“الأشباح”.. الأم كنموذج للمرأة العصرية
يستعد المسرح القومي في حلب لتقديم مسرحية الأشباح تأليف هنريك ابسن، إعداد وإخراج وانيس بندك اعتبارا من 15/4 على مسرح دار الكتب الوطنية، وأكد بندك أن رغبته الأساسية في تقديم نص “الأشباح” للكاتب النرويجي هنريك ابسن لصالح المسرح القومى بحلب هو للتعريف بنتاج هذا الكاتب الكبير بواحدة من أهم مسرحياته الواقعية والتي تعتبر تحفة فنية في الشكل والمضمون للجمهور الذي يحتاج إلى هذه الثقافة المسرحية، بعد أن تم تشويه ذوقه بأعمال هابطة لا تحمل حدا أدنى من فن المسرح والفكر الإنساني من قبل فرق تجارية، وبيّن أن رؤيته الإخراجية لهذا النص تتركز في تقديم المرأة “الأم” كنموذج للمرأة العصرية التي تناضل في سبيل الحفاظ على أسرتها رغم كل الصعوبات التي تعترضها، فهي تضحي وتقاوم حرصاً على تماسك أسرتها وسط مجموعة من الأشخاص يظهرون كنبلاء، ولكن في الحقيقة تكمن في داخلهم أشباح فاسدة من هنا تجاهد الأم لتحمي أسرتها وابنها الرسام من الانهيار الأخلاقي من خلال وعيها وفكرها المتحرر عبر صراع درامي على خلفية مجتمع يرزح تحت وطأة تقاليد بالية تبدو كالأشباح، لتبقى القضية الجوهرية في المسرحية تحرر المرأة التي تشكل العامل الأساسي في تماسك الأسرة وبناء مجتمع صالح ويظهر ذلك برأي بندك جلياً من خلال نقاشها وصراعها مع رجل الدين الذي يمثل فكرا سلفياً واعتراضه على قراءتها للكتب التنويرية التي تقدم فكراً متطوراً ومنفتحاً على الحياة المتجددة بعيداً عن الفكر السلفي المتخلف. وينوه بندك إلى أنه ومن خلال إعداده للنص سيجعل الأم تمنع ولدها من تجرع السم الذي يحمله معه، وبدلاً من ذلك تمنحه الأمل في الحياة والشمس المشرقة التي كان يبحث عنها، وهكذا تصبح الأم مثالاً للمرأة التي تحارب الانحلال والفساد الأخلاقي داخل الأسرة والمجتمع، وتدعو الجيل الجديد ليتخلص من خوفه ويأسه وأوهامه حتى يقوم بواجبه الوطني والإنساني تجاه مجتمعه ووطنه.
أمينة عباس