فارس الهواء والكلمة
يتناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطيار مقاتل سوري، وهو يمر في السماء، فوق الملعب الذي يخوض فيه فريقه المفضل “تشرين” واحدة من مباراياته، ليحييه على طريقته، بعد عودته من القتال، وفي عيد الأم أيضا تداولت وسائل السوشال ميديا صورة لنفس الطيار الذي لا يبدو منه إلا جانب وجهه، وهو يمسك بورقة كتب عليها، كل عام وأمهات سورية والشهداء بخير.
هذا المقاتل الذي يعمل في واحدة من تشكيلاتنا القتالية الأكثر فعالية، اتضح أن لديه مواهب شعرية عالية، فهو بين الحين والآخر، يفاجئ جمهوره بقصيدة من العيار الجميل، سرعان ما تحظى بمئات الإعجابات والتفضيلات والمشاركات، ومنهم من جعلها صورة لـ “بروفايله” مفتخرا بكونها من كتابة جندي سوري، يحارب في أعتى أنواع الحروب، ورغم ذلك فالشعر والخير والجمال، هو ما يحمله في داخله.
حاولنا إجراء دردشة قصيرة مع هذا الطيار الباسل، لكنه اعتذر بلباقة قائلا، ما افعله أمر طبيعي، فطبيعي أن يحافظ الإنسان على عقله ورهافته وسط هذه القسوة التي نحيا بين إيقاعاتها، الآن علينا الفعل، وسيكون للقول شأن آخر.
وهذا نص له: “أيتها الجبال التي أراها وكأنها أبٌ يحنو على أبنائه/أيتها الغيوم التي ألقي عليها السلام/فتلقي علي سلامها مطرا كالعبير/أيتها السهول التي تجري فيها الأنهار/ كأنها أوردتها الدموية/أيتها البيوت التي يُلّوح الفتية بضحكاتهم/ من فوق أسطحتها لعنقاء المجد/أيتها الصبية التي ارتدي شالها حول قلبي أيضا/قريبا سيبزغ الفجر/وقريبا سترفع الحياة نفسها/نخب حياتكم المعتق بدنان الفخر.”.
تمّام علي بركات