إدانات عربية ودولية للعدوان الثلاثي: جنوني.. وانتهاك سافر للقانون الدولي
أدان عدد من الدول بشدة العدوان الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا على سورية.
فقد أكدت الصين معارضتها لأي استخدام للقوة في العلاقات الدولية، ومطالبتها باحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول الأخرى، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ خلال مؤتمر صحفي تعليقاً على العدوان الثلاثي على سورية نشر على موقع الخارجية الصينية الالكتروني: إن أي إجراء عسكري أحادي الجانب يتجاوز مجلس الأمن يتعارض مع غرض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وينتهك مبادئ القانون الدولي والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وسيزيد من تعقيد الأزمة في سورية، مضيفة: إن الصين تحثّ الأطراف المعنية على العودة إلى إطار القانون الدولي وحل القضية من خلال الحوار والتفاوض، لافتة إلى أنه وفيما يتعلّق بالهجوم الكيميائي المزعوم فإن الصين تؤمن بوجوب إجراء تحقيق شامل ونزيه وموضوعي للتوصل إلى نتيجة موثوقة يمكن التأكد منها، ولا ينبغي إصدار أي أحكام مسبقة قبل ذلك. وقالت هوا تشون: تعتقد الصين أن التسوية السياسية للأزمة في سورية هي الحل الوحيد القابل للتطبيق، يجب أن تواصل الأطراف المعنية في المجتمع الدولي دعم دور الأمم المتحدة كقناة رئيسية للوساطة وبذل جهود حثيثة لتسهيل الحل النهائي للوضع في سورية.
وفي لبنان، أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن العدوان الثلاثي على سورية يضع المنطقة في وضع مأزوم، مشيراً في بيان له إلى أن هذا العدوان لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري، مجدداً التأكيد على أن لبنان يرفض أن تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية، موضحاً أنه يرى في التطورات الأخيرة جنوحاً إلى مزيد من تورّط الدول الكبرى في الأزمة التي تشهدها سورية مع ما يتركه ذلك من تداعيات على الأوضاع في المنطقة.
في سياق متصل، أدانت وزارة الخارجية العدوان الثلاثي، مؤكدة أنه اعتداء صارخ على سيادة دولة شقيقة وانتهاك للمواثيق والأعراف الدولية، وقالت في بيان: كان الحري إجراء تحقيق دولي شفاف وموضوعي من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مزاعم استخدام سلاح كيميائي في دوما، وذكّرت بموقف لبنان المبدئي الذي كان ولا يزال مع حظر استعمال السلاح الكيميائي من أي جهة ومعاقبة مستعمليه وكذلك منع استخدام وامتلاك كل أنواع أسلحة الدمار الشامل ولاسيما السلاح النووي والذي تملكه “إسرائيل” تحديداً ومنع استعماله في أي نزاع عسكري.
العراق: يجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة
إلى ذلك، أكدت الخارجية العراقية أن العدوان الثلاثي تصرف خطير جداً ومن شأنه جر المنطقة إلى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها، وقال المتحدّث باسم الوزارة أحمد محجوب في بيان: إن هذا العدوان يعتبر أمراً خطيراً جداً لما له من تداعيات على الشعب السوري، داعياً إلى ضرورة العمل لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يلبي تطلعات هذا الشعب، مشيراً إلى أن العدوان على سورية يمنح الإرهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره وهزيمته.
مصر تعرب عن تضامنها مع الشعب السوري الشقيق
كما أعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه العدوان الثلاثي على سورية لما ينطوي عليه من آثار علي سلامة الشعب السوري الشقيق ويهدد ما تمّ التوصل إليه من تفاهمات لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها، وعبرت وزارة الخارجية في بيان لها عن تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه من خلال توافق سياسي جامع لكل المكوّنات السياسية السورية، داعياً المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسؤولياتها في الدفع بالحل السياسي للأزمة في سورية بعيداً عن الاستقطاب.
كوبا: يؤدي إلى تداعيات خطيرة في المنطقة بأكملها
وأعربت كوبا عن إدانتها الشديدة للعدوان، وجاء في بيان صدر عن الخارجية أن هذا الإجراء أحادي الجانب والذي تم خارج مجلس الأمن الدولي يشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولدولة ذات سيادة، محذرة من أن هذا العدوان يؤدي إلى تفاقم الأزمة في سورية وإلى تداعيات خطيرة في المنطقة بأكملها، وعبر البيان عن تضامن الحكومة الثورية في كوبا مع سورية شعباً وقيادة جراء هذا العدوان البربري.
بوليفيا: عدوان جنوني
وأدان رئيس بوليفيا إيفو موراليس بشدة العدوان، وقال على تويتر: إنه يدين باسم الكرامة والدفاع عن السلام وعن شعوب العالم بشدة الهجوم الجنوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الشعب السوري الشقيق، مضيفاً: لقد تذرعوا بالأمس بأسلحة وهمية للدمار الشامل لغزو العراق واليوم يطلقون صواريخهم تحت الذريعة نفسها.
بيلاروس تدين بشدة
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية البيلاروسية بشدة العدوان، ودعت الوزارة في بيان جميع الأطراف المعنية إلى التوقّف فوراً عن استخدام القوة العسكرية ضد دول أخرى والبحث عن سبل لتسوية الأزمة بالوسائل السلمية، لافتة إلى أن أي خطوات للرد على استخدام الأسلحة الكيميائية يجب أن تستند إلى حقائق لا لبس فيها وأن يتم تنفيذها وفقاً لمعايير القانون الدولي، مشيرة إلى أنه لم تتم مراعاة أي من هذه المعايير خلال العدوان على سورية، مشددة على ضرورة قيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقق من المزاعم حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
التشيك: يعكر السلام في المنطقة والعالم
وأدان الرئيس التشيكي ميلوش زيمان العدوان، ولفت الناطق الصحفي باسم الرئاسة ييرجي اوفتشاتشيك إلى وجوب عدم المسارعة لاعتماد الخيار العسكري، كما أدان رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية الدكتور ستنايسلاف غروسبيتش العدوان، مؤكداً أنه يمثّل خرقاً فظاً للقانون الدولي، ويعكر الاستقرار والسلام في سورية والشرق الأوسط والعالم، وعبّر عن تضامنه مع الشعب السوري وعن وقوف التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو الذي يترأسه إلى جانب سورية في الدفاع عن حقها بالعيش بسلام وفي درء العدوان. بدوره، أدان رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها العدوان الثلاثي على سورية، مؤكداً انه يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي واستعراضاً بائساً للقوة ولم يحقق أي شيء، وقال في تعليق له: إن هذا العدوان أكد من جديد أن القوى الغربية لا تحتاج في غطرستها لأي أدلة حول استخدام السلاح الكيميائي، وأنها بدلاً من الاعتماد على الدبلوماسية تلجأ إلى القوة الفظة، مشدداً على أن ما قامت به دول العدوان يمثل خرقاً لكل قيم السلام والقانون الدولي وسيادة الدول، منبهاً إلى أن ما جرى يمثل أيضاً سابقة خطيرة لأنه يحول القانون الدولي إلى قطعة ورق ممزقة.
من جهته، أدان نائب رئيس مجلس النواب التشيكي فويتيخ فيليب العدوان الثلاثي، محذراً في تصريح له من أن هذا العدوان يمكن أن تكون له تداعيات كارثية، مشدداً على أن الاعتداءات العسكرية لم تساهم أبداً في إيجاد الحلول وإنما على العكس من ذلك تزيد حدة التوتر. وفي غضون ذلك، أظهر استطلاع سريع للرأي أجراه موقع نوفينكي الأوسع انتشاراً في تشيكيا أن 76.2 بالمئة من التشيك يعارضون العدوان الثلاثي على سورية.
أبخازيا: تجاهل صارخ لقواعد القانون الدولي
وأدانت وزارة الشؤون الخارجية في جمهورية أبخازيا بشدة العدوان، مشيرة إلى أنه يزيد من احتمال حدوث أجواء من التوتر في الشرق الأوسط والعالم بأسره، وقالت في بيان: إن دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة قامت بهجوم صاروخي على مرافق للبنية التحتية العسكرية والمدنية في سورية من دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة متجاهلة مرة أخرى بشكل صارخ قواعد القانون الدولي المتبعة، مشيرة إلى أن تصرفات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تصعّد التوتر في المنطقة وتقوض أسس الاستقرار والأمن الدوليين.