عطر النساء في “سيمفونية عطر الموت”
جمع المخرج نضال حمود مجموعة من الأشخاص المختلفين بالأفكار والبيئة، ولكنهم يملكون ذات البذرة الإنسانية، وذات الشغف ليقدموا مسرحاً ممتعاً للروح يحمل فكرة حقيقية عن الحياة والمجتمع. مسرحية “عطر سيمفونية الموت” التي قدمت على خشبة مسرح طرطوس القومي –وانتهى عرضها منذ أيام- عن نص للكاتب أوجوبيتي بعنوان “جريمة في جزيرة الماعز” تمثيل نصر مغامس، ايفان نابلسي، مصطفى سليم، إيناس أحمد، ريم محفوض، مارلين خليل، شذا حسن، وحنين خليل.
وفي كلمة من مجموعة عطر: “العطر هو الوجود.. من دون عطر ليس لأحدٍ منا وجود، عطر ليست كلمات.. عطر وجدت كفكرة إنسانية.. عطر فعل إيمان.. عطر.. هي تلك الفراشة التي بأرواحنا نسجنا شرنقتها.. وبمحبة قلوبنا تكونت.. وأصبحت جاهزة لتنطلق في أرجاء الكون لتنثر ألواناً تليق بالفرح أينما ذهبت.. وأخيراً عطر هي ذواتنا المتعطشة للمعرفة”. وفي تصريح لـ”البعث” تحدثت الممثلة إيناس أحمد –إحدى اللاعبات- عن المسرحية: سأحكي عن التجربة كعمل إنساني قبل أن يكون مسرحي، فوجودنا كأشخاص مختلفين أتاح للمخرج نضال حمود –الذي يملك خيالاً واسعاً وإبداعاً مميزاً في طرح الأفكار- إعادة صياغة وإعداد النص بطريقة بعيدة عن الحوار المباشر، ليكون أقرب للرمزية والأفكار العميقة فكانت الشخصيات بشكل عام تلامس أرواحنا بطريقة غريبة ولكن محببة.
أما العرض فيتناول حياة عدة نساء يتواجدن في مكان منعزل مع رجل يعاني من العجز الجنسي، وقد اعتدن على رتابة معينة في الحياة إلى أن جاء الشيطان وأشعل نار الرغبة داخلهن، وأشعل معها كل لعنات التكوين الجسدي. في الواقع، لم يتواجد ضمن العمل شخصيات منفصلة بالرغم أن كل أنثى لها خصوصيتها في التعامل مع الشيطان “وهو أنجلو في المسرحية الأساسية للكاتب أوجوبيتي”، كانت كل النساء بوجع واحد سواء كانت الأخت أو الزوجة أو الابنة أو الأم لكن كلنا كنا عطراً. انتهت المسرحية بالقتل الجماعي، لكنها فعلياً لم تنته لتبقى النهاية مفتوحة ويراها المشاهد من زاويته، إلا أننا ركزنا من خلالها على الرسالة الإنسانية التي أعتقد أن الجمهور استطاع لمسها واستخلصها من عملنا، وأنا في الحقيقة أشكر كل شخص أحس بأرواحنا على خشبة المسرح، وترجم ذلك بحروف أثلجت صدورنا وزادتنا إصراراً على تقديم العمل الأفضل.
وعن دورها في “عطر سيمفونية الموت” قالت إيناس أحمد: في المسرحية كلنا نساء بجسد واحد وروح واحدة ووجع واحد دون أسماء، واعتقد أن إيماننا بما نقوم به كان واضحاً على وجوهنا وهذا ما سمعناه من عدد كبير من الذين شاهدوا “سيمفونية عطر الموت”. في الحقيقة، أنا سعيدة جداً بهذا العمل الإنساني وممتنة لكل فريق العمل على هذه التجربة الغنية بكل تفاصيلها، وخاصة للمخرج نضال حمود الذي اكتشف مكامن أرواحنا وسخرها بإبداعه لتقديم عمل يليق بالإنسان والمسرح، فقد كرس عشقي للمسرح بطريقة صحيحة تليق به وترجم معرفتي البسيطة على هذه الخشبة، وفي نهاية كل عمل تبقى الذكريات الجميلة فقط، وتبقى لحظات الفرح والتعب والغضب والألم عالقة على جسدي الذي تعطر بقدسية الخشبة، ولخصت تجربة روحي المغامرة الشغوفة فقد عملنا على مدار سنة كاملة، وكنا بحالة اتحاد كامل مع خشبة المسرح من تعب وألم لذيذ حتى أخرجنا مولوداً جديداً يحمل عنوان “عطر سيمفونية الموت”. في الواقع، وعن علاقتها بالفن قالت: أنا إنسانة تحب الفن بشكل عام فهو أقرب شيء للروح الإنسانية والقادر على الارتقاء بها، وكما يقال المسرح أبو الفنون فعشقي له كان منذ الطفولة بالرغم أن دراستي مختلفة حيث أحمل إجازة في الهندسة الزراعية.
جمان بركات