معتصم منذر.. الملصق السياسي على إيقاع الحياة السورية
فرادة وتميز ما قدمه الشاب معتصم منذر مصمم الغرافيك في سانا الإخبارية في المعرض المقام حالياً في ثقافي أبي رمانة “سانا.. إعلام وفن” لا تأتي فقط من كونه شارك بالملصق السياسي الوحيد في المعرض، بل لأن هذا الفن جاء على إيقاع الحياة السورية عبر أسلوبه اللافت والذكي، وموضوعه الموجه ضد دول العدوان والتحالف الغربي الذي يتحمل مسؤولية اعتداءات التنظيمات التكفيرية على المدنيين السوريين، لاسيما أن التهديد مستمر حتى اللحظة الراهنة بأشكال مختلفة، وقد شارك معتصم بثلاثة ملصقات تدور في مدار واحد هو اعتداءات الإرهابيين و”قذائف الهاون” التي تهطل على المدن السورية، وقد صممتها على الكمبيوتر وأحدها كان عبارة عن كاريكاتير معالج على الكمبيوتر عبر خط اليد البسيط وإضافة التأثير اللوني.
وأضاف: ركز الملصق الأول على فكرة أن الاعتداءات التي عانينا منها منذ بداية 2012 وحتى 2018 حتى وإن كانت بيد المجموعات المسلحة، إلا أنها بتوجيه ودعم من دول حلف الناتو التي أدخلتنا بما يمكن تسميته”نطاق زمني للناتو” حيث كان يتم استهداف المدنيين بـ”الهاون” في أوقات محددة وهي ذهاب الأطفال إلى مدارسهم والمدنيين إلى عملهم، بهدف تعطيل الحياة المدنية وقد دفع الناس ثمناً باهظاً لهذه الاعتداءات، ولكن الحياة استمرت رغم كل الألم ورغم محاولات دول “الناتو” لمنع عودة الاستقرار والسلام، ومع أن هذه الدول تتحدث عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين إلا أنها لم تتوان عن استهدافهم من أجل تحقيق أهدافها السياسية وحجبت هذه الحقيقة عن شعوبها، ويتابع: استخدمت في الملصق الثاني فكرة “الباركود” التجاري فكما لكل المنتجات التجارية رمز “باركود” تعرف بالمنتج وتدل عليه، كذلك دول “العالم الحر” التي تدعي الدفاع عن قيم الحرية أثبتت السنوات الأخيرة التي عشناها أن “باركودها”لم يكن إلا قذائف وصواريخ ووسائل قتل، وأنها ليست “عالماً حراً” بل هي “حرة بقتل الآخر” فقط لأنها تتحدث بصيغة كاذبة أن دولاً أخرى خرقت قيم العالم الحر وتعتدي بهذه الحجة على قيم الآخرين وأرواحهم، ويظهر تفاؤل معتصم وأمله بالسلام عبر الملصق الثالث الذي يتحدث من خلاله عن التعايش في مدينة دمشق وجميع المدن السورية التي تحيا تلوناً وانسجاماً بين مختلف الشرائح لأن أحزاننا في النهاية مشتركة.
لوردا فوزي