصر خطّ سطورها الجيش العربي السوري الذي وعد ووفى.
مختطفون من كافة الأعمار آمنوا بحتمية الانتصار، فلم تستطع جدران السجن المظلمة وعذاباته أن تغيّر من قناعاتهم ولو قيد أنملة، خرجوا مرفوعين الرأس باتفاق بشروط الدولة السورية رضخ له ما يسمى بجيش الإسلام.
لحظة الفرح التاريخية بلّم الشمل يجب أن تكون مقدمة للاهتمام بهؤلاء لنحقق لهم التعافي النفسي والاجتماعي، وخاصة للأطفال بمختلف أعمارهم، الذين يحتاجون أكثر من غيرهم لتحسين صحتهم النفسية والاجتماعية، وللشباب تأمين استمرار تحصيلهم الدراسي وفرص العمل، فالدعم من هذا النوع هو حالة ضرورية لكل من عانى من أزمة، بشرط أن يتم وفق فهم صحيح ووعي بأهمية أية خطوة وتكييفها بحسب حالة الشخص والبيئة التي يعيش فيها.
جانب آخر يجب أن يكون محط اهتمام خاص، ويتمثل بالشباب، وخاصة المراهقين الذين يمثلون أغلبية من المدنيين الذين خرجوا من الغوطة الشرقية ودوما وغيرها من المناطق المحررة على امتداد الجفرافية السورية، هؤلاء بحاجة على وجه السرعة لبرامج مدروسة بعناية لإعادة تأهيلهم وتعافيهم ثقافياً، وبناء أفكارهم وتوعيتهم من خطر الأفكار السوداء التي زرعها الإرهابيون في عقولهم، وهي تهدد بنية الوطن بأكمله.
بالمختصر، نحن أمام واجب لجهة الاهتمام بالمخطوفين نأمل أن لا نقصّر به، وتحدٍ خطير ناجم عن مفرزات الحرب، لجهة كيفية علاج أمراضها الاجتماعية والنفسية، ولعل أولى خطوات العلاج والتعافي تكون بالعمل الفوري على تشكيل فريق وطني لإدارة الأزمات وتخفيف آثارها على أقل تقدير في المرحلة الأولى وصولاً إلى التخلص منها، يشارك فيه وزارات التربية، والإعلام، والشؤون الاجتماعية، والثقافة والتعليم العالي، والأوقاف، والعدل، والمنظمات، والنقابات وكل الجهات الأخرى ذات العلاقة، على أن ينبثق عنه مجموعة في كل محافظة مدربة ومؤهلة جيداً للتعامل مع أزمتنا الحالية التي أحدثت خللاً لا يمكن تجاهله ويحتاج إلى اتخاذ قرارات على مستوى عالٍ بحجم الخطورة الحاصلة التي لا تعالج بحلول اسعافية أشبه بحبة مسكن من عيار 1000 ملغ.!
غسان فطوم
ghassanfatom@gmail.com