سورية منتصرة بعزيمة أبنائها
لم يغيّر العدوان الثلاثي الذي شنّته قوى الاستكبار العالمي من واقع الأمر شيئاً، بل زاد من يقين أصحاب الحق بعدالة قضيتهم، فبفضل بسالة قوات الجيش العربي السوري وصحوة دفاعاتنا الجوية تحوّلت صواريخ المعتدين من أداة تدمير وخراب إلى مثار سخرية واستهزاء، وسقطت معها رهانات المتآمرين وأضحت سورية بعد العدوان أقوى بعزيمة أبنائها.
على الصعيد الرياضي وبعد ساعات قليلة من العدوان الإرهابي، واصل لاعبونا في مختلف الرياضات نشاطاتهم ولم يعيروا للتهديد والوعيد أي اهتمام، بالعكس مثلت نشاطاتهم الرياضية رسالة مهمّة بأن العزيمة والإصرار هما السلاح الأمضى في مواجهة العدوان، حيث استضافت صالة الفيحاء بطولة الجمهورية لرفع الأثقال للسيدات، كما أقيمت مباراة حطين والشرطة على ملعب الجلاء بدمشق ضمن الدوري الكروي، واختُتمت بطولة الجمهورية في الكيك بوكسينغ وتواصلت بطولة الجمهورية لكرة الطاولة، فضلاً عن النشاطات المحلية في مختلف المحافظات.
كل هذه النشاطات أعادت للأذهان قدرة السوريين على تحويل الصعوبات والمعوقات إلى طاقة إيجابية تدفع نحو النجاح، فمن منا يستطيع أن ينسى الإنجازات الكثيرة التي تحقّقت في مختلف الرياضات في أحلك ظروف الأزمة، ومن يستطيع أن ينكر كيف تحوّل الرياضي السوري إلى سفير لبلاده وممثل لصمودها في كل بطولة يشارك فيها، ومن يمكنه أن ينكر أن الرياضة عبر سنوات الأزمة تمكّنت من جمع أبناء الشعب الواحد خلف تشجيع منتخبات الوطن.
رياضيونا كانوا دائماً على الموعد لتأكيد انتمائهم لهذه الأرض، واستعدادهم لتقديم الغالي والنفيس في سبيل وحدتها والحفاظ على كرامتها ورموزها، وما تواجد لاعبينا في الصالات والملاعب في ظل هذه الظروف إلا الدليل الأكبر على أن سورية ستبقى عصيّة على الانكسار، وستظل متواجدة في كل المحافل بفضل إرادة الحياة التي غذتها عزيمة المقاومة والتحدي التي باتت من خصائص الإنسان السوري ومن مميزاته.
مؤيد البش