غداة العدوان على “التيفور”.. مبعوث بوتين إلى إيران لتنسيق المواقف
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور بريف حمص، وأكدت في بيان على مواقفها السابقة بوجوب عدم استعمال الأجواء اللبنانية للاعتداء على سورية، مشيرة إلى أن لبنان سوف يتقدّم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، فيما استنكرت هيئات وشخصيات لبنانية العدوان الصهيوني على المطار، مؤكدة أنه لن يثني الجيش العربي السوري في استكمال عملية القضاء على الإرهاب وإفشال المشروع الاستعماري الجديد في المنطقة.
وغداة العدوان الإسرائيلي الجديد، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف ضرورة تعزيز التنسيق بين إيران وروسيا في هذه الظروف، وخاصة أن المنطقة تواجه تطورات متلاحقة، ولاسيما في سورية، فيما كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنه تمّ استدعاء سفير كيان الاحتلال الإسرائيلي لدى موسكو هاري كورين إلى مقر وزارة الخارجية الروسية لبحث الوضع في سورية، وأكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف أنه يجري تصعيد الوضع في سورية، وشدد على أن روسيا لن تترك التصرفات غير القانونية للدول الغربية تجاه سورية تمر دون رد، مضيفاً: “إن جميع الإجراءات السياسية والدبلوماسية وإذا لزم الأمر العسكرية أيضاً ستتخذ ولن يمر أي إجراء غير قانوني دون رد عليه”.
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لدى وصوله إلى البرازيل، “أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني طالما تدخلا لرفع معنويات الإرهابيين في سورية”، لافتاً إلى أن هؤلاء الإرهابيين يمرون حالياً بأوقات عصيبة وباتوا يمنون بهزيمة جديدة، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تستغل المزاعم حول هجوم كيميائي في دوما بالغوطة الشرقية بهدف البحث عن ذريعة للعدوان على سورية.
فيما شدد مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن العدوان الإسرائيلي يأتي في سياق المساعي الإسرائيلية لتصعيد التوتر في سورية والمنطقة عموماً.
ففي طهران، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف ضرورة تعزيز التنسيق بين إيران وروسيا في هذه الظروف، وخاصة أن المنطقة تواجه تطوّرات متلاحقة، ولاسيما في سورية.
وقال جابري أنصاري خلال لقائه لافرنتييف: “إن العلاقات بين إيران وروسيا متواصلة على أعلى المستويات ونأمل تعزيز التنسيق بين الجانبين أكثر”، فيما قال لافرنتييف: “إن الوضع في سورية يتغيّر يوماً بعد يوم، ونحن بحاجة إلى فهم مشترك إزاء القضايا لكي يتسنى لنا دراسة الأوضاع على أساسها”.
وأشار لافرنتييف إلى أنه بحث مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني تفاصيل التطوّرات في سورية. ويرافق لافرنتييف في زيارته إلى إيران مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أدان العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور، وحثّ جميع الأطراف على الحذر من النوايا الصهيونية الساعية إلى زيادة التوتر في المنطقة، وخاصة في سورية، وأعرب عن عزم إيران مواصلة الحوار والتعاون مع روسيا والنظام التركي حول سورية في إطار محادثات أستانا، وقال: “إن إيران لن تخضع لأي جهة تحاول الإخلال بالمسار السياسي في سورية”، لافتاً إلى أن التعاون بين طهران وموسكو مستمر على مستوى القضايا الإقليمية والدولية ولا سيما حول سورية.
وفي لبنان، أكد لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان أن العدوان الصهيوني على مطار التيفور في سورية دليل جديد على مدى الترابط والعلاقة والتنسيق بين العدو الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية المسلحة، مشيراً إلى أن الدعم الصهيوني الأميركي وبعض الأنظمة العربية أطال عمر هذه التنظيمات، وأضاف في بيان: “إن العودة إلى معزوفة الكيميائي من قبل الأميركيين وأتباعهم تتم دائماً مع كل تقدّم وانتصار نوعي للجيش العربي السوري على الإرهابيين لكن التهديدات والأكاذيب لن تمنع الدولة السورية من بسط الأمن والاستقرار على كل الأراضي السورية”.
إلى ذلك، قالت حركة التوحيد الإسلامي في لبنان: “إننا نضع الاعتداء الإسرائيلي السافر في خانة الترجمة الفعلية للتهديدات الأميركية والأوروبية مكشوفة الأهداف والنوايا المبيتة ضد سورية وفي خانة تغطية العدو الإسرائيلي لجرائمه اليومية في غزة وكي يمرر اعتداءه على محور المقاومة”، ودعت في بيان إلى اليقظة وتحديد العدو بعيدا عن الاصطفافات التي تخدم الأعداء، فيما أكد رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر أن عدوان الكيان الصهيوني على سورية انتهاك للسيادة الوطنية ووحدة أراضيها ويتعارض مع جميع القوانين والقواعد الدولية، وقال في تصريح: “إن هذا العدوان الصهيوني الغادر تطوّر خطير وينطوي على رسائل دعم ومؤازرة للمجموعات الإرهابية بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من حسم معركة الغوطة الشرقية بالكامل ووضع منظومة الإرهاب برمتها أمام خيارات صعبة ومصير أسود”، وطالب “بتحرّك على المستويين العربي والدولي وأن تصدر عن مجلس الأمن الدولي إدانة صريحة لهذا العدوان الصهيوني الخطير لا أن يبقى منصة تستخدمها أميركا وحلفاؤها ضد الدول والشعوب”.
كما أدان عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية اللبنانية النائب هاني قبيسي العدوان الإسرائيلي على سورية، وقال: “لقد اعتدى العدو الإسرائيلي على سورية والدول العربية لم تحرّك ساكناً”، وأشار إلى أن ما يقوم به الكيان الصهيوني يستدعي المواجهة من كل الدول العربية، مضيفاً: “المرحلة دقيقة وحساسة لكن لا تسير الأمور في المنطقة بحسب التهويل الأميركي خصوصاً بعد تنامي قوة الجيش العربي السوري فالمعادلة تختلف”.
وكانت طائرات اسرائيلية من طراز “إف 15” اعتدت الاثنين بعدة صواريخ أطلقتها من فوق الأراضي اللبنانية على مطار التيفور بريف حمص الشرقي، حيث تصدت لها وسائط الدفاع الجوي وأسقطت عدداً من الصواريخ، وأسفر العدوان عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحى.