ريشة شغف
تحت عنوان “ريشة شغف” صدر للكاتبة ريم عبد الغني كتابٌ جديد عن دار الفكر دوَّنتْ فيه عبر نصوص نثرية مشاعر وأفكاراً وأحداثاً مرت بها فنثرتها في خمسة فصول حملت عناوين: “وجوه، حقائب سفر، عوالم، قارئة الفنجان، باقة خريف”.
إرث حضاري
ولأن الفن -كما بيَّنت عبد الغني في مقدمة الكتاب- وحدة لا تتجزأ، واللوحة أو الصورة، اللحن أو الكلمة، كلها تختصر عوالم حين تجيد، اختارت بوابات الفصول لوحات لرسامين سوريين معروفين ممن يعاصروننا، كالفنانة سارة شما والفنان أحمد معلا، أو من رواد رحلوا كالفنانين نصير شورى وفاتح المدرس وأدهم إسماعيل، لأن الفن الجميل الصادق يخاطب أعلى درجات الإحساس، مؤكدة في الوقت ذاته أن اختيار فنانين سوريين في زمن الحرب ما هو إلا تأكيد على أن السوريين أصحاب إرث حضاري عظيم ولم يكونوا يوماً دعاة حرب بل دعاة خلْقٍ وحياة.
فقط من القلب
وبما أن الأقوال التي تلخص الحكمة وتجارب الحياة لا تلتصق بزمان أو مكان فقد أدرجت عبد الغني قبل كل فصل ونص، ما يشير إلى المغزى من أقوال جلال الدين الرومي الذي اختارته لأسباب عديدة، ذكرت منها أن الشغف الذي قصدته هو قلب حكمة هذا العالِم المتصوِّف الذي وجد في الإصغاء إلى الموسيقا الروحية والشعر دروباً إلى معرفة الخالق، ولأن الرومي نطق حقاً، وما زالت أشعاره بعد ثمانية قرون من رحيله تبث الحب الذي دعا إليه طريقاً إلى الله.. ومن الأقوال التي أدرجتها عبد الغني: فقط من القلب يمكنك أن تلمس السماوات وجمال واحد يبقى للأبد ولا يشيب.. جمال القلب وأولئك الذين يملكون قلوباً مليئة بالمحبة تكون أياديهم دائما ممدودة.
الرسم بالكلمات
وعن سبب تسمية الكتاب “ريشة شغف” فذلك لأن الكتابة الوجدانية هي رسم بالكلمات، أما الشغف في اللغة فهو مرتبة عالية من مراتب الشعور بالحب، والشغف يشعل جمرة الإبداع تستنبطنا وتلهمنا وتلهبنا، لذا تطل أرواحنا من تفاصيل ما نخلفه بشغف فيشبهنا، وشغف الكتابة –برأيها- يتكاثف حروفاً ومعاني ليخلق الأدب المكان الوحيد في العالم الذي يتلاقى الغرباء فيه ببساطة ودون حرج، وربما خارج الزمن.
وأكدت عبد الغني في الكتاب أن الكتابة شحذت بصيرتها فقطرت روحها في حروف، ومن خلال الكتابة انطلقت فرساً جامحاً تصهل بحرية وتنحسر غربتها يوماً بعد يوم، وبالكتابة وجدت بلسماً: “الكتابة أنقذتني حين مرض كلانا.. أنا والوطن وحين اغترب كلانا أنا والوطن وحين قطبت الدنيا حاجبيها”.
< ريم عبد الغني مهندسة معمارية وهي رئيس مركز تريم للعمارة والتراث ومقرّه دمشق، صدرت لها عدة كتب، منها: “وهج روح” عن الهيئة العامة السورية للكتاب و”في ظلال بلقيس” عن وزارة الثقافة اليمنية- حضرموت و”حضارة لا تموت”.
“ريشة شغف” يقع في 240 صفحة من القطع المتوسط.
أمينة عباس