روسيا تحذّر من المماطلة في إرسال خبراء “الكيماوي” إلى دوما سورية: الدول الغربية تواصل التضليل خدمة لمشاريعها العدوانية
أعادت سورية تأكيد موقفها القاضي بالتعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتنفيذ كل الالتزامات التي رتّبها انضمام سورية إلى اتفاقية الحظر، فيما دعت روسيا المنظمة إلى عدم الإبطاء في إرسال خبرائها إلى مدينة دوما للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية فيها.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح: تعيد الجمهورية العربية السورية تأكيد موقفها القاضي بالتعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وبتنفيذ كل الالتزامات التي رتّبها انضمام سورية الى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وانطلاقاً من ذلك فإنها تكرّر أن حملة التضليل المستمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي تسير في ركابها حول استخدام الغازات السامة في دوما وادعاء وجود أدلة بحوزتها عن ذلك محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام خدمة لمشاريعها العدوانية على سورية.
وأضاف المصدر: وانسجاماً مع موقفها هذا، فقد دعت سورية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إرسال فريق من لجنة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لزيارة سورية وموقع الحادث المزعوم في دوما، وقدّمت سورية كل التسهيلات اللازمة لإتمام فريق تقصي الحقائق مهامه بشكل شفاف ودقيق وبعيداً عن الضغوط السياسية التي تمارسها الدول الداعمة للإرهاب وتنظيماته.. وقد منحت سورية فوراً تأشيرات الدخول اللازمة لأعضاء فريق تقصي الحقائق وبدء برنامج عمله في سورية. وختم المصدر تصريحه بالقول: تحمّل سورية مسؤولية أي تأخير لوصول الفريق وممارسة مهامه للأطراف الغربية، التي تسعى جاهدة لعرقلة مهمة الفريق وللتدخل في عمله وتنفيذ ولايته بشكل صحيح.
وفي نيويورك، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية ستسهّل وصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أي نقطة يريدها أعضاؤه في بلدة دوما، وأوضح، في تصريح للصحفيين، أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أبلغت الحكومة السورية بأنها سترسل فريقاً مؤلّفاً من دفعتين إلى سورية، وبيّن أن أي تأخّر أو تشويش على هذه الزيارة سيكون نتيجة للضغط السياسي على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ومن يدور في فلكهم لمنع إتمام الزيارة.
وعن جدول أعمال الفريق قال الجعفري: “متى سيبدؤون العمل.. هذا الموضوع عائد لهم ونحن جاهزون لمرافقتهم أينما يريدون الذهاب وفي أي وقت، والدفعة الأولى من الفريق وصلت الى بيروت”، لافتاً إلى أن هناك شروطاً مرجعية تمّ الاتفاق عليها بين الحكومة السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي أمور يتمّ تطبيقها في التعامل مع مثل هذه الحالات.
ورداً على سؤال حول من استخدم المواد الكيميائية في سورية، قال الجعفري: “لقد قلنا من فعل ذلك مئات المرات.. إنهم الإرهابيون.. إنهم يملكون مواد كيميائية من المخزون الليبي منذ وقت طويل.. وتمّ تسهيل وصول المواد الكيميائية إليهم من المخابرات التركية والسعودية والأميركية والفرنسية.. لقد قاموا بتهريب المواد الكيميائية من ليبيا إلى اسطنبول على الخطوط الجوية المدنية والشخص المسؤول عن تهريب هذه المواد اسمه هيثم القصار”، وأكد أن السياسة البريطانية جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل، ولطالما دفعت بريطانيا الولايات المتحدة عبر التاريخ للقيام بمغامرات في حروب فاشلة.
وقال: “لذلك لا نعير اهتماماً لما قد تقوله الحكومة البريطانية لأننا نعلم مسبقاً بأن بريطانيا تدفع باتجاه التصعيد وتعقيد الوضع الدولي والعمل ضد السلام والاستقرار في العالم”.
ورداً على سؤال عما سيكون عليه موقف الولايات المتحدة عندما يحين موعد رئاسة سورية لمؤتمر نزع السلاح، قال الجعفري: “إن الأمر لا يعود للولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا لتحدد من يكون أو لا يكون رئيساً للمؤتمر وسوف نترأس هذا المؤتمر عندما يأتي دورنا”.
وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على موقعها: “إن موسكو ترحب بقرار المدير العام للأمانة التقنية للمنظمة أحمد أوزومجو إيفاد خبراء بعثة تقصي الحقائق إلى دوما لتسليط الضوء على ما حدث هناك بأسرع ما يمكن”، محذّرة من أن المماطلة في ذهاب خبراء البعثة إلى دوما “أمر غير مقبول في ظروف الحملة الشرسة التي تشنها الدول الغربية ضد سورية”، ونبّهت إلى أن المماطلة قد تؤدي إلى تكرار “المغامرة التي اتخذتها واشنطن في نيسان من العام الماضي” مع توجيه اعتداء صاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية السورية ما شكّل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والأحكام المعترف بها للقانون الدولي.
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن الحكومة السورية أبدت استعدادها لتقديم كل المساعدة اللازمة لعمل بعثة المنظمة، وجددت رفض موسكو القاطع لموقف الدول الغربية الثلاث ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، والتي منعت تبني مشروعي القرارين الروسيين حول سورية وكان أحدهما ينص فقط على دعم القرار الذي اتخذه مدير الأمانة التقنية بشأن إرسال خبراء إلى دوما، مؤكدة أن هذا الموقف يترك الانطباع بأن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها غير مهتمة بإجراء أي تحقيق في دوما “لأنها قد عيّنت المسؤولين عنها ولا يبدو أنها ستتراجع عن قرارها هذا”، وأكدت “أن التداعيات المهلكة لهذا النهج المغامر بالنسبة للسلام والأمن العالميين واضحة وضوح النهار”.
وتأتي هذه التطورات بعد قيام بعض وسائل الإعلام والمنظمات الناطقة باسم الإرهابيين والممولة من الدول الغربية بحملة إعلامية منسقة لاتهام الجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية خلال عملياته ضد الإرهابيين في مدينة دوما، تبعتها حملة سياسية غربية بقيادة الولايات المتحدة لتبرير أي خطوات عدائية ضد سورية تهدف إلى دعم الإرهابيين ومنعهم من الانهيار.
وفيما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن فريقاً من خبرائها في طريقه إلى سورية وسيبدأ عمله اعتباراً من يوم السبت 14 نيسان الجاري، أقر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس عدم امتلاك إدارته أي أدلة على استخدام أسلحة كيميائية في دوما بريف دمشق في السابع من نيسان الجاري، وقال، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، إن ما يملكه فقط هو “مؤشرات في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن استخدام الكلور أو غاز السارين”، وبرر التناقض في التصريحات الأمريكية حول سورية بتعقيدات الوضع فيها.