الصفحة الاولىصحيفة البعث

هولاند يذكر ماكرون: الفرنسيون قضوا على الملكية!

انتقد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند تصرّفات خلفه في قصر الإليزيه إيمانويل ماكرون، وذكره بإعدام ملك فرنسا بالمقصلة أثناء أحداث الثورة الفرنسية. وقال هولاند، في حديث لمجلة “لوبس” الفرنسية، عشية نشر كتاب ذكرياته عن ولايته الرئاسية تحت عنوان “دروس السلطة”، إنه “على أولئك الذين يبحثون عن ملك ألا ينسوا أنهم في بلاد تعرّض فيها الملك لقطع رقبته”، وذلك في إشارة إلى إعدام الملك لويس السادس عشر عام 1793، وانتهاء الملكية.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون قام بعدة خطوات، اعتبرها البعض محاولة لجعل صورته أكثر هيبة وأناقة، مثل إلقاء الكلمة بخصوص فوزه في الانتخابات الرئاسية من قصر اللوفر، أو قراره توجيه رسالة إلى البرلمانيين من قصر فرساي، الذي كان مقراً للإقامة الملكية منذ نهاية القرن السابع عشر وحتى إسقاط الملكية أثناء الثورة الفرنسية عام 1789.

كما استنكر هولاند سياسات خلفه في عدد من التصريحات الصحفية الأخرى، متهماً إياه بزيادة الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء من خلال تخفيض الضرائب على الأغنياء والشركات الكبرى، ما دعا الاشتراكيين لوصف ماكرون  بـ “رئيس الأغنياء”.

وكان استطلاع للرأي أظهر استمرار تراجع معدل التأييد لأداء ماكرون، وبيّن الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة إيفوب لاستطلاعات الرأي، أن 44 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أعلنوا عن رضاهم عن أداء ماكرون بتراجع ست نقاط عن الاستطلاع السابق الذي أجرته إيفوب في كانون الثاني الماضي.

ويأتي هذا التراجع في تأييد سياسات ماكرون في ظل طرحه خططاً لما وصفه بتحديث الإدارة العامة في فرنسا، والذي يتخوف الكثيرون من نتائجه على صعيد تأثيره على العاملين.

ويبدو أن ماكرون يسير على خطى أسلافه، حيث سجّل هولاند أدنى مستوى للشعبية خلال فترة حكمه، فبلغت نسبة التأييد لسياساته 13 بالمئة، ما يعزّز اعتباره الرئيس الأقل شعبية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك نتيجة للفشل الذريع الذي واجهته سياساته على مختلف الصعد الداخلية والخارجية.‏

جدير بالذكر أن ماكرون، المصرفي السابق ووزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس الاشتراكية في فترة 2014 – 2016، انشق عن فريق فرانسوا هولاند في عام 2015، وأسس حزباً له ليبدأ مشواره السياسي المستقل، مما أسفر عن تدهور العلاقات بينه وبين هولاند، حتى وصفتها صحيفة “لو فيغارو” بـ “الحرب الباردة”.