اقتصادصحيفة البعث

علينا استمالتهم قبل غيرنا..!

 

طالما أفضى الحديث عن الطاقة وتكالب الدول قاطبة على مصادرها لحجز حصة لها بطرق شتى لم تكن بمنأى عن صراعات ونزاعات لا تزال مستمرة منذ استشعار أول جيب نفطي في العالم؛ إلى تحريض مساحات الذهن الخاملة لاستنهاض الأفكار الكفيلة بإيجاد بدائل عن الطاقة الإحفورية..!
وطالما كان هناك طرفا نقيض بين متحمس لإنتاج بدائل تغنينا عن الذهب الأسود ويشحذ الهمم العلمية لاستخلاص محرك النقل والصناعة، إما من مصادر الطبيعة كالشمس والرياح، وإما من مخلفات الاستهلاك اليومي للإنسان والحيوان. وآخر لديه رأي مثبط لا يثق إلا بالنفط، ويعد الحديث عن غير ذلك مجرد “ترف علمي”، يحاكي بشكل أو بآخر أحلام الطامحين لمستقبل طاقوي نظيف ليس إلا..!
ومع مرور الأيام والسنين.. ازدادت كفة الأول رجحاناً، وتكشف أن ما كان خيالاً علمياً لدى الثاني بات حقيقة ملموسة لدى الأول.. ليس هذا وحسب، بل أصبح هناك حديث عن إمكانية استخدام المياه كوقود يستعاض به عن النفط..!
اللافت في هذا السياق أننا بدأنا نلمس إرهاصات فكرية محلية باتجاه تطبيق تقنية استخدام المياه كمصدر من مصادر الطاقة، ومنبت هذه الإرهاصات هي أحد مفاصلنا التنفيذية العاملة في مجال الطاقة..!
ولم يكن حديث هذا المفصل معنا مجرد كلام عابر أو لتعبئة فراغ لجلسة عامة، بل كان جدياً ومدعماً ببعض الأرقام العلمية، إذ أكد أن ليتر الماء الواحد كفيل بتسيير السيارة مسافة 30 كم، وذلك من خلال فصل عنصري الماء “الأوكسجين والهيدروجين” للاعتماد على الأخير لتشغيل محرك السيارة، وأنه يستعد لإجراء هذه التجربة لإقناع الجهات الحكومية المعنية بها.
ربما يلقى هذا الأمر استهجاناً كبيراً، وقد يصل عند البعض خاصة المتقنين لوضع العصي بالعجلات إلى حد السخرية، لكن مجرد التفكير والمحاولة لهو أمر بغاية الأهمية، وقد يسفر بالنتيجة عن فكرة ما، أو اكتشاف ما، يمكن الاستفادة منه وتطويره لاحقاً.
ما نصبو إليه بالنتيجة هو أن بلدنا على الرغم من استنزاف كوادره التي هاجرت من جراء الأزمة الراهنة لا يزال يزخر بخامات تستوجب الدعم المادي والمعنوي لاستثمار ما بحوزتها من أفكار ورؤى تطويرية، قَبل أن تستمال من قِبل من يقدرون قيمة الأفكار التي نحن أولى بها..!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com