الرئيس الأسد لوفد من المشاركين في مؤتمر وحدة الأمة: التنوّع والتمسّك بجوهر الدين يحمي مجتمعاتنا من المخططات الغربية الرامية إلى إضعافنا وتقسيمنا
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، وفداً من المشاركين في مؤتمر وحدة الأمة، الذي استضافته دمشق.
ولفت الرئيس الأسد خلال اللقاء إلى أن السلاح الأساسي الذي يستخدمه أعداؤنا هو بث الفرقة وتعزيز التطرّف وخلق الشروخ الفكرية والدينية لدى أبناء المجتمع الواحد، مشدداً على أن وحدة المسلمين المبنية على التنوّع والتمسّك بجوهر الدين هي الكفيلة بحماية مجتمعاتنا ضد المخططات الغربية الرامية إلى إضعافنا وتقسيمنا.
وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية انعقاد مؤتمر وحدة الأمة، ودور علماء الدين في إطلاق حوار منفتح فيما بينهم أولاً، وخصوصاً المؤسسات الدينية الكبرى، وكذلك في أوساط الشباب والعامة، لافتاً إلى أن جوهر ما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم هو محاولات الفصل بين الهوية الوطنية والدينية، والتعمية على حقيقة أن جذورنا واحدة.
من جهتهم أكد المشاركون أن انعقاد مؤتمر وحدة الأمة في دمشق جاء ليؤكّد وقوف علماء الدين والشعوب الإسلامية إلى جانب سورية، ولاسيما في هذا التوقيت الذي يواجه فيه السوريون التهديدات الأميركية والغربية بمنتهى الشجاعة.
وهنأ المشاركون سورية شعباً وجيشاً وقيادة بالانتصارات الكبيرة التي تحققت، مؤكدين أن الانتصار النهائي في مواجهة الحرب الإرهابية بات قريباً، وأن سورية ستبقى موطن الإسلام المعتدل الأصيل في مواجهة الفكر الإقصائي المتطرّف.
ويشارك في مؤتمر وحدة الأمة، الذي تستضيفه سورية، علماء دين ومفكرون وباحثون من الأزهر في مصر والجزائر وتونس والمغرب والعراق ولبنان وإندونيسيا وتركيا والهند وأفغانستان.
حضر اللقاء وزير الأوقاف الدكتور محمد عبدالستار السيد.
واستنكر المشاركون بمؤتمر وحدة الأمة، في البيان الختامي لأعمال المؤتمر، بشدة التهديدات الموجّهة لسورية من قبل قوى الاستكبار العالمي، مؤكدين وقوفهم الى جانب سورية شعباً وقيادة ودعم صمودها في مواجهة التهديدات، واعتبروا أن ما يجري في سورية حرب بين الحق والباطل وأن أولوية العمل الديني تتمثّل بمواجهة التيارات التكفيرية بجميع أنماطها ومخرجاتها الفكرية والثقافية، وشددوا على “أن التفريط بالمسجد الأقصى خروج على الأمة.. وتآمر وتواطؤ بعض الأنظمة العربية ورضاها على ما تقوم به أمريكا والصهيونية يعني التخلي عن قضية العرب الأولى”، مشددين على أن مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين.
ودعا المشاركون إلى “اعتماد منهجية الاحتكام إلى أهل العلم ونشر منهج الاعتدال والوسطية بشتى الوسائل العملية، والتشديد على أن ما تبثه بعض القنوات المشبوهة لا يمثل رأي المذاهب وإنما المتحدّث الذي يضع يده مع أعداء الأمة”.
وأكد وزير الأوقاف أن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ولا سيما في الغوطة الشرقية توكّد أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أثبت بحكمته وصوابية رأيه وتمسكه بمواقف شعبه أنه يسير بنا نحو الانتصار الكبير قادرة على فرض سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني وردع أي عدوان خارجي، ونوّه بمواقف الأصدقاء الداعمين لسورية في مواجهة الإرهاب والتطرف، مشيراً في الوقت ذاته إلى دور علماء ورجال الدين في مواجهة الفكر المتطرف الإرهابي وفضح من يحاولون تشويه صورة الدين الإسلامي الصحيح.
حضر الجلسة الختامية الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران الشيخ محسن الأراكي والشيخ علي محمدي رئيس منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية في إيران والشيخ محمد حسن اختري الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت وعدد من العلماء في عدد من الدول العربية والإسلامية.