18 ألف مريض أورام والإرهاب يخفض نسب الشفاء العلاج الاستهدافي بدلاً من التقليدي.. والحراقات النفطية البدائية ضاعفت الإصابات
دمشق – فداء شاهين
لم يكن جحيم الإرهاب الذي ضرب أهالي المناطق الساخنة مقتصراً على التعذيب والتجويع والممارسات الوحشية فقط بل أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة، بالتوازي مع منع المصابين من الوصول إلى المشافي الحكومية لتلقي جرعات العلاج الورمي أو الكشف عن الحالات الجديدة التي وصلت في حالات متطورة.
ومع قيام الجيش العربي السوري بتحرير المناطق التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية المسلحة بدأت تظهر حالات مرضية جديدة تم تشخيصها في وقت متأخر، لاسيما السرطان منها، وبالتالي انخفاض نسبة الشفاء، في وقت لا يخفي الأطباء الاختصاصيون احتمال ارتفاع أعداد المرضى المشخصين متأخراً مع الأيام القادمة.
رئيس الرابطة السورية لأطباء الأورام وأمراض الدم الدكتور محمد قادري بين لـ”البعث” أن الفرصة الذهبية للشفاء من مرض السرطان تتمثل بالكشف المبكر وفي حال تأخر الكشف عن السرطان تنخفض نسبة الشفاء ومنها الحالات التي كانت تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة ولم تستطيع القدوم إلى المشافي الحكومية للتشخيص وتلقي العلاج، حيث تمت الملاحظة خلال الأزمة زيادة عدد المراجعين الذين هم في حالات متقدمة من المرض، لاسيما أن من العوامل المسرطنة هي استخراج النفط بالطرق البدائية غير النظامية حيث سيتم ملاحظتها على مدى سنوات كونها عملية تدريجية وأحيانا تحتاج إلى سنوات حتى تظهر.
وأشار قادري إلى أنه من المتوقع أن يكون عام 2018 نقطة تحول تاريخية في معالجة الأورام والتحول من المعالجات الكيميائية التقليدية التي تعتمد على قتل الخلية عالية الانقسام إلى المعالجات المناعية الجديدة التي تعتمد على إعادة تحفيز الجهاز المناعي ليقوم بهجوم انتقائي للخلايا الورمية وتخريبها وتهتم الجمعيات العالمية لمعالجة الأورام مهتمة في هذا الموضوع، علماً أنه يبلغ عدد مراجعي مشفى البيروني سنوياً نحو 9 آلاف مراجع جديد.
وأوضح رئيس الهيئة العامة لمشفى البيروني الجامعي الدكتور إيهاب النقري أن أغلب العلاجات المناعية متوفرة، مع متابعة أي أصناف جديدة تتوصل إليها الجمعيات العالمية وتوفيرها، علماً أن الحراقات النفطية التي تعتمد على الطرق البدائية ساهمت في زيادة الإصابة بأمراض السرطان وحالياً لا توجد دراسة حول هذا على أن يتم إعداد دراسة دقيقة واثبات ذلك خلال الفترة القادمة.
وبين رئيس قسم الأورام في مشفى ابن النفيس الدكتور نضال خضر أن نسبة الإصابة بالسرطان تزداد على المستوى العالمي ناجم عن حدوث السرطان من جهة والكشف المبكر عن المرض من جهة أخرى إضافة إلى العلاجات المتوفرة التي تطيل عمر المريض، وفي ظل ظروف الحرب التي تتعرض لها البلاد لا توجد إحصائية دقيقة للمصابين بالسرطان، إلا أنه من الملاحظ زيادة الحالات المشخصة في المراحل المتأخرة منها سرطان الرئة والكولون والثدي والبروستات ونلاحظها في مراحل متأخرة وهنا يتم تقديم العلاج بأهداف مختلفة وأحيانا الهدف بدافع الشفاء أو السيطرة على المرض وإطالة عمر المريض مع تحسين نوعية الحياة.
وأضاف خضر أنه تم تأسيس قسم الأورام في مشفى ابن النفيس من قبل وزارة الصحة في شهر شباط 2016 ووصل العدد الإجمالي للحالات المقبولة للعلاج منذ التأسيس حوالي 3300 مريض بمعدل 1500 حالة في السنة ويقدم لهم الخدمات النوعية والأدوية.
ولم يعد علاج الأورام – بحسب خضر – مقتصراً على العلاج التقليدي بل يوجد الجانب الاستهدافي الذي يستهدف الخلايا الورمية من دون أن يؤثر على خلايا الدم السلمية وأصبحت شائعة الاستعمال على المستوى العالمي منذ 10 سنوات وقسم كبير من هذه الأدوية متوفر في المشافي وتقدم مجاناً للمرضى، علماً أن العلاج المناعي هو الأحدث وحالياً يتم تأهيل الكادر الطبي للتعرف على هذه الأدوية الحديثة لتطبيقها في القطاع العام قريباً، لافتاً إلى أن التشخيص المبكر يكون من خلال أربع أورام يمكن كشفها مبكراً “سرطان الثدي وعنق الرحم عند النساء، وسرطان البروستات عند الرجال، وسرطان الكولون عند كلا الجنسين”.
يشار إلى أن عدد مرضى الأورام في سورية عام 2010بلغ 9200 مريض ذكر، و8300 مريضة ، واللمفوما 8% عند الذكور و5% عند النساء ، وفي عام 2016 بلغ العدد 9600 ذكر ، و8800 أنثى ، كما تبلغ نسبة 20 % من أورام الدماغ عند الأطفال